مئات المواطنين في الهند يناضلون لإقناع السلطات أنهم على قيد الحياة

مئات المواطنين في الهند يناضلون لإقناع السلطات أنهم على قيد الحياة

حوادث وكوارث طبيعية

الثلاثاء، ٢١ يوليو ٢٠١٥

تردد رامجانام على الدوائر الحكومية شمال الهند مرات تكاد لا تحصى خلال السنتين الماضيتين، بهدف اقناع السلطات انه مازال على قيد الحياة، في واحدة من مئات القضايا التي يعمد فيها اشخاص لتبليغ السلطات زورا بوفاة قريب لهم بهدف الاستيلاء على أراضيه.

ويقول رامجانام لمراسل وكالة فرانس برس «الأمر يبعث على الاحباط، انا على قيد الحياة، لكن الموظفين الحكوميين مصرون على ان يقولوا لي إني ميت».

والمعاناة التي يعيشها هذا الرجل تشبه معاناة مئات غيره من سكان ولاية اوتار براديش، الذين عمد اقارب لهم الى تسجيل وفاتهم زورا بغية وضع اليد على املاكهم من الاراضي.

وهو يتهم شقيقه بانه دفع المال لموظفين فاسدين لتسجيله في خانة الأموات ليكبر حصته من ممتلكات العائلة.

وفي حالات أخرى، يضطلع أبناء العم او حتى أولاد الضحية بهذه الحيلة للعبث بالسجلات او تلفها.

وسجلت كل هذه الحالات في ولاية اوتار براديش، وهي الولاية الأكبر من حيث عدد السكان في الهند، والولاية الأكثر غرقا في الفساد والجريمة.

وفي منطقة ازامغاره الواقعة على بعد 300 كيلومتر شرق لوكنو عاصمة الولاية، تسجل مثل هذه الحالات منذ عقود من الزمن، لكنها تضاعفت في الآونة الأخيرة في ظل السباق المحموم للحصول على قطعة ارض.

قبل اربعين عاما اكتشف لال بيهاري ان ملكية اراضيه انتقلت الى ابن عمه الذي دفع المال لموظف فاسد سجله في خانة الأموات.

وبعدما نجح بيهاري في اقناع القضاء بانه وقع ضحية لعملية احتيال، اسس منظمة «مريتاك سينغ» اي منظمة الأموات، لمساعدة غيره ممن يقعون ضحية اعمال مماثلة.

ويروي بيهاري معاناته بين الدوائر الحكومية لاثبات انه مازال حيا «فقدت صوابي وانا اجري من مكتب الى مكتب على مدى أشهر.. تصل الى مرحلة تشك فيها فعلا بانك ربما قد تكون ميتا».

ويقول «المجرم هنا لم يقتلك ملطخا يديه بالدماء، لكنه فعليا جعلك ميتا».

وأراد بيهاري لفت الأنظار الى هذه القضية ورفع الصوت عاليا في وجه الفساد، فتقدم الى الانتخابات النيابية، وقد تمكن حتى الآن من مساعدة 200 شخص كما يقول.

اما السلطات، فتقول انها وضعت حدا لهذه العمليات، وتشير الى ان بعض من يقولون انهم وقعوا ضحية لعمليات كهذه يكونون احيانا من غير الصادقين.

وبحسب احد القضاة في ازامغاره، فان السجلات باتت الكترونية ومن الصعب بعد الآن العبث بها.

ويقول لفرانس برس ان البعض ينتحلون صفة الضحية في قضية من هذا النوع «لجذب الأضواء اليهم فقط».

غير ان طبيعة هذه القضايا توحي بان اكتشافها قد يطول أمده كثيرا، كما هو الحال مع رامجانام الذي اكتشف انه متوفى، في السجلات الرسمية، فقط حين اراد نقل ملكية ارضه الى ابنه.

فقد ورث قطعة ارض مساحتها ألف و500 متر مربع من والده في العام 1993، وتركها في عناية شقيقه، وحين اراد نقل الملكية الى ابنه في العام 2013 اكتشف انه ميت في السجلات، وان ملكية الأرض انتقلت لشقيقه.

ويقول «كان الأمر صدمة لي، ولا سيما حين عرفت ان شقيقي هو من فعل ذلك».