بعد العرض الأول لفيلمه في سورية محمد عبد العزيز: دوغما “المهاجران” يستخدم لأول مرة في السينما السورية

بعد العرض الأول لفيلمه في سورية محمد عبد العزيز: دوغما “المهاجران” يستخدم لأول مرة في السينما السورية

سينما

الأربعاء، ٢ ديسمبر ٢٠١٥

لأنه من المخرجين القلائل في سورية الذين يحاولون دائماً ارتياد مناطق لم يرتدها غيره في السينما ولم يعتد المتلقي على ارتيادها، ولأن التجريب في المساحات المجهولة أحد أهم أهدافه لا يخشى المخرج محمد عبد العزيز وضع نفسه بشكل دائم في رهانات يصفها البعض بالخطيرة والصعبة فكانت أفلامه مختلفة تغرد خارج سرب ما يقدمه البعض، ومن هنا أتت خصوصية ما يقدم من أعمال سينمائية لا تحمل إلا بصمته بشكل ومضمون لا يحملان إلا جيناته السينمائية الصافية وهو الرافض للاستعارة والاقتباس فيها.
من هنا لم يتردد في فيلمه “المهاجران” أن يتكئ على نص مسرحي لصنع فيلمه ليكون بذلك أول مخرج يفعل ذلك في سورية، كما لم يتردد في تقديم هذا النص بأسلوب “الدوغما” الذي يستخدمه في فيلمه لأول مرة مغامراً وواثقاً بآن معاً من قدرته وحرفيته في إيصال فيلمه لبر النجاح.

أسلوبية جديدة في السينما السورية
وبيّن عبد العزيز في حواره مع “البعث” بعد العرض الأول لـ “المهاجران” والذي كان لمدرسةaltc للّغات شرف الانفراد بالعرض الأول له في سورية- بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم في مهرجان نوتردام بهولندا مؤخراً- أن من عادة السينمائيين ألا يستمتعوا بالأفلام التي يشاهدونها سواء كانت لهم أو لزملائهم، لأنهم يظلون في حالة بحث عما كان يمكن أن يكون في الفيلم والثغرات التي يمكن أن تكون موجودة فيه، لذلك أكد أنه في كل مرة يشاهد الفيلم يراه بشكل جديد، خاصة وأنه يعتمد على نص ببنية سردية ودرامية متينة، وهذا ما جعل عبد العزيز يحافظ على هذه البنية حينما قام بتحويله لنص سينمائي مع اعتماده على أسلوب “الدوغما” وهو أسلوب صعب لبساطته، حيث المطلوب من خلال هذه البساطة المحافظة على عمق السرد والحالة الدرامية العالية ليكون التحدي الآخر بالنسبة له أن يكون أول مخرج سينمائي في سورية يتكئ على نص مسرحي دون أن ينفي عبد العزيز أن جزءاً من التحدي الذي كان لديه هو في كيفية تجاوز العرض المسرحي الذي قدم في 2008 و2011 بقيادة د.سامر عمران مخرجاً وممثلاً ونال حينها النجاح الكبير إلى جانب رغبته في خلق أسلوبية جديدة في السينما السورية من خلال “الدوغما” الذي يستخدم لأول مرة في السينما السورية كون هذا الأسلوب بالأصل موجة جديدة لا يتجاوز عمرها  الـ 15 سنة، فكان الأهم لعبد العزيز كما أشار في حواره التقاط لغة خاصة بهذا الأسلوب الذي فرض نفسه على النص، وتماشى مع رغبته في تقديم أسلوب جديد.

“المهاجران” ينتمي للسينما الواقعية
كما أشار عبد العزيز في حواره مع الحضور بعد العرض رداً على سؤال صحيفة “البعث” عن طبيعة العلاقة التي تربطه بالممثل سامر عمران الذي تكرر لقاؤه به سينمائياً أكثر من مرة إلى أنه تعرف على عمران في فيلم “دمشق مع حبي” وقد استدعاه للفيلم بعد أن شاهد صورته ذات مرة فأدرك أنه من يصلح لفيلمه، موضحاً أن علاقته به متقاطعة في أماكن كثيرة ومتناقضة في أماكن أخرى كأي شخصين وقد أعجب بما قدمه مسرحياً كمخرج وممثل في مسرحية “المهاجران” إلى جانب الممثل محمد آل رشي ولذلك لم يخطر بباله حين التحضير للفيلم اللجوء إلى ممثلين آخرين.. كما أوضح عبد العزيز للحضور أن معظم المسرحيات التي قدمت سينمائياً لم يطرأ إلّا تغيير طفيف بالمعالجة البصريّة لها، وأن ما جذبه في نص “المهاجران” هو تلك البنية التي يتمتع بها النص والقابلة لأن تتحول لفيلم سينمائي، مؤكداً أن السينما لديها قوة تعبير أكبر وأشمل من الفنون الأخرى وأن فيلم “المهاجران” ينتمي للسينما الواقعية، معترفاً عبد العزيز أن “المهاجران” هو أقل الأفلام التي يرتبط بها عاطفياً مقارنةً مع أعماله الأخرى التي كتب نصوصها بنفسه، وهذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها لنص ليس له دون أن يخفي أن تنفيذه لم يكن سهلاً، خاصة وأن “المهاجران” مسرحياً كان من أفضل العروض المسرحية التي مرت على سورية.

مغامر وجريء
كما أكّد د.سامر عمران ردّاً على بعض الأسئلة التي طرحت عليه أن ما تستطيع السينما إيصاله لا يستطيع أن يفعله المسرح، والعكس يكون صحيحاً، منوهاً إلى أهمية تجربة عبد العزيز في تحويل عرض مسرحي إلى عمل سينمائي ذي رؤية خاصة، مشيراً إلى أنه حافظ على خصوصية النص مغامراً وجريئاً في تقديمه بأسلوب “الدوغما” موضحاً أن نص “المهاجران” كتبه سوافومير مروجيك عام 1974 وفيه تحدث عن تجربته الشخصية في هجراته المتتالية ما بين فرنسا وألمانيا والمكسيك من خلال تقديمه لنموذجين من البشر (المثقف والإنسان البسيط) مبيناً عمران أنه قام بتقديم هذا النص في دمشق عام 2008 و2011.
ورداً على سؤال حول عدم التطرق في الفيلم للأزمة التي نعيشها في سورية بيّن عمران أن الفيلم صوّر في العام 2011 أي مع بداية الأحداث وهو لم يرَ النور إلّا مؤخراً لأسباب متعددة، موضحاً أن مضمون المسرحية ينبئ عن قراءة ورؤى لكاتبها لما يحصل اليوم في المنطقة العربية.

فيلم متفرد
سينما “الدوغما” مصطلح يطلق على السينما التي تعتمد على الأدوات والتقنيات البسيطة.. من هنا يأتي “المهاجران” كأول فيلم سوري ضمن هذا المصطلح برأي الناقد السينمائي المهند حيدر مؤكداً لـ “البعث” نجاح عبد العزيز في تقديم فيلم روائي طويل يجمع ما بين الكوميديا والعمق الفكري من خلال أسلوب سلس وبسيط، مبيناً وقد شاهد النسخة المسرحية لـ “المهاجران” وجود اختلاف ما بين ما هو مسرحي وما هو سينمائي، خاصة فيما يتعلق بأسلوبية التعامل مع المشاهد، مشيراً إلى أن الاكتفاء بشخصين في العرض المسرحي أمر مقبول ومعتاد، وفيه يتم الاعتماد بشكل أساسي على الحوارات وأداء الممثلين، في حين اعتمد عبد العزيز سينمائياً على اللقطات التي نجح بها في شد المشاهد بشكل كلي، منوهاً إلى ميزة استخدام عبد العزيز للقطات المتوسطة والقريبة، وهذا نادراً ما يتم اعتماده سينمائياً.
وعن إمكانية أن نقرأ قريباً كتاباً يوثق لكواليس الفيلم مشابهاً لكتابه الذي تحدث عن فيلم عبد العزيز “الرابعة بتوقيت الفردوس” بيّن حيدر أن إنجاز كتاب عن كواليس “المهاجران” أمر غير وارد لعدم متابعته لكل مراحل إنجاز الفيلم كما حصل في “الرابعة بتوقيت الفردوس”.

ننتظر منه الكثير
أما الناقد السينمائي عمار أحمد حامد فرأى أن عبد العزيز مخرج يُنتظر منه الكثير وهو أول من ذكر الجالية اليهودية في أفلامه “دمشق مع حبي” وأول من أفلم نصاً مسرحياً وأول من كتب سيناريو بطريقة المونتاج المتوازي.

جمهور كبير
يذكر أن مدرسة اللغات”altc” كانت قد احتفت بالمخرج عبد  العزيز والفنان سامر عمران بعد العرض الذي حضره جمهور كبير، ونوهت مديرة المدرسة أناهيد خربوتلي لـ “البعث” إلى أنها لم تتفاجأ بهذا الحضور الكثيف وقد استطاعت أفلام عبد العزيز بمجملها أن تحشد مثل هذا الجمهور لخصوصية ما يقدمه سينمائياً شكلاً ومضموناً، مشيرة كذلك إلى أهمية الحوار والنقاش الذي دار بين المخرج والفنان سامر عمران مع الحضور بعد العرض والذي أثمر عن رؤى جديدة للطرفين: الحضور والمخرج الذي استمع لكل الملاحظات وأجاب على كل الأسئلة.

أمينة عباس

عذراً من محررة هذا الخبر ان العمل من انتاج .....شركة الشرق للانتاج والتوزيع الفني ( افلام نبيل طعمة ) وللاسف ان الصانع لا يتم ذكره يتم ذكر الادوات نحترم عملكم ولكن نرجو الدقة في نقل الخبر والحدث بدليل أن الصناع الكلي لا يراه احد انما يستشعرونه بالعقل