بين الحب والآه ..خواطر ورؤى شعرية للدكتور نبيل طعمة

بين الحب والآه ..خواطر ورؤى شعرية للدكتور نبيل طعمة

شاعرات وشعراء

الخميس، ٢٥ يوليو ٢٠١٣

بين الحب والآه خواطر ورؤى شعرية للدكتور نبيل طعمة جاءت تحت عنوان واحد تشعبت خلاله مواضيع عديدة تصب في فلسفة تربط بين مكونات الإنسان وبين الخالق عبر تساؤلات كثيرة . يرى الشاعر د.طعمة أن الخشية من الله هي أكثر أنواع العبادة قوة حيث تتجلى بالتأمل والتفكر والذهاب إلى نقاء كبير يؤدي إلى صفاء النفس الإنسانية وإلى إبعادها عن كل المشوبات التي تشوه العلاقة العظيمة بين الخالق والمخلوق يقول:
بين الحب والآه .. رأيت الله .. غدوت إليه .. متأملاً متفكراً
.. هل أعبده .. أم أخشاه .. أبصرته في داخلي .. بعد أن أبصرني في ظل الغمام .
ويسأل د.طعمة الإنسان الذي تناسى خاتمته وراح ينشغل في مصالحه الشخصية وفي نزواته متناسياً أن الأدوات التي يقترف بها الغلط ويستخدمها في صناعة السوء ليؤذي بها الآخرين قد أعدت لخير الإنسان ولتسخير جماليات الكون لخدمة البشر متسائلا كيف يجرأ الإنسان ويحولها أداة للملذات دون الإكتراث بأي نتيجة سلبية تؤدي إليها يقول:
وتستفيق .. هلا تفكرت
لماذا تبني .. وتجمع
وتذهب إليه
وبه تقيم .. أدواتك من صنعك.
ويدعو د.طعمة الإنسان ليفكر ملياً في تحولات الكون التي تؤدي إلى كثير من التغيرات والمتبدلات المنعكسة على حياة الإنسان فأفضل ما يمكن أن يقوم به هو أن يدرك حالة التبادل الروحية بينه وبين الخالق وحالة الإقتناع بأنه مخلوق ضعيف لا يمكن أن يستمر على أي نهج أو سلوك مهما بلغ من القدرة وأنه إلى زوال وأنه سوف يتلاشى أمام قدرات تفوق قدرته حتى يدرك أنه دون تلك المشيئة العظيمة لا يمكن أن يصير ولا يمكن أن يتكون أو يكون موجودا يقول:
وبدون روحه فيك .. أي روحك
لا تسير .. ولا شيء يصير
إلا إذا أردت أن يصير
ويجد د.طعمة أن الإنسان عندما يشرع صفاءه إلى الله يعم هذا الصفاء على كل من حوله فيتراجع عن أي غلط يمكن أن يرتكبه أمام خشية الرقيب الذي يتمثل بالخالق أو يمثله وذلك أمام عبارات ينتقيها الشاعر ليناجي بها الله ويهمس أمام جبروته خاشعاً متوحداً متأملاً بوجوده الخارق والدائم في كل حالة تنتاب الإنسان أو يعيشها يقول:
أرنو إليك .. أناجيك
الرقيب والعتيد يرافقاني
يراقبان كل همسة أهمس بها.
ويعبر الشاعر عن صوفية متكاملة في عواطفه وفي نسيجه الفكري الذي يرى أن الله هو المطلق وهو الكل وهو الذي يبعث الرحمة والعقل حتى يدركه الإنسان من خلال مكونات الطبيعة وأدواتها أو من خلال ما تمارسه الكائنات الحية وتوءديه من نتائج في الحياة كما في قوله:
يا أيها الكلي
ها قد حضرت مسرعاً بين يديك
عاشقاً سر نداك
رميت لي ما أجريته وعشته
ويعبر د.طعمة عن فداحة الغلط الذي يرتكبه الإنسان في حال اهتم بالأشياء البراقة وضاع في زينة الدنيا دون أن يحسب حساب لانعكاسات هذا الضياع منغمساً في المتاهات وشارداً في نزواته دون أن يحقق أي تواصل روحي بينه وبين الخالق يقول:
إن الحقيقة ضائعة بين اللذين .. تعلقوا بالثوب
لا أرض تحضنهم .. ولا إلى السماء هم واصلون
وفي رؤى د.طعمة إنه على الإنسان أن يدرك بنية تكوينه الفكري ومدى علاقة هذا التكوين بقدرة الخالق حتى يتمكن من تطبيق نظرية التطور والمسير في ركب الحضارة وإنجاز الابتكارات المؤدية إلى خدمة الإنسان .
يذكر أن الكتاب من منشورات دار الشرق للطباعة والنشر يقع في 158 صفحة من القطع المتوسط .

محمد الخضر