الزواج يقف في وجه طموحات المرأة والنجاح العائلي لايبدل في النتيجة..

الزواج يقف في وجه طموحات المرأة والنجاح العائلي لايبدل في النتيجة..

شعوب وعادات

الجمعة، ١ يوليو ٢٠١٦

بعد ثلاثة أشهر من توليها منصب إدارة في المؤسسة التي تعمل بها فاجأت مُنى الجميع بتقديم طلب رسمي بنقلها من مركزها وإرجاعها إلى مكتبها الصغير كموظفة عادية في المديرية التي استلمتها مؤخراً، بعد أن تيقّنت أنها ليست على قدر هذه المسؤولية ظناً منها أن مثل هذه المواقع هي فقط للمرأة غير المتزوجة وللرجال، فكلاهما أقدر على تحمل المسؤولية في وقت أدركت فيه أن جزءاً كبيراً من أحلامها تلاشت بعد الزواج لانشغالها بالمسؤوليات الجديدة التي يلقيها الزواج على عاتقها، ولم تكن مستعدة لها أو معتادة عليها من قبل…ومُنى هي حالة بسيطة من باقي النساء اللواتي تخلين عن طموحن سواء على الصعيد المهني أو إتمام دراساتهن العليا بعد الزواج، معتبرين أن الزواج ما هو إلا فخ ومصيدة تقود المرأة إلى هاوية الفشل المهني والدراسي على حساب النجاح العائلي.

دراسة
توصلت دراسة حديثة إلى أن 61 بالمئة من السيدات يفقدن الثقة في قدراتهن على تحقيق أحلامهن، بل ويتراجعن عن رغباتهن في تحقيقها بعد الزواج مباشرة، وأفادت الدراسة أن السبب في ذلك يعود إلى انشغال المرأة بالمسؤوليات الجديدة التي يلقيها الزواج على عاتقها، ولم تكن مستعدة لها أو معتادة عليها من قبل، إضافة إلى رغبتها الملحة في الإنجاب، وانشغالها بصحتها في فترة الحمل، وانشغالها بتربية طفلها الأول وبصحته بعد الإنجاب، وأجرت الدراسة اختبارات على 300000 سيدة حديثات الزواج، وكانت الاختبارات عبارة عن مجموعة من الأسئلة وجهت لهن عن “أحلامهن قبل الزواج، ومدى شغفهن بتحقيقها بعد الزواج، ونظرتهن لأنفسهن بعد الزواج من حيث القدرة على تحقيق أحلامهن”. وأثبتت نتيجة الاختبارات أن 61 بالمئة من هؤلاء السيدات، تراجعن عن رغبتهن في تحقيق أحلامهن السابقة، مكتفيات بأحلامهن الجديدة المتمثلة في الاستقرار الأسري، وإرضاء أزواجهن، وضمان مستقبل أفضل لأطفالهن.

حلم العودة
في حديثهن تعرف أن الأغلبية الكبيرة من النساء المتزوجات ذهبت أحلامهن وطموحاتهن ومشاريعهن الصغيرة قبل الكبيرة أدراج الرياح وبدأن اليوم يحلمن بأن يعود الزمان بهنّ للوراء علّ وعسى يستطعن تغيير مجرى حياتهن، فنسبة عالية من النساء يعانين من ضغوطات نفسية ناجمة عن صدمتهن بالزواج، وتكسّر أحلامهن على أبواب المنزل، فمنهن من تشكو من أعباء الحياة الزوجية المتمثلة بمسؤولية الزوجة تجاه المنزل وتجاه الأولاد، حيث تشعر بأنها ضائعة بينهم وبأنها لا تستطيع التخلص من تلك المسؤوليات بسهولة، وأنّ العمل والطموح المتمثل بتحقيق شيء كبير وخاص بها على الصعيد المهني سينتهي حكماً إلى الزوال بعد حين.

تكافؤ زوجي
تحولات وتبدلات كبيرة تطرأ على حياة الفتاة عند دخولها للحياة الزوجية تختلف تماماً عن حياتها السابقة في كنف والديها، إذ تختلف الهموم والمسؤوليات والطموح الذي كانت قد رسمته في مخيلتها قبل الزواج، ومخطىء من يعتقد أن طموح المرأة ينتهي بعقد الزواج فهذه النظرة الخاطئة السائدة حول موت طموح المرأة بعد زواجها أثبتت الكثيرات فشلها بعد أن أحرزن النجاح وهنّ متزوجات، وذلك بدعم وتشجيع من أزواجهن، حسب رأي الدكتورة رشا شعبان “علم اجتماع”، فطموح المرأة يجب أن يزدهر بعد الزواج، مؤكدة أن بعض الأزواج يغارون من نجاح المرأة في العمل، وعلى هؤلاء أن يتفهموا أن هذا النجاح سيعود عليهم وعلى أبنائهم بالخير، إذ إن أساس نجاح كل زواج يعتمد على تكافؤ الزوجين،  ومعنى التكافؤ هنا شامل، يشمل جميع المناحي العلمية والاجتماعية والأخلاقية، فإذا كان الزوجان يتصفان بهذه الصفات، فإن كل واحد منهم سوف يكون ناجحاً في حياته المهنية والزوجية، ولا يكون الزواج عقبة في تحقيق طموح المرأة، بل العكس صحيح، سوف يكون الزوج هنا سنداً ومعيناً لها في تحقيق طموحها، وهذا ما نلحظه عند عدد كبير من النساء الناجحات اللواتي أثبتن جدارتهن في شتى المجالات، مع الحفاظ على نجاحهن في تربية أبنائهن.

ميس بركات