مع اختلاط مشاعر الحب بمشاعر الأمومة الزواج من النساء الكبيرات.. خيار مبني على المصلحة المتبادلة أم علاقة خاضعة للعاطفة؟

مع اختلاط مشاعر الحب بمشاعر الأمومة الزواج من النساء الكبيرات.. خيار مبني على المصلحة المتبادلة أم علاقة خاضعة للعاطفة؟

آدم وحواء

الجمعة، ١٩ ديسمبر ٢٠١٤

ماذا لو توقف الرجال عن مطاردة النساء الأصغر سناً؟”…، كان هذا عنوان فرعي لإحدى المقالات التي قرأتها منذ بضع سنوات، واليوم بات علينا أن نطرح نقيض هذا السؤال: “ماذا لو توقفت النساء عن مطاردة الرجال الأصغر سناً بكثير؟..”، فما حدث خلال السنوات الأخيرة هو تغير ملحوظ في نظرة الشباب لقضية الزواج، ليصبح البحث عن النضج العاطفي والحب والحنان عند المرأة الكبيرة في السن هاجساً عند الكثيرين، كما أن المرأة باتت تقبل الارتباط بمن يصغرها سناً لشعورها بالوحدة وباقترابها من العنوسة ما يضطرها للزواج بالرجل الذي يحميها ويقف إلى جانبها ولو كان يصغرها سناً، فما هي فرص نجاح زواج المرأة الأكبر سناً من الرجل الأصغر منها، و ما هو تفسير ظاهرة وجود نساء مولعات بالشباب الأصغر منهن سناً، و كذلك ظاهرة الشباب المغرم بالنساء الأكبر منه سناً،  و ما هي نظرة المجتمع و العائلة و الأصدقاء لهذا الزواج، وما رأي الأسرة بالشاب الذي يتخذ  قرار الزواج من امرأة تكبره في السن؟.
نضج عاطفي
كشف تحليل بيانات مأخوذة من الملفــات الطبية لما يقرب من مليوني زوج وزوجــة من العالم أن عــدد النساء اللاتي تزوجن  من رجـال بينهم فــارق في العمـــر، قـد توفين قبـل نظيراتهن ممن تزوجن رجــالاً قريبين في العمر، وأوصت بأن تقارب العمـر بين الزوجين هو الخيار الصحي لعافية المرأة وطول عمرها، وأضافت الدراسة أن المرأة التي تتزوج من رجـل يصغرها سـناً تواجـــه جمـــلة من المشاكل، وعلى رأسها القصور العاطفي،  خصوصاً في المجتمعات الشرقية، السبب هنا لا يكمـــن فقط في فــارق السن، بل في حقيقـة أن المرأة تنضج عاطفياً قبل الرجل.. وعندما تتزوج رجلاً أصغر أو أكبر منها بما يتراوح بين سبعة وتسعة أعوام تزيد احتمالات وفاتها قبل تلك التي تتزوج رجلاً يماثلها في السن أو يكون الفارق بينهما أقل من خمس سنوات بنسبة عشرين في المائة.

بين الرفض والقبول
اعترف معظم الأزواج بأنهم يحبذون الرعاية والاهتمام من جانب الزوجة الكبيرة، فنضج المرأة العاطفي واستقرارها العاطفي وروعة مظاهر الأمومة الكامنة في نفسها كان من أهم ما جذب الكثيرين ممن التقيناهم للتفكير بالزواج من نساء أكبر منهم في السن، و رامي “35 ” سنة كان من بين هؤلاء الرجال سبق له أن تزوج من امرأة تكبـره بعشر سنـوات تحت تأثير الحب، والذي برأيه قـد يفعــــل أي شيء من أجله، وبالرغم من تردد زوجته في بداية العلاقة من فكرة الزواج إلا أنه وبمساعدة المحيطين بها استطاعوا إقناعها، ليتكلل هذا الحب بالزواج الذي استمر لخمس سنوات من المعاناة والسعي للوصول إلى طريقة تفاهم مشتركة دون جدوى، وتنتهي بوقوع الطلاق الذي سيدفع ثمنه طفلهما الوحيد، لذا كان رامي من الناصحين لكل من يفكر بالارتباط بفتاة تكبره حتى بسنة واحدة بالعدول عن هذه الفكرة، فالرجل في كثير من الأحيان لا يستطيع فرض احترامه على زوجته التي تكبره سناً، ويعتقد أنها لن تعامله باحترام في كثير من الأحيان وذلك بسبب فارق السن، و لذلك من الضروري أن تكون الزوجة أصغر من الزوج في السن، كذلك أيده” أمجد” أحد المتزوجين بزوجات أكبر منهم منذ حوالي العشر سنوات ولكن زواجه كلل بالنجاح ومع ذلك كان له رأي مشابه فالزوج الذي هو أكبر من الزوجة بعدة سنوات له القدرة على تحمل المسؤولية وبنفس الوقت يكسبها مهارة أكثر في الحياة الزوجية، فإدارة البيت تحتاج إلى قوة وهذا ما تجده الزوجة عند الرجل الذي  يكبرها وليس في من يصغرها.. في المقابل وجدت الكثيرات من الزوجات أن الدافع النفسي يلعب دورا في بحث الرجال عن زوجات أكبر منهم سناً، فهم يبحثون عن النضج العاطفي والحب والحنان و الهدوء والاستقرار المفقود عند غيرهن من صغيرات السن، كما أن المرأة قد تقبل الارتباط بمن يصغرها سناً لشعورها بالوحدة وباقترابها من العنوسة ما يضطرها للزواج بالرجل الذي يحميها ويقف إلى جانبها ولو كان يصغرها سناً، بينما أخريات يرفضن ذلك ولو فاتهن قطار الزواج لشعورهن بأن الرجل الأصغر لن يكون السند، ولن يقدم لهن الحماية الكافية.

رفض مجتمعي
أسباب مادية وأخرى نفسية تدفع الكثيرين من الشباب للبحث عن زوجات كبيرات في السن برأي الأخصائية الاجتماعية لما صالح، فقد برزت هذه الحالة مؤخرا نتيجة صعوبة المعيشة حالياً، فالمنصب والمال و السكن الذي يفقده شباب أيامنا هذه قد يكون سلاحاً هاماً لاصطياد الشباب للزواج منهن، إضافة إلى الأسباب النفسية والعاطفية، فتعلق الشاب بأمه قد يدفعه للبحث عن فتاة تشبه والدته وتمنحه العاطفة التي حرم منها، فيجد في المرأة التي تكبره في السن البديل لأمه، وربما و في حالات نادرة يكون عامل الحب هو الدافع الأساسي لهذه الزيجات، في حين نجد أن فكرة ارتباط المرأة برجل يصغرها سناً ناتجة عن عدة أسباب مثل الهروب من العنوسة والخوف من أن يفوتها القطار ولا تستطيع الإنجاب، بالإضافة إلى تفاديها للآثار النفسية التي يولدها السؤال من المحيطين بها “ما سبب عدم زواجك حتى الآن؟”.. وعلى الرغم من اختلاف الأسباب ونجاح الكثير من هذه الزيجات إلا أن مجتمعنا لا يزال يرفض هذا الزواج الذي يهدف برأيه إلى مصلحة معينة، وينتقد المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها سناً، لتفتقد كرامتها واحترامها في المجتمع، وينظر إلى أن الزوجة المناسبة هي التي تقل سناً عن زوجها.