“ممنوع اصطحاب الأطفال في الأفراح”.. بين القبول والرفض من المدعوّين

“ممنوع اصطحاب الأطفال في الأفراح”.. بين القبول والرفض من المدعوّين

شعوب وعادات

الجمعة، ٢٣ فبراير ٢٠١٨

لم تخلُ بطاقات الأفراح في الآونة الأخيرة من تذييلها بعبارات تحذر المدعوّين من اصطحاب أطفالهم مثل: “ممنوع اصطحاب الأطفال” أو “نوماً هنيئاً لأطفالكم”، كإيذان مسبق لهم بعدم التسبُّب في الحرَج للعريسين ومعهم إدارة الصالة والعاملين فيها.
في الوقت نفسه، قد يحرم هذا الشرط الأصدقاء أو المقرّبين لأحد العريسين أو كليهما من حضور الزفاف، بحجة عدم استطاعتهم ترك أولادهم في المنزل وحدهم، في ما قلة نادرة توافق على ذلك، وتعتبره مطلباً ضرورياً لحضور الزفاف بهدوء.
لماذا يجب عدم اصطحاب الأطفال؟
أكدت خبيرة الإيتيكيت والبروتوكول سوزان القاسم لـ “فوشيا” أنه في الأساس، لا مكان للأطفال في الأعراس، لأن أجواء تلك المناسبات لا تناسبهم، لعدم إدراكهم معنى حفل الزفاف، ورفضهم الجلوس في مكانهم لوقت طويل.
وحتى إن لم يشترط العريسان على المدعوّين عدم اصطحاب أطفالهم، يجب أن يكون عندهم إيتيكيت وبُعد نظر، إلا في حالة استثنائية تتمثل بصلة قرابة المدعوّين للعريسين، على أن لا يحضروه حتى نهايته.
عدم استمتاع الأسرة المدعوّة بالزفاف
وجدت القاسم أن في فهم الأطفال لغة بقائهم جالسين في أماكنهم دون التحرّك صعوبة بالغة، خصوصاً عندما تكون صالة الفرح واسعة وكبيرة، ما يُشعرهم بأنها مكان للّعب والركض، ما يضطر أسرهم لتتبّعهم ومعرفة مكانهم، عدا عن بكاء بعضهم من ضجيج الأصوات، ما يجعل أسرهم غير مستمتعين بمراسم الزفاف.
والأخطر من ذلك، بحسب القاسم، إذا أقيم حفل الزفاف حول بركة ماء، حينها لن تُجدي كافة الطرق أو الحواجز نفعاً في منع الأطفال من الاقتراب منها، تحديداً إذا تواجد حولها عدد كبير منهم، وقد يتعرض أحدهم للسقوط فيها، واضطرار أحدهم لإنقاذه، ما يعني إفساد الحفل وإرباك الحاضرين وانشغالهم بوضعه.
عبارة “ممنوع اصطحاب الأطفال” بين القبول والرفض
بدورها، خالفت القاسم من يذيّلون بطاقة فرحهم بهذه العبارة، ورأت فيها تدنيا في المستوى الثقافي من ناحية الداعي والمدعو، حيث يجب أن يعلم المدعوّون ضرورة عدم اصطحاب أطفالهم كأمر محتّم ومن المسلّمات، دون داعٍ للكتابة والترجّي.
فترتيب العروس لزفافها ليس بالأمر السهل مطلقاً، بدءاً من دخولها إلى الصالة وحتى جلوسها على الكوشة، وأمور أخرى، قد تختفي بهجتها إذا تواجد عدد من الأطفال يركضون بين الطاولات، وقد يخرّبون الديكورات ويُفسدون بعضاً من ترتيباتها.
الحل الأسلم في هذه الحالة
وانتهت القاسم بضرورة اعتذار المدعوّين عن حضور حفل الزفاف، حيث لا مكان للأطفال فيها، ولا يمكن تقبُّلهم بسهولة عند الآخرين؛ فالدراية الكاملة وبُعد النظر والذوق والتفكير مطلب ضروري لعدم اصطحابهم، إن كُتبت العبارات أسفل البطاقة أم لم تُكتب.