مجموعة “احتفاء بصباحات شاغرة” …قصائد مكتوبة بعواطف مع نزعة وطنية لطلال الغوار

مجموعة “احتفاء بصباحات شاغرة” …قصائد مكتوبة بعواطف مع نزعة وطنية لطلال الغوار

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦

“احتفاء بصباحات شاغرة” نصوص شعرية مكتوبة بعواطف مشكلة مع نزعة وطنية تغلب على موهبة الشاعر العراقي طلال الغوار التي تجلت في النصوص الموجودة بالمجموعة.

يحاول الغوار أن يكون تركيبا شعريا يتمتع بعذوبة وانسياب في حركة الحدث الشعورية التي يسببها في أكثر مواطن القصائد حب الوطن وما تتعرض إليه سورية والعراق من مؤامرات.

وتشكل دمشق مساحة ومسافة واسعتين في كيان الشاعر فجاءت عبر نص مليء بالحنين والأشجان واللهفة مستخدما ألفاظا رقيقة الحضور تحركها الموسيقا الشعرية كما في قصيدة دمشق التي قال فيها.. “دمشق .. أفق حاني بالهوى .. واخضرار السنين .. دمشق التي علمتنا إلى قاسيون الحنين .. دمشق تفتح في كل يوم صباحاتها .. شهقة الياسمين غيابك كان صباحا أعمى .. يتحين فرصته في ظل هارب .. فيما الكلمات خطوات ضائعة .. تسرف في البحث عن المعنى .. في أفق أعزل”.

ويأمل الشاعر الغوار أن تعود بغداد إلى ما كانت عليه ليذهب إليها وهي حانية طيبة يتفيأ بأحضانها ويتذكر ماضيه الذي ما زالت صباحاته تسكنه فيقول في قصيدة بغداد .. “أما آن لي .. أن أراني كشرفة نائية .. فأطل على شجر يمشي إليك .. ويسترد بين يديك ثياب الصباح .. أما آن لي”.

ويسخر من ما يسمى “الربيع العربي” فيراه أخطر مكائد المتلآمرين وأكثرها شرا يريد أن يهشم شخصية العرب ويحطم كرامتهم فقال في قصيدة “ربيع المدمى”.. “هكذا أصبح الربيع .. الربيع الجميل .. إحدى مكائدهم .. خبؤوا غولا خلف أشجاره .. لينفث السماء في ظلامنا .. لتنهمر علينا الفتن .. فينزف سمومه فينا .. ويتركنا نتوسل أيامنا”.

ويعتبر الغوار أن الشعر يرتبط بالليل بما فيه من حزن وذكريات فتأتي القصيدة دون تكلف أو ضبابية فيقول في نص بعنوان “القصيدة”.. “آخر الليل .. وحدها القصيدة .. تصغي إلى نزيف الكلمات وتقبلني حرفا حرفا .. كما لو أنها .. تقلب تاريخا طويلا .. من الجراح”.

المجموعة صادرة عن دار بعل بدمشق وتقع في 125 صفحة من القطع المتوسط تغلب عليها البساطة في تناول الألفاظ والمفردات وتسكنها الموسيقا الداخلية في بعض الانزياحات التي جاءت عبر تفعيلات متنوعة في النصوص.

يذكر أن الشاعر العراقي طلال الغوار عضو في اتحادي الكتاب العرب بسورية والأدباء في العراق وعمل رئيسا لتحرير جريدة الوحدة العربية العراقية من عام 2008 إلى 2010 من مؤلفاته “الخروج من السماء” صادر عن اتحاد الأدباء في العراق و”الأشجار تحلق عاليا” و”السماء تتفتح في أصابعي” صادر عن الشؤون الثقافية في العراق وصدر له في دمشق “حرريني من قبضتك” و”أول الحب أول المعنى”.

محمد خالد الخضر