مهرجان بدون سينما..بقلم وسام طيارة

مهرجان بدون سينما..بقلم وسام طيارة

سينما

الأحد، ١٤ نوفمبر ٢٠١٠

في كل أجندات الدول الأوربية هناك برنامج تثقيفي وترويجي لروائع الإنتاج السينمائي المحلي والعالمي، ثقافة تجذر في ماهيتها وغايتها البناء الفكري وتعزز في مفهومها جماليات التذوق البصري للإنسان، لغة مسكونة بتطوير المدارك ومحاكاة عوالم الجمال والإبداع، أما نحن فلازلنا في كل عام نحاول اللعب على ناصية الإبهار بعيداً عن النهوض والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، الكثير ينظر إلى مهرجان السينما الذي تقيمه وزارة الثقافة السورية ممثلة بالمؤسسة العامة للسينما على أنه مهرجان مستهجن في ظل عدم وجود إنتاج أو صناعة سينمائية منافسة، احتفالية ضخمة ترهق كاهل الحكومة بأرقام لا نعرف عنها شيئاً كل عام ولا تعود بالنفع بشيء سوى " تسجيل ومضات من إبهار حضور بعض النجوم على السجاد وفي قاعات المطاعم ولوبيات الفنادق، كاميرات وأضواء وضيوف نراهم كل عام، لا أحد يدري عن أي مشروع ثقافي تتحدث الجهات القائمة عليه، ولا أحد يدري ما هو المسار الذي تحاول كحضور تسويقه ونحن في القرن الحادي والعشرين، وعلى ما يبدو إن مؤسسة السينما السورية بواقعها الحالي ليست معنية بخلق آليات للنهوض بالإنتاج السينمائي السوري وجلُّ اهتمامها منصب باتجاه إقامة المهرجانات من أجل الإبهار لا أكثر ولا أقل، نحن لسنا ضد هذه التظاهرات الثقافية، ولكن أي مهرجان يحتاج إلى بنية تحتية متكاملة، وأهم معالم هذه البنية وضع إستراتيجية للصناعة السينمائية وتطوير أدوات الإنتاج وتأهيل دور العرض وتحريك عجلة الإنتاج من خلال رؤية ودراسة مفعمة ومتخصصة بعيداً عن الارتجال والمزايدات.
إن التظاهرات السينمائية المشاركة في المهرجان في ظل عدم وجود " صناعة سينما سورية " يجب أن تكون خارج المهرجان من خلال برنامج ثقافي يقدم للمواطن وجمهور السينما فضاءات مفتوحة للمتابعة والاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، ويبقى السؤال ألم يكن من الأفضل إطلاق مهرجان للدراما السورية التي أصبح حضورها ونجاحها يقلق الكثير من صناع الدراما في الوطن العربي ؟؟ أعتقد أن سورية بمكانتها العربية والإقليمية والدولية ليست بحاجة لمهرجان سينما لا توجد فيه سينما سورية متقدمة.
    وسام طيارة