في صعيد مصر.. بلدة للزواج فقط!

في صعيد مصر.. بلدة للزواج فقط!

شعوب وعادات

الجمعة، ٢٦ يوليو ٢٠١٣

في الوقت الذي يعزف الشباب عن الزواج بسبب النفقات المتزايدة، وفي الوقت الذي ترتفع فيه نسبة الطلاق في مناطق كثيرة من العالم العربي، فإن شباب وشابات نجع «العقارية» في صعيد مصر لا يعرفون العنوسة، كما أن حالات الطلاق نادرة، وذلك بفضل نظام اجتماعي فريد.
ونجع «العقارية»، هو نجع صغير في مركز الطود في جنوب محافظة الأقصر، ويسكنه حوالي خمسة آلاف نسمة جميعهم ينتمون إلى قبيلة واحدة نزحت من شبه الجزيرة العربية، ويتميز أفرادها بعادات وتقاليد لم تندثر منذ مئات السنين.
وبسبب تلك العادات «يخلو نجع العقارية من العوانس ولا يوجد ما يسمى بالعنوسة فيه، كما أن نسبة الطلاق بين الأزواج تكاد تكون معدومة»، بحسب الباحث المصري في شؤون التراث محمد عبد اللطيف.
وأضاف عبد اللطيف أنه «لا يوجد شاب أو شابة فوق 25 سنة، لم يدخل عش الزوجية، والسبب في ذلك هو نظام اجتماعي فريد يتبعه أهل النجع في إتمام الزواج يتضمن شروطاً وأحكاماً وضعها الآباء والأجداد ويسير عليها الأبناء منذ عقود مضت وحتى اليوم». وأوضح أن السبب في الإقبال على الزواج «هو تيسير شروط الزواج، حيث أن المهر الذي يقدم للعروس هو 60 قرشاً وهذا أمر لم يتغير حتى اليوم، كما أن مأذون النجع يحصل على مقابل ضئيل للغاية، وهو الأقل في قرى ومدن مصر».
أما مشكلة المنزل والأثاث، التي تؤرق أي شاب مقبل على الزواج، فلا أثر لها في نجع العقارية، حيث لا يشترط أهل العروس وجود منزل مستقل أو شراء أثاث منزلي فخم وغالي الثمن. كما أن أهل العريس لا يضعون أي شروط تعجيزية يمكن أن تعطل شروط الزفاف.
ووفقاً لعبد اللطيف فإن «قيمة المهر لا تتغير مهما علت مكانة العروس الاجتماعية التي عادة ما تكون مرتبطة بعريسها منذ سن 13 أو 14 عاماً طبقاً لتقاليد النجع».
كذلك، فإن «الشبْكة» هي موحدة لجميع الفتيات، وتتكون من خاتم ودِبْلة، كما يشتري العريس سبع قطع قماش للعروس، وإذا قام بشراء قطعة زائدة يتم حرقها أمام الجميع حتى لا يتكرر الأمر مع عريس آخر. ويساعد الأقارب العروسين في نفقات الزواج بحيث لا يكون الإقبال على الزواج أمراً مرهقاً.
وتطالب نجوى البارون، وهي الناشطة في مجال حقوق المرأة وعضو المجلس القومي للمرأة في محافظة الأقصر، منظمات المجتمع المدني بدراسة هذه الظاهرة لمحاولة نشر النموذج الإيجابي في هذه التجربة الفريدة، واكتشاف كيفية نجاح واستمرار تلك الزيجات برغم الظروف المادية الصعبة لأهالي النجع.