مجتمع بمعتقدات خرافية وغيبيات ممسوخة ماذا لو صدقت الأبراج وقراءات الفلك؟؟..

مجتمع بمعتقدات خرافية وغيبيات ممسوخة ماذا لو صدقت الأبراج وقراءات الفلك؟؟..

شعوب وعادات

الأربعاء، ٣١ ديسمبر ٢٠١٤

سيل متدفق في مطلع كل عام من المنجمين الذين يتسابقون ليتربعوا على الشاشات الفضائية ويضيفوا جرعة من الأمل أو الإحباط في نفوس الناس،  لتتحول توقعاتهم وتنجيماتهم و”مفرقعاتهم” الكلامية حديث الساعة في الصالونات و”التاكسيات” وأماكن العمل، ومع أن معظم الناس يقرون بعدم صدقية هؤلاء المنجمين إلا أننا نراهم متسمرين أمام تلك الشاشة منصتين إلى ما يقوله هؤلاء وهم يقلبون صفحات حياتهم ويتحدثون عن أدق التفاصيل من الارتباط والسفر، الصحة والعمل، الأشهر المثالية لكل برج، لا يتوقفون عند الحدود الشخصية، بل يمتدون إلى مجالات أخرى كالسياسة والاقتصاد والبيئة، فإحداهن مثلا تتوقع لنا حدوث حرب في العام المقبل، بينما آخر ينفي، متوقعاً السلام والمصالحات عربية.

سوء وضع
قبيل عيدي الميلاد ورأس السنة ومع بداية كل سنة جديدة، تزدحم الاكشاك وواجهات المكتبات بكتب الأبراج والتنبؤات المتنوعة والتي تختلف عناوينها ما بين التفاؤل والتشاؤم، وتكاد هذه الكتب تكون بمثابة كتب مقدسة لكثيرين، ففي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين، تتوسع دائرة القابعين في بيوتهم أمام الشاشة الصغيرة في سهرة رأس السنة، وبالرغم من خيبة الأمل التي يعيشها بعض الأفراد بعدما نكست أحلامهم التي رسموها بناء على توقعات الفلكيين لهم في العام الماضي ، إلا أن ترقب التوقعات الفلكية للعام الجديد يظل هاجسا يسيطر على الكثيرين، ليمنوا أنفسهم بما يحمله عالم التنجيم لهم للعام 2015، حيث يتلهى بها السوريون اليوم أكثر من السنوات السابقة عن مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية التي تزداد سنة بعد سنة عكس ما يقرؤونه في الكتب من توقعات ايجابية وحلحلة على المستويين السياسي والاقتصادي، ومهما تعددت الأسباب تبقى المحصلة واحدة فمعظم السوريين ومهما اختلفت دوافعهم يهتمون بمعرفة ما يخبئ لهم المستقبل من تكهنات، علّهم يرتاحون ولو لبرهة من التفكير في ما ينتظرهم في الواقع.

الأكثر إقبالاً
أصبحت الفئات المثقفة مقبلة على الأبراج  أكثر من الفئات العمرية الأخرى، فنجدهم يتهافتون على المكتبات لشراء الكتيبات التي باتت الأكثر طباعة ومبيعا في المكتبات والتي تفسر وتحلل لهم شخصياتهم حسب برجهم هذا العام لأسباب متعددة منها فسرها لنا أكرم القش “مدير معهد البحوث والدراسات السكانية” أولها الإعلام الذي يقدم “المنجمين” على القنوات الفضائية والوسائل المسموعة والجرائد والصحف والمجلات، بصورة جميلة تزين كل ما يقولونه من أكاذيب، ثانيا إعطاء موضوع الأبراج الصبغة العلمية، إضافة إلى كون متابعة الأبراج باتت اليوم موضة وموضوع حديث أغلب فئة الشباب الذين يجدون فيها ملاذا مما يعانونه من أزمات في العمل والعاطفة، إضافة إلى حب الفضول وكشف غموض المستقبل، موضحا أن الإنسان دائما يسعى لمعرفة الخفي من الأمور، وهذه صفات يجتمع حولها الإنسان بصرف النظر عن البيئة التي ينتمي إليها.
وأضاف القش :”إن التخلص من هذا الهوس يأتي من خلال معرفة ومعالجة السبب الكامن وراء هذا التعلق، خاصة أن الهوس يرتبط بقدر الثقة بالنفس لدى الإنسان وبتاريخ حياته”.. وحمّل القش المسؤولية لوسائل الإعلام التي تشدد على موضوع الأبراج، فبدلاً من أن تتنافس المحطات على اسم برنامج ثقافي علمي، نرى المنافسة بين محطة وأخرى على اسم منجم أو قارئة فلك!.

علم الكواكب
وعن علاقة الفلك والكواكب بحظ الإنسان أجابتنا الأستاذة مها وسوف” جفرافيا” إن علم الفلك يدرس الأجسام السماوية دراسة علمية بحتة، أما ربط مصير الإنسان والأحداث بتحركات النجوم والأجسام السماوية فهو استخفاف بعقول البشر، فالمجموعات النجمية أو الأبراج المزعومة تقع على مسافة تتراوح بين الـ 20 والـ 25 ألف سنة ضوئية، فالمسافة بيننا وبين الأبراج لا تستطيع حتى الآلة الحاسبة حسبانها، وأكدت وسوف أنه لا فرق بين التوقعات الفلكية وتنبؤات المنجمين فكلها مبنية بالأساس على الخرافات والأساطير وهي تأتي نتيجة تحليل وخبرة لفترة طويلة، وعن مقدرة المنجم بالتنبؤ بالمستقبل قالت وسوف “لا يطلق على قراءة الأبراج النبوءات بقدر ما هي توقعات حيث أن النبوءة لها أسس وقواعد روحانية كالوحي الذي كان ينزل على الرسل وهذا يدخل في باب المعجزات، وهي ليست موجودة حاليا، لكن ما يقوم به المنجم هو توقعات كعمل الراصد الجوي تماما وأغلب هذه التوقعات غير صائبة”..  وأوضحت وسوف أن الكوكب هو مخلوق يحتوي على أبخرة وغازات وأتربة والكواكب تعكس موجات أو ذبذبات كهرومغناطيسية تنتشر بالفضاء وتؤثر على الإنسان، فالقمر بحد ذاته يشكل موجة جذب ايجابية أو سلبية حول الأرض يقطع فيها المسافة بمدة 28 يوما تقريبا يمكث خلاله يومين وثماني ساعات في كل برج وتؤثر ذبذبات القمر أول شيء على السوائل، ومن المعروف علميا أن الأنهار والشلالات تتدفق بشدة وقت اكتمال القمر، وهناك أيضا ظاهرة المد و الجزر التي يسببها القمر، والأرض تشكل 70% منها سوائل و30% يابسة، جسم الإنسان كذلك يتكون 70% منه سوائل تتأثر بالقمر مثل باطن الأرض الأمر الذي يؤثر على سلوك الإنسان ومشاعره، فخلال اكتمال القمر تتدفق مشاعر الإنسان كما تتدفق المياه في الأنهر.
ميس بركات