نصوص نثرية ترتقي إلى الشعر في مجموعة معراج المانوليا لعواطف بركات

نصوص نثرية ترتقي إلى الشعر في مجموعة معراج المانوليا لعواطف بركات

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٨ أغسطس ٢٠١٦

تضمن الكتاب الصادر حديثا للأديبة عواطف بركات بعنوان “معراج المانوليا” نصوصا نثرية تطرقت لمواضيع اجتماعية وإنسانية مختلفة بلغة شعورية عبرت بين تحولات المرأة الذاتية وانعكاسات تفاعلها مع المجتمع الذي عايشته وراقبت تداعياته.

وترى بركات القصيدة على أنها رجع الحياة أو تعبير كامل عما يتحرك ويتبدل بها وفق استعارات بيانية جاءت كلوحة فنية مشكلة بألوان عواطف المرأة فقالت في تعريفها.. “القصيدة موت يجلس مع الحب على طاولة واحدة.. يحتسيان القهوة معا..ويرحلان بعد قليل .. كل إلى غايته..القصيدة .. ذلك الحريق الذي ينشب في قلبي .. كلما صادفت صباحا يشبهك”.

وفي تعبير اخر عن حلمها بانتهاء الحرب على سورية عبرت بركات عن رفضها للضغائن ولما تفعله المكائد والمؤامرات ضد الوطن دون أن تقع في متاهات الرمز وورطة الانزياح فقالت في نص بعنوان “لقاء في مقبرة”  “كنت أحلم أن تنتهي الحرب..وأن تخرج من جسدي..آخر ضغينة”.

كما تعبر بركات عن معاني الصداقة وكيف يجب أن تكون في الحياة محاولة أن تبني تواصلا إنسانيا بين نصها وبين المتلقي رغم الذاتية والوجدانية واضحة المعالم كما في نص “إلى صديقة”.. “حين لم أعبر .. وقفت على باب غيمة .. خشيت وحيدة .. أن أدخل دونك وخفت أن تظن العيون المبحرة .. على متون القوافي .. أني

منعزلة عني .. وأن يتهمني الباقون أن لا أصدقاء لي .. وكنت أنتي معي “.

وأحيانا ترفل النصوص عند بركات بالعواطف الأنثوية التي تعكس مكنونات النساء في حالات الحب فتدخل حالة الرمز على شكل دلالات خجلة فتقول في نصها “شبيه بالطائر”.. “شبيه بطائر الخريف .. حزين كحزني .. فوضوي كالحرب..لاذع كالحب .. شغوف بالزبد .. مرهق كصعود على ثقب المحال..وله صدى يملأ أفنان الانتظار.. بالمواعيد”.

مجموعة معراج المانوليا الصادرة عن دار نينوى للطباعة والنشر والتوزيع تقع في 111 صفحة من القطع المتوسط جاءت على شكل نصوص نثرية ارتقى أغلبها إلى حالة الشعر عند انفلات العواطف نتيجة لإطلاع الشاعرة على كثير مما يكتب من الشعر الحديث.

في أغلب نصوص المجموعة تدرس عواطف بركات كتابتها النثرية مهتمة بالأسس المكونة للنصوص حتى تتوخى الحذر فتعرض عن المباشرة ومتاهاتها الخطابية كما بدا في نص “يا عشاق الورد اتحدوا”.. “هات يدك وطر بنا حفاة .. في جنازة هذا الليل..وغدا سأخبرك .. ماذا رأيك من أعلى كتفيك .. من أعلى جفنيك..على ساق نجمتنا المشتهاة تهبط بذور الليل .. ويلتقي في أول الطين .. الماء بالغيمة”.