الشاعرة السورية سوزان إبراهيم في “وجوه شعرية من العالم”

الشاعرة السورية سوزان إبراهيم في “وجوه شعرية من العالم”

شاعرات وشعراء

الخميس، ٩ يوليو ٢٠١٥

 اختار الناقد التونسي محمد صالح بن عمر الشاعرة السورية سوزان إبراهيم لتكون الوجه الشعري الثالث في سلسة كتابه “وجوه شعرية من العالم” الصادر عن دار اشراق للنشر بتونس عام 2015/.

وفي مقدمة الكتاب أوضح ابن عمر أن اختياره للوجوه الشعرية هو مشروع أدبي عمل عليه منذ العام 2009 من خلال متابعة يومية لما ينشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي لنخبة من الشعراء والشاعرات اختارهم بدقة ينتمون إلى 25 بلدا ويكتبون بإحدى اللغتين العربية والفرنسية أو بكلتيهما معا.

ويسلط كتاب ابن عمر الضوء على تجربة سوزان إبراهيم الشعرية من خلال دراسة شاملة لمجموعتها “كثيرة انت” التي صدرت عام 2010 عن دار التكوين بدمشق إضافة إلى ترجمة 52 نصا من النصوص الشعرية التي نشرتها إبراهيم إلى اللغة الفرنسية.

وأوضح الناقد في دراسته أن بناء الصورة ثابت ووأضح المعالم في شعر سوزان إبراهيم بحسب ما جاء في مجموعتها الشعرية “كثيرة انت” وتعتمد على ما يمكن أن نسميه انشائية التفجر أو التجزوء وهذه الانشائية تقوم على استثمار طاقة الادهاش التي تنطوي عليها فكرة انشطار العنصر الواحد حيث استغلتها الشاعرة في الكثير من الصور مثال ذلك قولها نساء في امرأة …فمن أسجن ومن أنفي ..من أكره منهن ومن أحب ..كوني كما ينبغي.. امرأة اقل.

وأشار الناقد إلى أن قصائدها تتميز بوضوح المعنى لكن مع التسامي عن الوقوع في فجاجة الدلالات المرجعية ويرجع الفضل في ذلك إلى استخدام الومضات المباغتة على نحو مكثف داخل القصيدة الواحدة ومثال ذلك قولها من خزانتي اخرجت قمصانا ..فجاءت كائنات الوجد.. تبحث عن ألوانها.

ويضيف الكتاب أن الايقاع في القصائد جاء ذهنيا لا لفظيا وهو ما جعلها تستغني عن القافية الا فيما جاء منها عفويا مبينا أن تجربة إبراهيم في هذه المجموعة تتأسس على أزمة حادة في تمثيل الذات الشاعرة لنفسها.

ويوضح الكاتب أن وعي ذات إبراهيم لهويتها الشعرية يشكل محورا أساسيا لمجموعة “كثيرة انت” الشعرية وذلك ماثل في كثافة الاشارات إليه وهيمنته على ذهن منشأة الخطاب في معظم القصائد وهو ما يدل على وجود أزمة لديها في تمثيل ذاتها وتحديد علاقتها بالاخر وموقعها من الكون.

والأزمة لدى ذات الشاعرة كما وجدها ابن عمر تتمثل في أربعة هي جوه أولا فكرية قوامها قطيعة معلنة مع السائد الاجتماعي الثقافي وثانيا سياسية إيدلوجية مدارها الوضع السياسي العربي المتدهور منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وثالثا نفسية تتجسد في صراع داخلي بين نزعة استعلاء ملحة عند الشاعرة وعذاب نفسي شبه خفي ورابعا ذهنية وجودية تتعدى الانشغال بالآني الراهن وطرح أسئلة أساسية حول الكينونة الإنسانية في الكون.

وفي حديث لـ سانا الثقافية قالت الشاعرة سوزان إبراهيم أنه في عام 2011 بدأ الدكتور محمد صالح بن عمر بترجمة بعض النصوص التي أنشرها على صفحتي في الفيسبوك إلى اللغة الفرنسية وكان يقوم بنشرها باللغتين في عدد كبير من المواقع الأدبية والثقافية العربية والغربية ثم كان يقوم بنقل ردات الفعل من قبل القراء على هذه النصوص.

وتابعت إبراهيم بعد مرور أربع سنوات توفر لديه عدد واف من النصوص المترجمة وهكذا بدأ مشروعه الأول بطباعة سلسلة كتب تحمل عنوان “وجوه شعرية من العالم” وخصني بالجزء الثالث منه وإلى جانب الترجمات لمختارات من شعري هناك دراسات نقدية لأحدى مجموعاتي ولأكثر من نص شعري.

ورأت إبراهيم أن هذه التجربة تعتبر رائدة في عالم الفيسبوك عبر تسخير هذا الفضاء الافتراضي لخدمة الثقافة والشعر على وجه الخصوص ومن هنا تبرز أهمية الدور الذي يمكن أن يسند إليها في التواصل بين الشعوب على الرغم من المسافات الشاسعة.

وأشارت إلى أن الترجمة لطالما كانت وستبقى واحدة من أهم وسائل التواصل الثقافي وبناء الجسور بين الشعوب معتبرة أن كل شاعر يطمح إلى تخطي حدود محليته والانطلاق عاليا ليكون مقروءا ومسموعا لدى أوسع شرائح البشر.

وختمت حديثها بالقول أنظر إلى هذه التجربة بحب وتفاؤل ويسعدني أن اتشارك مع القارئ الغربي مشتركاتنا الإنسانية وآمالنا بعالم أجمل خال من العنف كما أصدر ابن عمر ترجمات لأشعاري في كتاب مستقل يحمل عنوان قلبي الطائرعن دار نشر أديليفر الفرنسية.

يذكر أن الدكتور محمد صالح بن عمر أكاديمي وناقد ومترجم تونسي يدرس في جامعة قرطاج صدر من كتابه “وجوه شعرية من العالم” خمسة أجزاء الجزء الأول عن الشاعرة الفرنسية مونيك ماري اهري والثاني عن الشاعرة التونسية ايمان عمارة والثالث عن الشاعرة السورية سوزان إبراهيم والرابع عن الشاعر الفرنسي باتريك فارغاس والجزء الخامس عن الشاعرة السورية فرات اسبر.

والشاعرة سوزان إبراهيم ولدت في مدينة حمص تحمل إجازة في اللغة الإنكليزية وعضو اتحاد الكتاب العرب لها عدة اصدارات منها في الشعر لتكن مشيئة الربيع وكثيرة انت واكواريل وفي القصة حين يأتي زمن الحب وامرأة صفراء ترسم بالازرق ولأنني لأنك تعمل حاليا مديرة الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب.