عواطف بركات… شاعرة تؤمن بقصيدة النثر سبيلا للتعبير عن واقعنا

عواطف بركات… شاعرة تؤمن بقصيدة النثر سبيلا للتعبير عن واقعنا

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ١٦ أغسطس ٢٠١٦

يعتقد الكثير من الشعراء أن الخروج من الشكل التقليدي لكتابة الشعر والدخول في أشكال وبنى غير مطروقة هي السبيل الوحيد لتطوير ما عرف دائما بأنه ديوان العرب وأحد هؤلاء الشاعرة عواطف بركات التي تقدم تجربة خاصة بها تميزها وتعبر عن نظرتها للقصيدة الحديثة.

وتقول بركات في حديث مع سانا الثقافية.. “مستقبل الشعر الحديث يعتمد على قضاياه المطروحة ومدى مساسه بالقارئ المتلقي إذ إنه في تحد دائم مع الشعر الموزون ونكاد أن نرى رجاحة كفته بوضوح في الأدب السائد لأنه أكثر تماشيا مع حالة القلق التي تمر بها المنطقة العربية ويكاد يشبه في فوضاه الفوضى السائدة التي تعانيها في مختلف الجوانب”.

وتعتبر بركات أن التحديث الذي طرأ على الشعر في اللفظ والمبنى اقتضته طبيعة المرحلة التاريخية التي مرت بها الشعوب للاقتراب أكثر من الواقع والاندماج به وتعريته والدخول في المناطق الشائكة التي تتطلب جرأة أكثر للتلاعب بالمجاز والخروج عن الوزن للانفلات والحرية وفتح آفاق جديدة في التعبير.

وتحتاج كتابة الشعر برأي بركات إلى حالة شعورية هائلة تقود إلى فرز اللفظ الأكثر قربا ومساسا بالمعنى المراد ذي الإيقاع والأثر الكبيرين على سمع المتلقي لأن القصيدة تعبير شفوي كتابي عما يجول في الوجدان بحسب تعبيرها.

وتشير صاحبة مجموعة معراج المانوليا إلى أن الشعر شكل على مر العصور قاعدة بنيت عليها معظم الفنون الإنسانية الأخرى كالمسرح والغناء إلى جانب هدفه الشائع في المتعة والإثارة وسبر أغوار النفس بما فيها من ألم وأمل وحلم مخبوء ومعاناة قاهرة وحب وحنين.

ورغم أن بركات بدأت مسيرتها الشعرية مع الموزون إلا أنها جنحت فيما بعد إلى قصيدة النثر التي تعتبرها انفلاتا من قبضة الوزن والقافية والتحرر لهدف المعنى المنشود بالاستعانة بكل وسائل التصوير الشعري والمجاز اللغوي واستحضار المفردة السلسة المعتادة لتكوين نبض شعري والتحليق أكثر في جمالية الصورة الشعرية والابداع انطلاقا من المألوف إلى اللا مألوف.

أما الشعر الموزون فتصفه بركات بالشعر الذي يعتمد على الموسيقا وإحداث الأثر العذب في روح المتلقي ويأتي مضبوطا بقصائد ذات قافية وبحور لذلك ساد شكل القصيدة الموزونة في الماضي لكونه أكثر قابلية للغناء والإنشاد وأكثر جذبا للسمع.

وتأثرت بركات في بدايتها بكتاب القصة والنثر مثل حنا مينه ويوسف ادريس وغادة السمان واحلام مستغانمي إلى أن توغلت في عالم الشعر فكان نزار قباني والماغوط ودرويش ودنقل إضافة إلى تأثرها بالشعر العالمي وخاصة الفرنسي منه ورواده مثل رامبو- بودلير- بريفير- بول ايلوار وبعض الشعراء الاسبانيين مثل لوركا.

وعن رأيها بالساحة الشعرية ترى بركات أنها تفتقر للخارجين عن المألوف حيث نحتاج لسبل أخرى للخروج من فخ الرتابة والانطلاق بابداع نحو عوالم شعرية أخرى مؤكدة على الابداع الذي من شروطه الوصول أكثر إلى ذات القارئ.

وختمت حديثها بالقول.. “نحتاج لدعم أكبر يربت على كتف كل موهبة حقيقية ويأخذ بيدها لتحلق أكثر بنا للخروج من مأزق الحرب والخراب وتضاؤل الأحلام نتيجة للوضع الراهن المحدق بنا”.