مجموعة فلفل أسود جديد الشاعرة اللبنانية عبير شرارة

مجموعة فلفل أسود جديد الشاعرة اللبنانية عبير شرارة

شاعرات وشعراء

الاثنين، ١ أبريل ٢٠١٩

 
عبرت الدكتورة الإعلامية عبير شرارة جسر الشعر بصور نثرية مجنحة ورؤى شفافة فكانت كلماتها كالهمس الرقيق العذب الذي يبعث في النفس الدهشة والفرح والشعور بالجمال.
 
شرارة التي وقعت مجموعتها الشعرية “فلفل أسود” في ثقافي أبو رمانة بدعوة من وزارة الثقافة ومشروع مدى الثقافي قدم لها الكاتب سامر محمد اسماعيل قراءة نقدية في المجموعة سابرا أغوارها وكاشفاً عن جماليات بوحها.
 
شرارة بينت لـ سانا أن مجموعة “فلفل أسود” هي الثانية لها بعد أربع سنوات من صدور الأولى موضحة أن المجموعة عبارة عن قصائد نثرية يطغى عليها الغياب وهو الأكثر حضوراً في حياتها حيث تبث فيها أسئلة عن الفراغ والحب والعقل والقلب.
 
وتحمل قصيدة النثر بحسب شرارة الكثير من الغنائية والشفافية وربما استهل البعض الكتابة فيها خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لينشروا بعض الخواطر معتقدين أنهم دخلوا الشعر من باب قصيدة النثر ولكن الحقيقة أن هذه القصيدة تحتاج إلى صور مجنحة عميقة شفافة بعيدة كل البعد عن تلك النصوص داعية إلى المزيد من الرقابة على المطبوعات ودور النشر لرفع مستوى الحالة الثقافية.
 
الناقد سامر اسماعيل أوضح لـ سانا أن ما لفته في الكتاب هو ابتعاد الشاعرة عن الشكوى التي نجدها في الكتابات النسوية وعن الفجائعية الدرامية وعن تلك القصائد التي تدبج للرجل وعنه وحياله مشيراً إلى أن الموضوع عند الشاعرة تغلب على الذات ليقدم نصا فيه صنعة أدبية على مثال ما قال البحتري بأن الشعر هو التفكير بالصور.
 
وخلال قراءته النقدية لفت إسماعيل إلى أن الناقد والقارئ شريك للمبدع بوصفه مؤلفاً ثانياً للنص مستشهدا بالشاعر أنسي الحاج مبيناً أن الشاعرة شرارة تخفي في قصائد “فلفل أسود” مجازات عدة لاختبارات بنية جديدة لقصيدة النثر من خلال احتفاظها بلازمة طويلة من الصمت لإنقاذ الصور المتراكمة في النص من ضغط الدلالات عبر تنغيم العبارة وسكبها لاستقراء عالمها الداخلي وصياغته في ترتيب الأشياء والكلمات.
 
وقرأت الشاعرة شرارة قصائد من مجموعتها الشعرية التي قالت في مقدمتها رغم أنها لم تعتبرها مقدمة “الغياب عكس الماء.. عكس خريره وزمجرته وذبوله عندما تشرب شمس الفصول وترابها حلاوة روحه”.
 
وحملت القصائد التي قرأتها شرارة تناقضات الحياة لتمزج بين البساطة والعمق وبين العفوية والدهشة والبعد والقرب كما في قصيدة “سأضع الوسادة على رأسي.. وأنام” حيث تقول: “لا أريد أن أسمع بائع المياه في الصباح .. هو يشتري عطش الناس.. لا أبواق باصات المدارس.. هي تسرق الأطفال من أحلامهم”.
 
كما قرأت قصائد مليئة بالهم الاجتماعي والوطني والإنساني والعاطفي عالجتها بطريقتها العميقة والشفافة أما عن الحب فشرحت آراءها فيه في قصيدة “الحب ويطول الشرح” حيث تقول: “الحب كائن لا يأبه بمرور عاصفة.. فيضانات شهوة غجرية.. قصيدة جميلة تعويذة مرمية في قصر مفقود”.
 
يذكر أن الشاعرة شرارة من مواليد لبنان وتعمل إعلامية في تلفزيونه الرسمي وتقدم برنامجاً ثقافياً بعنوان (خوابي الكلام) وتكتب وتنشر في الصحف والدوريات العربية.