الشاعرة الشابة مرام النسر: الشعر الحالي خليط من أجناس أدبية عدة

الشاعرة الشابة مرام النسر: الشعر الحالي خليط من أجناس أدبية عدة

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ١٠ أغسطس ٢٠١٦

تقدم الشاعرة الشابة مرام دريد النسر نفسها كتجربة شعرية تتمسك بالشعر العمودي في توجه فريد يخالف اندفاع أغلب المواهب الشابة حاليا نحو الشعر الحديث بنوعيه النثر والحر.

ورغم دراستها للطب فإنها لم تجده حائلا عن نظم الشعر مستشهدة بذلك بعدد من الشعراء الأطباء بزمننا القديم والحالي وتبين أنها واجهت في البداية بعض الصعوبة في تعايش الطب والشعر فكلاهما أثير على قلبها ولا تستطيع أن تفضل جانبا على حساب جانب آخر مؤكدة أن كتابة الشعر ليس لها وقت محدد ولا يمكن تحديد ساعة تدفقه.

وتؤكد النسر شغفها بالشعر الموزون لأن الموسيقا والأوزان تضفي على الألفاظ رونقا وتشد المتلقي إليها كما لو أنه على موعد معها معتبرة أنه ليس بوسع الناثر لفت انتباه القارئ أكثر من بضعة دقائق أما الشاعر فيترك في النفس حالة من الدهشة والترقب لختام القصيدة و لا سيما إن كان قادرا على الربط بين الفكر والعاطفة بموسيقا شعرية خلابة.

ورغم أنها ترى أنه ليس من الإنصاف أن نسعى لاهثين وراء الأوزان إن كان بوسعنا التعبير بأسلوب نثري يفي بالغرض لكنها من وجهة نظر شخصية تؤكد وقوفها مع الشعر المتقيد بما كان عليه الأقدمون ولكن ضمن حدود لأن التجديد والحداثة تعطيان طابع المعاصرة للشعر كما أن التميز في هذا المجال يحتم على الشاعر هضم الشعر بكامله قديما وحديثاً.

وتقول صاحبة ديوان مراميات.. “لكل من الشعر والنثر صفاته التي تميزه ولا يمكن أن نضعهما في خانة واحدة كما لا يمكن أن نمزج الزيت بالماء وإذا نظرنا حولنا جيدا سنرى أن الجمال في وجودهما معا لا في محاولة كل منهما إلغاء دور الآخر وطمس معالمه”.

maram-2

وتعتبر أن الشعر التقليدي سيبقى محافظا على ألقه إلى الأبد لأن هذا الشعر كان خير ترجمان عما ضمته العصور الغابرة من أحداث ووقائع بطريقة ملفتة فيها من البلاغة والبيان ما لا ينكره أحد وبأسلوب واضح وجميل أما الشعر الحديث حسب وجهة نظرها فيميل إلى الرمزية والانزياح بشكل كبير ما يدعو القارئ أو السامع للمزيد من البحث والترقب.

وتأسف النسر لما آل إليه حال النقد وتقول.. “بات النقد مأجورا في معظم الأحيان وقليلا ما نجد ناقدا ينبري للكتابة عن شاعر معين إن لم يكن يسعى من وراء كتابته هذه لجلب منفعة أو دفع مضرة ونجد أحيانا صديقا يعبر عن عرفانه لصديقه الشاعر بكتابة ما لذ وطاب من نقد يشبع غروره حتى وإن كان لم يقرأ له شيئا”.

وتتابع النسر حديثها قائلة.. “لسنا بحاجة إلى أمثال هؤلاء النقاد ولكننا بحاجة كبيرة لأصحاب الاختصاص في النقد عبر الالتزام أكثر تجاه الأدباء والشعراء لأنهم بانتظار نقاد ليشحذوا هممهم حتى يواصلوا عملهم بحرص واتقان”.

وحول إقبال الشباب حاليا على كتابة الشعر ترى أن سبب ذلك ازدياد جمهور الشعر والجهد الكبير المبذول من قبل الجهات المعنية بالثقافة ومساهمتها في تنشيط الحركة الثقافية في سورية لكنها تعتبر أن شعر الوقت الراهن في أغلبه خليط من أجناس أدبية عدة فكل من يكتب القصة أو الرواية أو الخاطرة أصبح يكنى بشاعر كما أن شعر الوقت الراهن بحاجة إلى إعادة نظر وقراءة متأنية ولا سيما أن الشعر مخزون ثقافي يعبر عن وطن بأسره. وختمت النسر حديثها برسالة إلى أصحاب المواهب من الشباب تقول فيها.. “ليست كتابة الشعر بالأمر السهل كما يعتقد كثيرون وعلى الشاعر أن يتحلى بالصبر لكتابة القصيدة وأن يقرأ الشعر باستمرار ليواكب الآخرين ويتجنب عثراتهم فالموهبة لا تغني عن العمل الدؤوب للوصول إلى القمة”.

يشار إلى أن مرام دريد النسر التي تتابع تخصصها في كلية الطب البشري أصدرت ديوانين هما “بيان” و”مراميات” وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية كما تأهلت إلى الدور النهائي من مسابقة شعراء الشام التي تقيمها وزارة الثقافة بالتعاون مع قناة سورية دراما.