قصائد تغلب عليها العاطفة والذاتية في مجموعة “على مرمى حنين” لأيمن أسعد

قصائد تغلب عليها العاطفة والذاتية في مجموعة “على مرمى حنين” لأيمن أسعد

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦

تغلب الموسيقا على مجموعة “على مرمى حنين” باكورة أعمال الشاعر أيمن أسعد رغم التراكيب الشعرية الحداثوية التي اعتمدها ولكنها ذهبت إلى الإيحاء بموسيقا داخلية تمزج بين المعنى والتفعيلة الهادئة البعيدة عن النمط التقليدي متناولا مواضيع مختلفة بين المجتمع والإنسان.

في قصيدة “العمر دوامة” يتوغل الشاعر أسعد في حياة الإنسان ومفهوم الزمان مستخدما عبارات الغابة والريح والغيم والكأس فقال..”وحين تلتقي اليدان..يولد ألف مطلق..ويبحر الزمان فينا..خارج الزمان..ويصبح العمر شراعا موغلا في غابة من بيلسان”.

وتأتي قصيدة هدية السماء لتجمع بين أشجان الشاعر والطبيعة وبين ما يتكون في سعة خياله من أحلام وتصورات وصولا إلى الغزل فيقول.. “وأسأل العمر الجفيف…… عن روضة مخضلة الرفيف..عن ألف ألف زهرة….. تفتحت قدامنا….. وألف وألف نجمة ….. قد تزينت
أحلامنا”.

وكتب الشاعر أسعد عواطفه وفق نزعة ذاتية ترسم مسار الحب وتحاول أن تكون شاملة بالاستعانة بالصور التي تخص الشاعر كما في قصيدة “عمر الياسمين” التي أغرقها أسعد بالصور رغم قصرها فقال.. “كل ما شاهدت زهر الياسمين….. يستبيح الشوق قلبي مرتين….مرة حين التقينا …. مرة حين افترقنا….. من سنين”.

ويصور الشاعر أسعد البنية النفسية للمحب عندما يلتقي مع محبوبه ضمن سياق انسياب عفوي فقال في قصيدة “أغنية من حنين”.. “وحين تقبلين نحوي….. موجة تعانق الرمال .. وتفتحين للربا نافذة ……… من تحت شال..ويستفيق الوقت من غفوته … وينسج
البحر حكاية الظلال”.

كما تتضمن المجموعة نصوصاً ارتكزت على البحر الخليلي وجاءت بشطرين كما في قصيدة “وحدي مع الليل” التي استخدم فيها حرف الباء المكسورة كروي في القصيدة وكان ملائما للعاطفة النابعة من أعماق الشاعر فقال.. “بها من غمرة الشكوى كما بي ….. ومن ظمأ الليالي واليباب يغل السهد في جفني ناراً ….. ويبقى الليل ممدود ببابي ويرحل ألف وهم في خيالي …. وأسئلة عصيات الجوابي”.

ولعل الأم أقدس ما يراه الشاعر في حياة الإنسان فيسمو بها عبر مكوناته الشعرية مطرزاً تفعيلاته بحب كبير ورغم المباشرة في هذه القصيدة التي حملت عنوان /أمي/ إلا أن العاطفة جاءت بتعابير بسيطة ومفعمة حيث قال..”وكيف لا أحبك…. وفي حنايا قلبك الجميل يسكن الإله..وكيف لا …. وأنت أول الحب ….ولا منتهاه”.

المجموعة الشعرية “على مرمى حنين” من إصدار مؤسسة سوريانا للإنتاج الفني تقع في 134 صفحة من القطع المتوسط غلب عليها العاطفة في كل ما ذهب إليه الشاعر والذاتية والالتصاق بالطبيعة.

محمد خالد الخضر