لماذا إوزة ملكة بريطانيا مهمة؟

لماذا إوزة ملكة بريطانيا مهمة؟

شعوب وعادات

السبت، ٢٤ أغسطس ٢٠١٣

أثارت قصة إوزة مشوية وجدت بالقرب من قصر الملكة ضجة كبيرة في بريطانيا، والسبب الوحيد لكل هذا الاهتمام هو أن الإوز البري يعد ملكا للملكة إليزابيث بعدما مُنح الشرف الملكي منذ القرن الثاني عشر
مع إعلان الشرطة البريطانية بدء التحقيق في العثور على بقايا اوزة مشوية بالقرب من قصر الملكة إليزابيث الثانية في منطقه ويندسور غربي لندن، واعتبارها مثل هذه القضية مهمة لهذه الدرجة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الأولوية القصوى لهذا الأمر؟
وتقول المراجع التاريخية إن كل إوزة في بريطانيا ومنطقه ويلز تعد ملكاً للملكة،
يشير الموقع الالكتروني للعائلة المالكة البريطانية ان الاوز اعتبر ملكاً للعائلة منذ القرن الثاني عشر عندما كانت تعتبر من الاطعمة الشهية خلال الولائم الملكية.
وحسب تلك المراجع فقد منحت الإوز الشرف الملكي منذ القرن الثاني عشر، ومنذ ذلك الحين أي أوزة يملكها أي شخص عادي هربت من عنده تصبح من ممتلكات الملكة، منذ عام  1378وكان هناك منصب رسمي اسمه "المشرف على إوز الملك".
وكانت هناك وثيقة رسمية تتضمن جميع القوانين والأوامر والطقوس المتعلقة بالأوز وأحدها موثق منذ شهر مارس/ آذار عام 1482، يقول القانون الأول فيه إن جميع الأوز التي يمتلكها الذين يدفعون أقل من خمس ماركات سنوياً هي ملكية خاصة للملك، وهذا يعني أن امتلاك الأوز كان متعلقاً بالمكانة الاجتماعية وثراء العائلة.
من ضمن القصص المروية عن الأوز أن الأمير ليوبولد الابن الأصغر للملكة فيكتوريا قام عام 1874بإرسال أوزة هدية إلى معلمه في أكسفورد الدكتور أكلاند لتكون عشاء لأسرته ليلة عيد الميلاد.
 
موكب تعليم الإوز
كما ان هناك موكب تعليم الإوز من التقاليد التي كانت موجودة في عصر الملكة اليزابيث الأولى، ويقوم بوضع علامات على مناقير الأوز على امتداد نهر التيمز أشخاص متخصصون لإنهاء العمل في يوم واحد فقط،
هذا فضلاً عن أن هناك حقوقا لدفع غرامة على من يقوم بتعليم أوزات ليست من حقه تدفع للخزينة الملكية، وأي شخص يضبط وهو يهش الأوز في أثناء موسم تزاوجها أو قام بسرقة بيضها يتعرض للسجن لمدة عام إضافة إلى غرامة مالية.
كما تقوم السلطات البريطانية باجراء تعداد سنوي لاحصاء عدد الاوز على امتداد نهر التايمز، وفي مناطق سوري وباكينغهامشاير وبيركشاير واكسفوردشاير.
ويعود التكريم الملكي للبجع إلى العصور الوسطى، عندما ادعت العائلة المالكة أنها تمتلك كل أوزة بكماء في وقت كانت تعد فيه الأوزة مصدر غذاء مميز في حفلات العشاء الرسمية.
 
تصنيف المنقار
وكان الإوز يصنف حسب رسومات على منقاره المسطح، لكن حالياً الملكة تملك حق امتلاك كل أوزة لا تملك علامة على منقارها في مياه الدولة، والملكة وحدها تملك جميع أنواع الأوز التي لا تحمل علامة ملكية على منقارها وموجودة في نهر التيمز والمناطق المحيطة،
ورغم ذلك، فإن هناك شركتين لعائلتين هما فنتنيرز ودايارز "عائلة الصباغون وعائلة الخمارون"، تشاركان العائلة الملكية في بعض أنواع الإوز منذ القرن الخامس عشر.
وفي الوقت الحالي يتم عدّ كل أوزة ويتم تعليمها على منقارها، ولا يتم تقديمها للطعام إلا للملكة في المناسبات الرسمية الخاصة.
وهناك أشخاص متخصصون بوضع العلامات على مناقير الإوز التي يطلق عليها "لسان الحذاء"، وقائد موكب الإوز والصباغون لمناقير البجع من شركة فينترز يرتدون زياً تقليدياً كل عام، ويستخدمون موكباً مكوناً من ستة قوارب تجديف ويقومون برحلة عكس التيار في نهر التيمز مدة رحلتهم خمسة أيام، يجدفون حتى يصلوا إلى مدينة أبدينغتون.
ويشار الى ان علامة عائلة شركة الصباغون محفورة على جهة واحدة من منقار الأوزة بينما شركة عائلة الخمارون تضع العلامة على جانبي منقار أوزاتها وكل أوزة تبقى غير ممهورة تصبح من ممتلكات الملكة.
وفي العهود الماضية كان هناك عدد كبير من مالكي الأوز ولهم علاماتهم الخاصة، لذلك كان هناك فهرس خاص لعلامات ملكية الأوز للعائلات المختلفة.
 
الزي القرمزي
وحسب التقاليد يرتدي هؤلاء الزي الرسمي القرمزي اللون حسب التقاليد الملكية، وكل زورق يحمل العلم ذا الشعار المخصص له، وخلال هذه الرحلة يتم تعليم الأوز الحديثات الولادة في ذلك العام لتحديد ملكيتها.
وتقول المراجع ان الهدف من الموكب السنوي هو وضع علامات على الأوزات وليدة ذلك العام لتطابق علامة والديها، ويتم ذلك بقيادة كل مجموعة من الأوز حتى تصل حافة النهر.
وخلال ذلك يتم فحص علامات الأنثى والذكر ويتم التأكد من علامات ملكية الأوز من خلال الرسومات المحفورة على المنقار، ثم يتم تعليم الأوزات الجديدة باستخدام سكين حادة لحفر العلامة على المنقار.