مجموعة دموع الكلمات للشاعر طلعت سفر.. قصائد خليلية الشكل عاطفية المضمون

مجموعة دموع الكلمات للشاعر طلعت سفر.. قصائد خليلية الشكل عاطفية المضمون

شاعرات وشعراء

السبت، ٦ أغسطس ٢٠١٦

“دموع الكلمات” مجموعة شعرية للشاعر طلعت سفر صدرت حديثا التقت فيها مقومات الشعر الموزون الذي ارتكز على الشكل الخليلي والعاطفة الإنسانية المتدفقة والدلالات الذاهبة إلى حب كبير لا يتوقف باتجاه واحد.

الحب عند الشاعر سفر مسكون بالدم والعواطف والحروف لهذا جاء في البنية الشعرية كتكوين أساسي في تعابير القصيدة فيقول في تقديمه للمجموعة..

“مرت بي الأيام مثل سحابة .. عجلى وكان الحب نبض حياتي

كم ذا كتبت رسائل مجنونة .. كانت مداد حروفها آهاتي

ستظل أوراقي تفيض مرارة .. لم يبق إلا أدمع الكلمات”.

ويتضح من المجموعة أن في داخل الشاعر سفر هما كبيرا يطبق على عواطفه التي تتفجر دون استئذان بفعل الموهبة لإرضاء القصيدة التي تصمم على التكوين والموهبة التي تأبى الركون وتناضل للقيام بدورها يقول في قصيدة “صهيل الأرق”..

“طغى صهيلك في سمع الدجى فمتى .. تجر خيلك نحو الصبح يا أرق

يظل خلف جفون الصبح مختبئا .. لكنه في ظلام الليل ينبثق

زوابع الشوق في عيني نائمة .. وفي جوانب قلبي ينهض القلق”.

أما الصورة فيحرص سفر على التقاطها بشكل فني بديع لا يؤرقها خلل في بنية التشكيل الذي يأتي على خبرة ليست قليلة فلا انكسار ولا شتات في رصف الألفاظ التي جاءت متقنة يقول في قصيدة “خيط الجفاء”..

“نامت أراجيح الصبا لكنه .. ما زال رغم مشيبه يهواك

قد بعثرت أيامه كف النوى .. ومشى به غده بجفن باكي”.

ويخيم البعد عند الشاعر سفر حزنا على روي نصوص المجموعة كما في قصيدة سراب الذي جاء محملا على زورق حرف الباء فذهب يجر الدلالات المعبرة عن حزن خفي لم يتمكن من إخفائه فبات مغلفا بكبرياء شاعر لا يحب الانكسار ويريد أن يظل شامخا أمام حبه الكبير فقال..

“هذا الهوى وحدي حملت حضوره .. ومشت بدرب غيابه الأحباب

قد أغلقت باب الوداع ولم يعد .. غير الجفى ما بيننا أبواب

أنا بين أحزاني أقلب لهفتي .. ويديرني عبر الجهات مصاب”.

وتوفر في القصيدة عند الشاعر سفر التوازن الموضوعي الذي يعتبر أكثر المقومات تأثيرا في نفس المتلقي فهو دليل قدرة وبراعة لأنه يربط أسس القصيدة في حدثها ويأخذ بالمتلقي من البداية إلى النهاية محافظاً على تصاعد العاطفة كقوله في قصيدة “ليل السامرين”..

“أيقنت أني لن أعود إلى الصبا .. أو تستفيق على الهوى أيامي

وخلعت أثواب تلف نضارة .. ولبست ما نسجت يد الأعوام

لملمت ما حاك الجفاء فلملمي .. ما حاك ليل السامرين ونامي”.

ويأتي نزوع الفلسطيني إلى حالته المتفردة في المجموعة الشعرية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والتي تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط ليبقى الوطن خالدا في الذات حتى آخر نصر.

كل هذه الأشياء جاءت على بهاء الموهبة الشعرية التي عبرت عن حضورها في مقاطع شعرية ليست طويلة لكنها أدت الغرض وهذا تجلى في نصه “الفلسطيني الضائع”..

“هذا المشرد تستعصي بغربته .. كل الجهات .. وتكسوه يد المنحني

أيامه كرياح الأرض ضائعة .. فما لها مثل ما للناس من وطن

يلوك بالصمت أحلاما مؤءجلة .. والصبر يسلم عينيه إلى الشجن”.