الشاعر أنس بديوي الفائز بجائزة الدولة التشجيعية: الجائزة تنقل تجربة المبدع إلى جمهور أوسع

الشاعر أنس بديوي الفائز بجائزة الدولة التشجيعية: الجائزة تنقل تجربة المبدع إلى جمهور أوسع

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٢٤ فبراير ٢٠١٧

يتقاسم مسيرة الدكتور أنس بديوي كتابة الشعر والنقد والدراسة الأكاديمية لكنه يجد في الشعر متنفسا عما في داخله من افكار وتعبيرا عن هموم الوطن ما جعله يفوز مؤخرا بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2016.

ويؤكد بديوي في حوار مع سانا أن الجائزة التي حصل عليها في مجال الآداب وشملت مجموعاته الشعرية الخمس “جاءت تقديرا للعمل الإبداعي ومحفزا على التحدي والنجاح بوجود الموهبة الحقيقية وبوجود من يهتم بالتجارب التي تقرأ بطريقة نقدية صحيحة من قبل المعنيين”.

ويضيف الشاعر بديوي: “الجائزة نقطة مضيئة في تاريخ تجربة أي شاعر لأنها تنقل التجربة الإبداعية إلى جمهور أوسع لتغدو إعلاما وإقرارا بالتميز ومحفزة على الإبداع”.

وأوضح صاحب مجموعة “طقوس الغياب” أن الوصول للشاعر الحقيقي ليس سهلا حيث يحتاج إلى الفرادة في الأسلوب التي تأتي بعد جهد طويل ومسيرة عمل مبينا أن وجود الموهبة في داخل الإنسان تدفعه لمنزلة الشاعر الحقيقي لأن هذه المنزلة تجعله عالما وعارفا لغوياً يعكس كل ما يرى بشيء واحد هو النص.

وحول الطرق التي يستخدمها لكتابة الشعر يلفت بديوي إلى أنه لا قواعد محددة لذلك لأن طبيعة التجربة والانفعال هي التي تفرض نمط الكتابة موضحا أنه كتب وفق شعر الشطرين والتفعيلة والنثر بعد حالة انفعالية استدعت نمطا نصيا معينا معتبرا أن الشاعر لا يجب أن يتقيد بشكل أو يفرضه على مضموناته لأن الحالة الانفعالية تدفع بالشكل ليحلق وليس ضروريا تقيد الشاعر الحقيقي بشكل او نمط إبداعي واحد.

ويجد بديوي أن محراك العملية الإبداعية هو البعد الإنساني الذي يكون حامله العاطفي هو المحرض على الإبداع لينتج الأفكار ويخلق النص فالشاعر برأيه ينظر بعين قلبه وإحساسه وبعين الهواء الذي يتنفسه وكل الموجودات حوله.

وعن أهم المواضيع التي تناولها بمجموعاته يشير إلى أن هموم الوطن كانت نقطة دلالية في كل نصوصه وكانت محرضه على الإبداع برؤى إنسانية امتدادية تتجاوز الذات إلى المحيط والآخر ولا سيما في مجموعته “الوجع الأسود” كونها قائمة على تقنية النصوص الموازية عندما حاور نصا لشاعر إفريقي بقصيدة.

وعن جديده يوضح أن هناك مجموعة شعرية لم تر النور بعد بعنوان “إيقاعها هي” أهداها لقريته معردس التي عانت ألما كما غيرها من القرى والمدن جراء الحرب عل سورية موضحا أن “هذه المجموعة استكمال لرؤية يحملها عن امتداد الإنسان بروح الأرض وتجذره بها وامتداده في علاقته بالمحيط وبالآخرين وبالأحداث المؤلمة التي يعيشها بلدنا من تآمر قوى الشر ضده آملا أن يكون صوت الشعر قويا مرافقا لقوة صوت النصر القادم”.

وحول الحراك الثقافي المحلي يرى بديوي أنه يحتاج إلى أمكنة إعلامية حقيقية تقدمه للمجتمع وإلى منابر ثقافية أقرب إلى الناس ولمبدعين حقيقيين يكون لهم وقع عند المتلقين ولا سيما في عصر الانفجار التكنولوجي الذي نعيشه مشيرا إلى أن الثقافة والإعلام لا ينفصلان لأن المثقف بحاجة دائما إلى اللغة الإعلامية التي تقدمه للمتلقين ليصل بشكل صحيح.

يشار إلى أن الشاعر الدكتور أنس بديوي من مواليد قرية معردس في حماة عام 1975 عميد كلية الآداب وأستاذ مساعد في النقد الأدبي بجامعة حماة صدر له العديد من الكتب المعنية بالدراسات الأدبية منها أساليب التعبير في الشعر العربي المعاصر و”صورة الآخر في الشعر السوري” والنقد الأدبي الحديث” وله العديد من المجموعات الشعرية منها “دق الأصيل” و”طقوس الغياب”و”سفر النبوة” و”الوجع الأسود”.

سهاد حسن