إرتفاع معدل سميّة مياه الأرض خطر مميت ووشيك

إرتفاع معدل سميّة مياه الأرض خطر مميت ووشيك

حوادث وكوارث طبيعية

الأربعاء، ١٥ نوفمبر ٢٠١٧

تتدحرج مشاكل التغير المناخي وتتزايد ككرة الثلج، فيوماً بعد آخر تتكشف حقائق خطيرة حول نتائج هذه الأزمة الطبيعية التي يلعب فيها الإنسان دوراً سلبياً مباشراً. فبعد غزو التصحر وإنحسار المساحات الخضراء وارتفاع نسب الغازات السامة في الهواء وتغير منسوب مياه البحار والمحيطات تكشف مؤخراً خطر جديد يسببه التغيير المناخي يتعلق بتسمم المياه.

ففي دراسة أمريكية جديدة تم التوصل إلى أن التغير المناخي يؤثر بشكل خطير على المياه بأشكالها على سطح الأرض من مياه البحيرات إلى الأنهار وغيرها، وذلك من خلال تسميم هذه المياه.

إذ لوحظ زيادة ما يسمى بالجريان العضوي أو ما يعرف علمياً بـ "browning" ويعني تغير لون المياه إلى اللون البني، وهذا التغير يمنع أشعة الشمس الـ "ما فوق بنفسجية" من الوصل إلى الماء ما يسبب بتسممها، وهذا ينبئ بنتائج خطيرة جداً منها إنتشار عدد من الأمراض الخطيرة التي تسببها المياه أو تنقلها، والتقديرات الأولية تتحدث عن وفاة ما يقارب الـ 19 مليون شخص سنوياً جراء هذه الأمراض.

إذ قام عدد من الباحثين في ميامي في اوهايو الأمريكية بجمع العديد من عينات المياه من مختلف انحاء العالم وقاموا بتحليلها وقياس نسبة تلوثها باللون البني التي يسببها بشكل أساسي غسيل مواد عضوية بهذه المياه ما يمنع أشعة الشمس من تطهيرها.

وعلّق عالم البيئة بجامعة ميامي "كريغ ويليامسون" وهو المشرف الأساسي على هذه الدراسة قائلاً: "إن زيادة المواد العضوية المذابة لا تجعل من الصعب على أشعة الشمس تطهير المياه فحسب، بل يجعل أيضا من الصعب على محطات معالجة المياه العمل بفعالية."

كما أوضح "كيفين روز" من رينسيلار وهو الذي أشرف على جمع الكثير من البيانات عن المواد العضوية الذائبة في عينات المياه بهدف تقييم هذه النتائج والخلوص إلى مدى إمكانية عبور أشعة الشمس ما فوق البنفسجية من خلال هذه المياه وتطهيرها من مسببات الأمراض، فقال: "كمية المياه الصافية تنخفض في العديد من المناطق بسبب عوامل مثل تلون المياه باللون البني، وهذا البحث يدل على أن هذا التغيير من المرجح أن يقلل من التطهير الطبيعي للمسببات المحتملة الضارة".

وشملت هذه الدراسة عينات مياه بحيرات وأنهار من مناطق مختلفة حول العالم كبنسلفانيا ووسنكنسن وتشيلي ونيوزيلندا وغيرها الكثير.

بعد ذلك قام الباحثون بتحديد كمية المواد العضوية المذابة في مياه هذه العينات من خلال عدة إختبارات، ومن ثم حددوا طول موجات الضوء التي تخترق هذه المياه ومن ضمن هذه الموجات تلك المتعلقة بالأشعة ما فوق البنفسجية التي تقوم المادة العضوية بإمتصاصها ومنعها من الولوج.

وبنتيجة هذه الدراسة تم التوصل إلى معدلات إمتصاص هذه المواد العضوية الذائبة في المياه ومدى تأثير ذلك على تسمم مياهنا. وهو الأمر الخطير الذي حذّرت منه الدراسة بإعتبار أن المشكلة يمكن أن تتفاقم إلى حد كبير بإرتفاع معدلات هذه السمّية وما يرتبط بذلك من إنتشار الأمراض وإزدياد الوفيات.