الشباب العراقي ينفخ العضلات بالمنشطات ليجذب الفتيات

الشباب العراقي ينفخ العضلات بالمنشطات ليجذب الفتيات

شعوب وعادات

الأحد، ١٢ مايو ٢٠١٣

يغلب الجانب الجمالي على رياضة كمال الأجسام في العراق، فالشبان لا يريدون منها إلا جذب الفتيات المبهورات بكبر العضلات، ولذا يلجأون إلى المنشطات من دون الاكتراث لما تسببه من أمراض جسدية ونفسية.
ومع حلول فصل الصيف، يحرص شباب العراق على إظهار قدراتهم الجسمانية لاسيما العضلات المفتولة، والصدر البارز، من خلال ملابس الصيف الخفيفة. وأصبح نفخ العضلات هو سبيل الحصول على جسم ضخم يعتمد على وهم المنظر.
 لكن الكثير من الشباب لم يحصلوا على هذه العضلات بالتمارين الرياضية لكن عن طريق عقاقير وهورمونات تتسبب بانتفاخ الجسد، وتكون عقدًا لحمية فيه تبدو وكأنها عضلات طبيعية ناتجة من المِران المستمر.
 وفي بعض شوارع المناطق المزدحمة، يتجمع الشباب يتبارون في قدراتهم الجسمانية التي تبرز عضلاتهم الزائفة. ويزاول الكثير من شباب العراق الألعاب الحديدية وفي الوقت نفسه يتناولون العقاقير لاختصار زمن الحصول على العضلات المفتولة.
 لجذب الفتيات
 يؤكد الخبير الرياضي والأكاديمي سلام حسين أن صالات الألعاب الرياضية متهمة بالترويج لهذه العقاقير، بل إن بعضها يبيعها بصورة علنية أو سرية في الحالات التي توجد فيها الرقابة.
 وبحسب الصيدلاني ستار فرحان، أجبرت شركات العقاقير على التوقف عن تصنيع هذه المنشطات منذ أكثر من عقدين، كما تحرم الكثير من الدول المتاجرة بها، لكنه يرى انها تنتشر في العراق في كل مكان، وأكثرها شيوعًا البروتينات وحبوب جلوفيت والديكا والأكوابويز والبولينون والكلين بترول.
 ولا يعتقد فرحان أن السلطات تستطيع السيطرة على حركة التعامل مع هذه المواد الخطرة، لأنها تدار من تجار ومستفيدين لن يفرطوا بسهولة في مصدر رزقهم. لكن الشاب سعد رباح (20 عامًا) يقول إن للمنشطات سوقا رائجة في العراق، لأنها مطلوبة من قبل الشباب الذين يبرزون عضلاتهم أمام الفتيات بغية جذبهن.
وتشير الدراسات إلى أن عقاقير تنمية الاجسام تدفع إلى معدلات من الغضب والعنف تفوق ما كانوا يتعرضون له قبل تناولهم هذه العقاقير، حيث أجري البحث على سبعة آلاف رياضي في مرحلة منتصف العمر، وتبين أن ما يشجع على ذلك هو أن الفتيات يعجبن بالشاب ذي البنية القوية والعضلات المفتولة، بغض النظر عن كفاءته الدراسية او الحياتية.
 تداعيات صحية
 تشير تقارير طبية إلى أن تأثير المنشطات على صحة الانسان مضر بشكل يؤدي في بعض الاحيان إلى الموت، حيث توقف عمل الكبد وتسبب اضطرابًا في إفراز الإنسولين بالجسم وزيادة حجم البروستاتا.
 من التجارب الميدانية في هذا الصدد ما يرويه الشاب عماد الجبوري (23 عامًا) عن تعرضه لنوبات من الصداع، بسبب إدمانه على المنشطات لمدة تقرب العام، وتبين انه مصاب باضطراب في عمل الغدة الدرقية.
 ويرى الباحث إيهاب الخفاجي أن الذين يتعاطون الهورمونات يميلون في الغالب إلى افتعال الأزمات النفسية، فتراهم في نزاع دائم مع الآخرين، يتقمصون أدوار الفتوة، وإبراز العضلات في المواقف الخلافية، كما يمتازون بالعصبية وسرعة الثورة، ويتعمدون مخالفة القانون والقيم الاجتماعية في المجتمع. وإحدى أصعب الحالات، تلك التي يشير إليها الخفاجي وهي استخدام البعض للاسترويدات البنائية المخصصة للخيول وهي أخطر انواع المنشطات المنتشرة بين الشباب.
والأخطر من ذلك، أن بعض هذه المنتجات مزيف، يمثل خطرًا محدقًا. ويعترف وهاب الطائي (21 عامًا) بإصابته باضطراب في هرمون الذكورة بسبب إدمانه المنشطات لعام كامل.
 المراقبة لا تكفي
 يشير المراقب في صحة بابل باقر صاحب إلى أن مراقبة الجهات الصحية ليست كافية، "بل إن زيادة الوعي هي الأساس، كما أن العمل المستمر على التنبيه من مخاطرها واقناع الشباب بتركها سوف يجعل هذه العقاقير من دون زبائن في الاسواق". لكن رغم التحذيرات الطبية، فإن الشباب ماضون في سلوكيات التجميل على حساب الصحة.
 ويرى الطبيب كاظم حسن أن الجهات الصحية تقف عاجزة عن لجم هذه الظاهرة، وكل ما تستطيع أن تفعله هو تقديم النصح والارشادات عبر وسائل الاعلام. والحل العملي بحسب حسن هو فرض رقابة على الصيدليات والمراكز التجارية التي تبيع هذه المنشطات في الأسواق.