الشاعرة زهرة الكوسى: قصيدة النثر هي النوع الأدبي الذي احتضن موهبتي

الشاعرة زهرة الكوسى: قصيدة النثر هي النوع الأدبي الذي احتضن موهبتي

شاعرات وشعراء

الخميس، ٣١ أغسطس ٢٠١٧

الجمال والعاطفة عناصر تتوافر بكثرة في نصوص الشاعرة الفلسطينية زهرة عبد الجليل الكوسى حيث طوعت هذين العنصرين لقصيدتها لتقرب الهم الوطني والقضية الفلسطينية الحاضرين بقوة في نتاجها إلى القارئ.

وتؤكد الشاعرة كوسى في حديث لـ سانا الثقافية أن قصيدة النثر هي النوع الأدبي الذي استطاع أن يحتضن موهبتها بعد ان جالت في الشعر والرسم والمقالة لتحتضن القصيدة آلامها ووجع المنفى والحزن على الوطن.

وعن الشخصيات التي أثرت فيها تقول كوسى “كان للمتنبي ومحمود درويش وبدر شاكر السياب كل الأثر بعد والدي في صقل شخصيتي والإصرار على الوقوف في مواجهة أي اذلال أو قهر أو تهميش لكياني كأنثى وأدركت أن العنقاء تولد من رماد الماضي فكيف اذا كان الماضي اشتعالا ولا زال”.

ولازم الوطن مؤلفة مجموعة بلا أيام في كتاباتها فكان الحبيب الذي تعشقه وتنتظر لتدفن على صدره كل هواجسها وآلامها وتبدأ خطوها نحو الحب.

وتؤكد كوسى أن القضية الفلسطينية بتفاصيلها المؤلمة من التشرد في المخيمات الى وجع الغربة وحق العودة والثورات الفلسطينية بوجه الاحتلال الإسرائيلي فرضت نفسها بقوة على شعرها وتقول “بات هذا الوضع الموغل في قلبي يؤرقني ويدمي روحي ليلا نهارا لدرجة البكاء لذلك مهما ابتعدت في كتاباتاتي عن فلسطين تطفو عبراتي على السطح مرغمة لا طواعية لأنها مأساة شعب أعزل”.

وبالنسبة لما تفضله في النص الأدبي تبين الشاعرة الفلسطينية انها ترجح العاطفة لأن ما يخرج من القلب سيقع فيه بلا مقدمات والأدب يخاطب شريحة كبيرة من الناس ليسوا على سوية واحدة من الثقافة أو المعرفة ولا يدغدغ مشاعرهم ويثير وجدانهم سوى كلمات دافئة لذلك لا تميل إلى التكلف أو التصنع أو وضع نفسها في قوالب وعفويتها من قلبها هي بمثابة المحرك لها حسب تعبيرها.

وعن وجود المرأة المقاومة في نصوصها توضح كوسا أن ذلك ربما يعود لرواسب دفينة مؤلمة منذ طفولتها والى عادات وتقاليد بالية عانت منها قبل أن تتحداها.

وتبدي كوسى اقتناعا راسخا بأن المرأة الفلسطينية يجب أن تكون مقاومة لكل من يقف في وجهها فالمرأة التي أتقنت لغة الحرب والنصر تحمل رسالة أكبر بكثير من عراقيل هشة وبالية وهي تحمل رسالة وطن مغتصب وأرواح شهداء.

وبالنسبة لاختيار اسما دواوينها بينت كوسا ان هذه الأسماء تفرضها عليها المرحلة أو الفترة التي تطبع فيها الديوان بما تحتويه من أجواء عاصفة سياسية غالباً مثلاً .. ديوانها الأخير /بلا ايام/ استوحت اسمه من الحرب على سورية أما القصائد فهي من روح النص ومصب حالتها النفسية لحظة كتابتها.

ولفتت إلى أن حضور معاناتها الشخصية في بعض القصائد بالتأكيد لا يتعارض مع التزامها الوطني فهي انسانة أولاً واخرا وليست سيدة من حجر أو حديد بل عندها ما يكفي لتكتب آلاف القصائد عن شأنها ومعاناتها الخاصة.

يشار إلى أن للشاعرة زهرة الكوسى العديد من الإصدارات الشعرية منها “عشق دمشقي” و”الطريق إليك” و”الحلم المسافر” و”قبة السماء” و”بلا أيام”.

محمد خالد الخضر