اغتصبها اقرباؤها ومقدم البرنامج يطالبها بالزواج بإحدهم والنتيجة وقف بث البرنامج

اغتصبها اقرباؤها ومقدم البرنامج يطالبها بالزواج بإحدهم والنتيجة وقف بث البرنامج

حوادث وكوارث طبيعية

الخميس، ٢٠ أكتوبر ٢٠١٦

 أعلنت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي-البصري في تونس، المعروفة اختصارًا بالهايكا، وقف بث برنامج تلفزيوني لمدة ثلاثة أشهر بدءًا من اليوم الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بسبب استضافته فتاة قاصر حامل من أحد أقربائها.
ويتعلّق الأمر بعلاء الشابي، مقدم برنامج "عندي ما نقلك" (لديّ ما أقوله لك) الذي يبث على قناة الحوار التونسي، عندما استضاف فتاة يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، وتحدثت خلال البرنامج عن تعرضها للاغتصاب منذ أربع سنوات من طرف ثلاث أقرباء لزوجة والدها، ممّا أدى على حملها، وقد حملها المنشط المسؤولية وطالبها بالزواج من والد الطفل.
وقال بلاغ الهايكا إن الحلقة شكّلت خرقًا جسيمًا للقانون، إذ انتهكت المرسوم المنظم للإعلام السمعي البصري، بخرقها مبدأ حماية الطفولة وكرامة الإنسان وتعدت على الحياة الخاصة. واعتمدت الهايكا على تقرير مندوب حماية الطفولة الذي أكد أن الفتاة تبلغ من العمر 17 سنة فقط، وأنها كانت في تاريخ تصوير البرنامج حامل.
وألزمت الهايكا القناة بعدم إعادة بث الحلقة وحذفها من مواقعها وحساباتها على الانترنت، ويأتي قرارها بعد استماع إلى منشط البرنامج ومحامي القناة.
وحسب رواية الفتاة التي حضرت في البرنامج رفقة شقيقها، فقد طردها والدها من البيت بعدما علم بحملها، غير أن مقدم البرنامج، اعتبرها هي المخطئة، وأنها ساهمت في ما يجري بما أنها حامل من دون عقد زواج، مطالبًا إياها بالزواج من واحد من أقرباء زوجة والدها إذا تبيّن طبيًا أنه أب الطفل، ثم طلب العفو من والدها.
وقد أدت الانتقادات لمدقم البرنامج إلى التزام القناة بعدم إعادة بث الحلقة وسحبها من موقعها الإلكتروني ومن صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصًا بعدما راجت حملة افتراضية تحت عنوان "سي علاء عقاب الاغتصاب مش العرس"، كما أعلنت جمعيات محلية عن وضعها لشكاوى لدى الهايكا ضد مقدم البرنامج.
وتعاطف عدد من مستخدمي التواصل الاجتماعي مع الفتاة الذي غادرت مقاعد الدراسة مبكرًا، وعانت من غياب الأم من "قسوة" الأب، معتبرين أنه عوض أن يساهم معها منشط البرنامج في إيجاد حل يراعي كرامتها، طالبها بالزواج من مغتصبها.
غير أن علاء الشابي دافع عن نفسه، وقال لإذاعة موزاييك إف إم، إن كلامه أخرج من سياقه، وأن دعوته للفتاة للزواج من قريبها، يعود إلى أن تقرير الطبيب الشرعي لم يثبت عملية الاغتصاب، متحدثًا عن أن الفتاة لم تكشف ما تعرّضت له منذ البداية.