«جسر الجواسيس» يُشعل نيران الحرب الباردة

«جسر الجواسيس» يُشعل نيران الحرب الباردة

سينما

الأربعاء، ٢ سبتمبر ٢٠١٥

يعود المخرج السينمائي الأميركي، ستيفن سبيلبيرغ، بعد توقفه عن الإخراج 3 أعوام، بأحدث أفلامه التي تتناول واحدة من أهم الفترات السياسية خلال القرن الفائت، وهي الحرب الباردة، وتحديدًا فترة الستينات، وذلك في فيلمه الذي يحمل عنوان «جسر الجواسيس» Bridge of Spies والمنتظر عرضه أكتوبر المقبل، ويقوم ببطولته الممثل الشهير توم هانكس وكتب سيناريو الفيلم وحواره السيناريست مات تشارمان، إلى جانب المخرجين الشهيرين الأخوين إيثان وجويل كوين، في استثمار للجاذبية التي تحيط أفلام الجاسوسية بهالة لا يمكن أن تخبو، حيث ظهر في روسيا خلال الآونة الأخيرة ولعٌ كبير بالمسلسلات التلفزيونية التي تتناول الحرب العالمية الثانية، حيث توجد فيها فسحة للجواسيس، مثل مسلسل « التصفية» ( 2007) الذي تدور أحداثه عن شغف الجواسيس بمدينة أوديسا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ومسلسل «الرسول» ( 2008)، حيث استطاع الجاسوس السوفييتي أن ينضم إلى القوات الألمانية، كما أحدث الجانب الأميركي أخيراً نقلة نوعية في موضوع المسلسلات الجاسوسية، حيث عُرض مسلسل « الأميركيون» الذي يظهر فيه عملاء الكي جي بي في زمن رونالد ريغان وقورين، بل حتى فيهم شيء من الوسامة، أما رئيس الاستخبارات المضادة في السي آي إيه الذي جنده الاتحاد السوفييتي عام 1980، فقد ظهر في مسلسل «الأصول المالية» بصورة لائقة.

عملاء الاستخبارات

ويتناول الفيلم قصة حقيقية وقعت بالفعل، وهي عن أحد المحامين من بروكلين، جيمس دونوفان «توم هانكس»، الذي أرسلته وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، التي يتعاون معها، في مهمة سرية إلى برلين، للتفاوض من أجل إطلاق سراح أحد الطيارين الأميركيين فرانسيس غاري باورز «أوستين ستويل»، والذي وقع في قبضة الروس.

ويستمد الفيلم عنوانه من أحد أشهر الجسور بالعاصمة الألمانية برلين، وهو «جسر غلينيكر» أو «غلينيكر بروكة»، الذي يقلب باسم الشهرة «جسر الجواسيس»، وذلك لأنه كان بالفعل مسرحًا أو مكانًا سريًا غامضًا لتبادل العديد من الأسرى والعملاء والجواسيس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال فترة الحرب الباردة، كثير من جمهور السينما في العالم يكفيه اسم الأخوين كوين في كتابة السيناريو للاهتمام بفيلم.

 نسبة أكبر بكثير يكفيها اسم ستيفن سبيلبرغ كمخرج للاهتمام بفيلم، ونسبة أكبر وأكبر، يكفيها اسم توم هانكس كممثل للاهتمام بهذا الفيلم الذي سيشهد اللقاء الأول للثلاثة معاً.

الرهان الرابع

يعتبر الفيلم المحطة الرابعة لسبيلبرغ مع توم هانكس بعد انقطاع أكثر من 10 سنوات، منذ The Terminal 2004 الذي يعتبره العديدون أضعف أعمالهما. وبالعودة الى الوراء يعد هذا الفيلم رهاناً جديداً بعد اللقاء الأول بين توم هانكس وستيفن سبيلبرغ في الفيلم الحربي Saving Private Ryan 1998 الذي لا يزال الأشهر والأفضل.

حقق الفيلم وقتها ما يقرب من 482 مليون دولار عالمياً، ونافس بشراسة على عكس المتوقع في الموسم الصيفي، رغم اختلافه شكلاً ومضموناً عن التركيبة المعتادة تجارياً لأفلام الصيف كما فاز الفيلم أيضاً بـ 5 أوسكار تتضمن أفضل إخراج لسبيلبرغ، بالإضافة إلى (تصوير - صوت - مؤثرات صوتية - مونتاج).

واكتفى بشرف الترشيح لـ 6 فروع أخرى، منها أفضل ممثل لتوم هانكس، بالإضافة إلى (فيلم - سيناريو أصلي - إدارة إنتاج وديكور - ماكياج - موسيقى تصويرية). أما اللقاء الثاني في Catch Me If You Can 2002 المقتبس من قصة حقيقية عن النصاب فرانك آبيجنيل، ندين له بفضل كبير في تدشين نجومية ليوناردو دي كابريو.

نال الفيلم ثناء النقاد، وحصد عالمياً 352 مليون دولار، بالإضافة إلى ترشيحين لأوسكار (ممثل مساعد لكريستوفر والكن - موسيقى تصويرية لجون ويليامز). في حين جاء فيلم The Terminal 2004 غير مثير للاهتمام وأقلهم حظاً نقدياً وجماهيرياً. انتهى بتحقيق ما يقرب من 142 مليون دولار عالمياً، ولم ينل شرف الترشيح في أي فرع.

نشاط

يُذكر أن النجم المتميز توم هانكس، كان توقف منذ 2013 عن الاضطلاع بأدوار في السينما، واتجه أكثر إلى التمثيل التليفزيوني، لكنه يعود هذا العام وبقوة في 3 أفلام انتهى منها بالفعل «جسر الجواسيس»، و«إيثاكا»، و«صورة مجسمة للملك». كما وقّع هانكس عقدي فيلمين يقوم بتنفيذهما خلال العام 2016، بعنوان «جهنم»، و«الرمز المفقود».