((تأملات على ضفاف عينيك)).. للشاعر عبد الناصر شاكر

((تأملات على ضفاف عينيك)).. للشاعر عبد الناصر شاكر

شاعرات وشعراء

الخميس، ٥ سبتمبر ٢٠١٣

محمد خالد الخضر
تطرح المجموعة الشعرية (تأملات على ضفاف عينيك) لعبد الناصر شاكر قضايا الحب بحيث يغلب عليها طابع الشفافية والرؤية النقية في التعاطي مع أكثر الحالات وفقاً للتربية الاجتماعية والثقافة الأدبية التي لعبت دوراً هاماً في تكوين القصائد؛ التي جاءت على نمط حواري في أسلوب السرد الشعري الذي احتاج لمفردات بسيطة تكوِّن الجمل التعبيرية، وخلص إلى حالة التوازن الموضوعي في تكوين القصيدة ليكون الموضوع أساس الحدث في قصيدة حوارية الجسد التي قال فيها.. قلت.. لماذا تقرئين التاريخ..
قلتِ لأفهمك من أي الأزمان أنت..
وتختلف قصائد في المجموعة عن غيرها في أسلوب الطرح فيحمل بعضها الشكوى إلى الحبيبة التي يعتبرها الشاعر موئل الأمان الذي لا بد أن يشكو لديه همومه ويجسّد أمامه أمانيه ويخرج ضمن سياج قدسيته من أحزانه وظلمه وألمه..
جئتك أحمل في جعبتي أحزاني سفناً من الهم.. والظلم الذي أضناني شتاءات. وتخرج العواطف لتتكون مع الحروف بشكل عفوي معبرة بشغف عن شدة الحب وعن مدى ألق الحبيب بين جوانح محبوبه محاولاً أن يستخدم أكثر العبارات التصاقاً بشغافه وهي تتهافت زمراً لتكوِّن نصّه العاطفي بشكل يبدو رقيقاً محملاً بعواطف وأشواق وأمل، يقول في قصيدة مقطع..
أدمنتك يا غجرية الشعر والعينين أدمنتك مثل فدائي فقد وجه بيروت مثل صوفي تجمدت على وجهه دموع التوبة..
وفي المجموعة قصائد تظهر فيها المروءة والشهامة ويبدو فيها حب الوطن كبيراً يزاحم ويسمو على كل حب؛ إلا أن الكلمات الرقيقة ظلت متشابهة في معظم قصائد المجموعة التي حفلت بأسلوب عفوي ينمّ عن قريحة أدبية مليئة بالإنسانية والحنان ولا تتلاقى مع أي لفظ بعيد عن الحب والنقاء، فكانت قصيدة /مداد من خندق أمامي/ التي تعبر عن رسالة من فدائي على خط النار إلى أصدقائه ليزرع في قلوبهم ما كان يكبر في قلبه من حب للوطن وعشق للكرامة..
يقول /شاكر/.. أيها الأصدقاء.. هنا الشوك والزعتر البري هنا الليل يلتهب بحرارة الدماء هنا التراب يحكي ملاحم الشهداء..
كما أن الشاعر جسد الشهادة من خلال الطفلة /إيمان حجو/ التي تعتبر من أهم شهيدات الوطن العربي اللاتي قضين بغدر الاحتلال الصهيوني فكوَّن لها مرثية من أجمل مفردات الطبيعة وأحلى ألوانها لتكون روابط التواصل قوية وشديدة التماسك بين معنى الشهادة العظيم وبين مكونات الحياة وأبطالها وبشرها، يقول في قصيدة /موت البنفسج/..
نامي.. ما أزهرت بعدك أبجدية.. ولا شجر الرمان.. ولا تفتحت بنفسجة..
اعتمدت نصوص المجموعة على أسلوب حداثوي غلب عليه النثر الذي تحلّى بمفردات رقيقة تميزت بالعاطفة والحزن والإنسانية وأوجدت حالة من الحب راقية السلوك وشفيفة التعامل.