افتتاح الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي بمشاركة 46 دولة عربية وأجنبية وحضور أكثر من 160 شخصية سينمائية

افتتاح الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي بمشاركة 46 دولة عربية وأجنبية وحضور أكثر من 160 شخصية سينمائية

سينما

الاثنين، ٨ نوفمبر ٢٠١٠

انطلقت مساء أمس في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي بمشاركة 46 دولة عربية وأجنبية وحضور أكثر من 160 شخصية سينمائية عربية وعالمية.

وقال الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة في كلمته خلال حفل الافتتاح.. إن السينما ليست فن حوار كما هو المسرح والتلفزيون وإنما هي رواية قصة بالصور وفيها يمكن الاستغناء عن الكثير من الكلمات.

وأضاف الوزير عصمت إن السينما الناجحة تتطلب قصصاً جميلة وأبعاداً درامية تأخذ بالألباب وتتطلب تصوير شخصيات يتوحد معها المشاهد وتدعمها عناصر المخيلة الواسعة والحرفية العالية ويستطيع المخرج أن يحقق النجاح ويسير على درب الخلود عندما يتمكن من تحقيق توازن بين الشكل والمضمون وعندما يحقق استلهاماً بأفكاره من الصراعات الواقعية وعندما يزاوج بين الجمالية والجماهيرية كلاعب أكروبات يسير على حبل مشدود.

ورأى وزير الثقافة أن المخرج الذي يسعى لتحقيق جوائز لا يخلد طويلاً لأن أكبر جائزة هي احترام ومحبة الجمهور.


من جانبه تحدث محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما ومدير المهرجان عن أهمية المهرجان قائلاً.. إن وظيفة المهرجان ليست تسويق الأفلام التي تنتجها الدولة المنظمة أو تشجيع الإنتاج السينمائي المحلي فقط فالمهرجان ساحة مهمة لإعلاء قيم الخير والحق والجمال وهو عيد وطني للمتعة الروحية والتواصل بين البشر.

ورحب الأحمد بالسينما التركية الحاضرة في المهرجان كضيفة شرف وقال.. إن تاريخاً طويلاً حافلاً يمتد لقرون عدة جمعنا مع الأصدقاء الأتراك وجمعتنا أواصر كثيرة اجتماعية وثقافية وسياسية وإنسانية.

ثم تم تكريم عدد من السينمائيين السوريين وهم كاريس بشار وسلوم حداد وسلافة معمار والمخرج مأمون البني والناقدة ديانا جبور وصاحب سينما الدنيا في دمشق مأمون سري إضافة إلى الأديبة غادة السمان التي اعتذرت عن الحضور بسبب مرضها وبعثت برسالة تعبر فيها عن اعتزازها واشتياقها لبلدها سورية.


ومن الدول العربية تم تكريم الممثل المصري حسن يوسف والممثلة المصرية ماجدة الصباحي والمخرج التونسي ناصر الخمير والمنتج الكويتي محمد السنعوسي.

كما تم تكريم الممثلة الإيطالية آنا بونايتو والممثل الإيطالي فابيو تيستي والممثلة الهندية شارميلا طاغور والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف والمخرج الجورجي أوتار أيوسلياني إضافة إلى الفنانة التركية الشهيرة توركان شوراي التي عبرت عن سعادتها العميقة لوجودها في سورية وقالت: إن الفنون عامل تقارب بين الشعوب وتشكل السينما أحد أهم هذه الفنون مضيفة إن هذا التكريم أجمل ما تم تقديمه لي في حياتي.
من جهة أخرى تم خلال الافتتاح تعريف الجمهور بلجان تحكيم المهرجان حيث يرأس الممثل والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف الحائز على أوسكار أفضل فيلم أجنبي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي تضم في عضويتها كلاً من الباحثة السينمائية الفرنسية نيكول غويمي والكاتب الفرنسي جاك فيسكي والمخرجة الألمانية هيلما ساندرز برامز والممثلة الرومانية آنا ماريا مارينكا والممثلة الإيطالية آنا بونايوتو والسينمائي التركي كيريم إيان المدير الفني لمهرجان اسطنبول السينمائي والمخرجة المصرية ساندرا نشأت والممثلة اللبنانية ورد الخال والمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي والسينمائي الجزائري محمد بن قطاف والمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور والكاتب السوري محمود عبد الواحد.

ثم تم تقديم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة ويرأسها المخرج السوري ريمون بطرس وتضم في عضويتها كلاً من الباحث والناقد البلجيكي أوليفييه جيكار والفرنسية أليس كيروبي والدنماركية بيرنيلي سكايدز غارد والممثلة الإيطالية مارتسيا تيديشي.


كما تم تقديم لجنة تحكيم الأفلام العربية برئاسة الممثل والمخرج السوري أسعد فضة وتضم في عضويتها كلاً من الممثلة السورية نادين خوري والمخرج المصري منير راضي والممثل اللبناني إحسان صادق والممثلة المغربية نجاة الوافي والممثلة الليبية زهرة مصباح.

ثم تم عرض الفيلم التركي"عسل" للمخرج سميح كابلانوغلو الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي.

ويروي الفيلم قصة الطفل يوسف "بورا ألتاس" ذي الأعوام الستة الذي بدأ لتوه بالذهاب إلى المدرسة حيث يشعر بالخجل من زملائه في الصف بسبب الفأفأة التي يعاني منها أثناء النطق ولأن بعض التلاميذ يسخرون منه عندما يجد صعوبة في القراءة أمام الجميع.

وتضطر زهرة "تولين أوزين" والدة يوسف أن تعمل في إحدى مزارع الشاي كي تعيل أسرتها من جهة وتستمر في مساعدة ابنها كي يستعيد الرغبة في الكلام من جهة أخرى ولا تقطع الأمل بعودة زوجها سالماً من كل مكروه.

وكانت فرقة إنانا السورية للمسرح الراقص قدمت لوحات راقصة على وقع أغنيات مستمدة من وحي أفلام مهمة من السينما السورية والأجنبية بينها ( منزل الخناجر الطائرة -الرقص مع الذئاب- صلاح الدين- زمن الغجر- تاتانيك-صعود المطر-سيلينا.
ويحكي العرض الفني الذي حمل عنوان كوكتيل حكاية الحلم الذي تشكل في غرفة آلة العرض السينمائي في أقدم سينما بدمشق والذي ولد عند ابن عامل السينما نجم لتكتمل السماء بحكاية حلم تشابه الكثير من حكايات الأحلام في البلدان الأخرى.

حضر الافتتاح الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة والدكتور محسن بلال وزير الإعلام والدكتور تامر الحجة وزير الإدارة المحلية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والدولي وعدد من المسؤولين في الدولة والجبهة الوطنية التقدمية والفنانين وحشد من المهتمين بالفن السابع.

يشار إلى أن عشاق السينما سيكونون خلال أيام المهرجان على موعد مع 14 تظاهرة سينمائية هي تظاهرة البرنامج الرسمي وتضم 20 فيلماً نالت جوائز رفيعة في مهرجانات عالمية وتظاهرة سوق الفيلم الدولي وتضم 29 فيلماً من الأفلام الحديثة المنتجة التي حققت إيرادات ضخمة في شبابيك التذاكر العالمية إضافة إلى تظاهرة المخرج الفرنسي إيرك رومر التي تضم 13 فيلماً وتظاهرة المخرج الأميركي أورسون ويلز وتضم 9 أفلام وتظاهرة المخرج البولوني رومان بولانسكي وتضم 13 فيلماً وتظاهرة المخرج البريطاني ريدلي سكوت وتضم 14 فيلماً وتظاهرة المخرج الأميركي ديفيد لينش وتضم 9 أفلام وتظاهرة المخرج البوسني أمير كوستاريتسا وتضم 9 أفلام.


كما سيحظى الجمهور بمشاهدة تظاهرة درر السينما الثمينة التي درجت إدارة المهرجان على تنظيمها بشكل سنوي وتضم 11 فيلماً وتظاهرة إنتاجات المؤسسة العامة للسينما التي تحرص الإدارة على عرضها للتعرف عليها من قبل ضيوف المهرجان إضافة إلى تظاهرة السينما التركية التي يحتفي بها المهرجان كضيف شرف وتضم 10 أفلام فضلاً عن تظاهرة النجم مارلو براندو وتضم 23 فيلماً وتظاهرة النجمة الشهيرة ساندرا بولوك بمناسبة فوزها بجائزة ممثلي نقابة السينما في لوس أنجلوس كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الجانب المظلم" وتضم 19 فيلماً إلى جانب تظاهرة السينما الدنماركية التي تضم 9 أفلام بهدف تعريف الجمهور السوري على خصوصية هذه السينما ومدى تطورها.