مطلقة تجبر ابنتيها القاصرتين على العمل في الرذيلة

مطلقة تجبر ابنتيها القاصرتين على العمل في الرذيلة

حوادث وكوارث طبيعية

الأربعاء، ١٦ مارس ٢٠١٦

 في شهر مايو 2014 حزمت التوأمان الآسيويتان (م.أ) و(أ.أ) البالغتان من العمر 15 عاماً، أمتعتهما وأحلامهما وطموحاتمها، للمجيء إلى الدولة برفقة والدتهما المطلقة وإخوتهما، لاستكمال الدراسة في إحدى الكليات، تنفيذا لوعد الأم التي احتالت عليهما، وأوهمتهما بإمكانية إتمام الصف الثاني عشر وما بعده في دبي، من خلال تنسيبهما إلى كلية تقبل الدارسين من الصف الحادي عشر، دون أن يداهمهما الشك مرة بأن والدتهما تكيل لهما الكيل، وتود تشغيلهما في الرذيلة للتكسب من ورائهما، بالاتفاق مع صاحب مركز تدليك تولى مسؤولية استخراج التأشيرات لهما وإحضارهما، وفق ما كشفت النيابة العامة أمام هيئة محكمة الجنايات في دبي أمس في سياق تفاصيل هذه الجريمة.
الأم التي “تعرت” من كل معاني الأمومة والرحمة والتضحية، وتجردت من القيم الأخلاقية والإنسانية، عاشت هي وبناتها وأولادها بعيد وصولهما إلى الدولة في شقة صاحب المركز الذي اتفقت معه على مخططها الإجرامي، وأخفت عن “الطالبتين” جوازي سفرهما، مدعية لهما أنها سلمتهما إلى الكلية للمباشرة في إجراءات القبول والتسجيل، وظلت تكذب وتماطل في الرد على أسئلتهما حول موعد الالتحاق بالكلية مدة شهر إلى حين عودة شريكها الذي كشف حضورُه الوجهَ القبيح لها، ورفع الستر عن نواياها باستغلال ابنتيها القاصرتين، للعمل في الفاحشة والحصول على المال.

بداية المعاناة
وبعودة صاحب مركز التدليك من السفر، بدأ أول فصل من فصول معاناة التوأمين، ومواجهة مصيرهما الذي دق المسمار الأخير في نعش مستقبلهما وأحلامهما، إذ اصطحبهما ووالدتهما مساء ذلك اليوم إلى المركز الكائن في منطقة الكرامة، وأوحيا لهما أنه مخصص لتدليك النساء فقط، وأخفيا عنهما حقيقة تقديم الخدمة للرجال، قبل أن يطلبا منهما العمل فيه، ويتعرضا للاعتداء بالضرب منهما، لأنهما رفضتا ذلك الطلب، متذرعتين لوالدتهما أنهما حضرتا إلى الدولة لاستكمال دراستهما الثانوية والجامعية وليس للعمل، فردت عليهما والدتهما أنهما سيعملان في التدليك إلى حين تلقي رد بقبولهما في الكلية.
تهديد وضرب
وبالرغم من رفضهما العمل في هذا المجال، وعدم خبرتهما فيه، إلا أن والدتهما وشريكها في هذه الجريمة لم يرحماهما، وأصرا على اصطحابهما إلى المركز في اليوم التالي للعمل فيه، وأجبراهما على ذلك بالتعنيف والتهديد والضرب بعصا خشبية، فيما تمت الاستعانة بشقيق صاحب المركز وصديقته اللذين يعملان في المكان نفسه، لتدريبهما على كيفية تدليك الزبائن من الرجال، وهو العمل الذي تطور لاحقا، فصارتا مجبرتين على القيام بأفعال منافية للأخلاق والكرامة الإنسانية للزبائن، قبل أن تكتشفا من إحدى المدلكات العاملات في المركز عينه أن والدتهما سبقتهما إلى العمل في الرذيلة وكانت تمارس الفاحشة مع الرجال مقابل المال، كما أنها حصلت على مبلغ مالي من صاحب المركز مقابل موافقتها على إحضار بنتيها إلى الدولة وتشغيلهما في التدليك والأعمال المنافية للأخلاق.
تحقيقات
وتظهر تحقيقات النيابة العامة أن الأم وأبناءها بمن فيهم التوأمان عادوا إلى موطنهم في العشر الأواخر من شهر رمضان في ذلك العام، بيد أن الأم أجبرت الشقيقتين، بعد نحو شهرين على العودة إلى دبي للعمل في المكان نفسه، وعندما رفضتا اعتدت عليهما وعلى بقية إخوانهما، وهددتهما بالاستمرار في الاعتداء عليهم جميعا في حال إصرارهما على الرفض، مما اضطرهما للموافقة والعودة، واستئناف عملهما في مركز التدليك.كما تدل التحقيقات أن الأم اضطرت في وقت لاحق على الموافقة على عودة إحدى التوأمين إلى بلدها بعدما علمت أنها حامل من شقيق صاحب المركز الذي اغتصبها، فيما لم تشفع توسلات الثانية لها بالعودة معها.
تهم
تتهم النيابة العامة في هذه القضية الأم وصاحب المركز الهاربين من وجه العدالة، وشقيق الثاني ومصفف شعر وكاتباً، بجريمة الاتجار بالبشر، بأن استغلوا ضعف المجني عليها (م.أ) التي لم يتعد عمرها الـ16 عاما، إذ رحَّلها المتهمان الهاربان من بلدها على كفالتهما من خلال إساءة الأم استعمال سلطتها الشرعية بصفتها والدتها، وخداعها لها باستكمال دراستها في الدولة واستقبالها بواسطة أحد المتهمين وإيوائها في شقتهم.