7.3.. رقم قد يقلب حياتكما الجنسية رأساً على عقب

7.3.. رقم قد يقلب حياتكما الجنسية رأساً على عقب

آدم وحواء

الثلاثاء، ١٨ نوفمبر ٢٠١٤

هي فترة قصيرة جداً مقارنة بالوقت الذي نُخصّصه للقيام بأمور حياتية أخرى. قد نستغرب أننا نبذل كل هذا الجهد والعناء من أجل 7,3 دقائق. وتكون مفاجأتنا أكبر حتماً عندما نُدرك أننا قد نشعر بالملل إذا زادت هذه المدّة عن 13 دقيقة!

7,3 دقائق هو متوسط مدّة العمل الجنسي، أي الوقت بين الإيلاج والقذف. المدّة المثالية للعمل الجنسي، وفقاً لبعض الإحصاءات، تراوح بين 3 و7 دقائق، يشعر خلالها الشريكان بالمتعة والإشباع. وهما يكونان في قمة الرضى إذا راوحت مدته بين 7 و13 دقيقة، بعد ذلك قد يتملكهما عادة الملل.

وعادةً، مدة العلاقة لا تقلق الثنائي، ولا يتطرّق الشريكان إلى هذا الموضوع إلاّ في حال شكا منها أحدهما. والمسألة مُرتبطة أولاً وإجمالاً بالقذف المبكر لدى الرجل. كان تشخيص القذف المُبكر في الماضي يُعطى لرجل لا تزيد مدّة الفعل الجنسي لديه عن دقيقتين. أما اليوم، ومع تعدّد الأسباب النفسية، إنخفض تصنيف العلم لهذه المدة إلى أقل من دقيقة. بينما من جهة أخرى، يعاني بعض الرجال قذفاً متأخّراً، إذ يدوم فعلهم الجنسي لمدّة طويلة. ولا يكون ذلك من باب المتعة وإنما يعود إلى صعوبة الوصول إلى القذف لأسباب عضوية أو نفسية.

أما بالنسبة إلى الأغلبية العظمى، فتشير الأرقام إلى أن متوسط مدّة الفعل الجنسي هو 7,3 دقائق. ويقوم هذا المعدل على الفترة المُمتدة بين فعل الانتصاب والقذف، كون الرجل هو الذي يتحكّم بوتيرة العمل ويقوم ذلك بشكل أساسي على قدرته على التحكّم بمستوى إثارته وقدرته على تأخير نقطة اللاعودة (Point du non-retour) والإستسلام لشعوره بالإثارة. المدّة ليست مسألة وقت إنما هي تعني مستوى الرضى أو عدمه، بِغضّ النظر عن عدد الدقائق. وتقييم الرضى يعود أولاً وآخراً إلى المرأة.

7,3 دقائق
هي فترة قصيرة جداً مقارنة بالوقت الذي نُخصّصه للقيام بأمور حياتية أخرى. لكن الأهمية التي نوليها بحقّ للجنس وللحياة الحميمة هي التي تزيد من حدّة تفاجئنا بمدى قصر هذه المدّة. قد نستغرب أننا نبذل كل هذا الجهد والعناء من أجل 7,3 دقائق وتكون مفاجأتنا أكبر حتماً عندما نُدرك أننا قد نشعر بالملل إذا زادت هذه المدّة عن 13 دقيقة. وفي الحقيقة ليست المدّة الفعلية، أي عدد الدقائق، من ناحية قصرها أو طولها، هي المهمة وإنما الفترة المُجدية جنسياً، كون المرأة تشعر بالرضى والإشباع عند وصولها إلى الرعشة سواء دام الفعل الجنسي 3 دقائق أو 8 دقائق.

والأمر الأهم الذي يكمن خلف مفهوم الدقائق السبع هو مجدداً إكتشافنا لإختلافاتنا. جميعنا يعرف أن مفهوم الوقت لدى المرأة لا ينطبق عموماً على مفهوم الوقت لدى الرجل. وعلى الصعيد الجنسي هذا الإختلاف يكون أكثر وضوحاً (راجع مقال سابق عن مراحل العمل الجنسي، تجده مرفقاً بهذا المقال على موقع "النهار"، باب "نهارك"). ولا يُخفى على أحد أن المرأة تحتاج إلى مزيد من الوقت للإحساس بالمتعة والوصول إلى الرعشة. ولكن هذا الرقم – 7,3 دقائق - قد يُفسّر نوعاً ما عدم الرضى الذي تشعر به المرأة وكيف يمكن أن يكون غير ذلك!

للحلّ احتمالان

أولاً، إدارة أفضل لإثارة الرجل، وهو أمر يمكنه القيام به من خلال التركيز على إيروتيكيّة جسده عوضاً عن أعضائه التناسلية.

ثانياً، التركيز على منح المتعة والحصول عليها، ما يساهم في عدم إجتياح الإثارة لمشاعر الرجل وخروجها عن سيطرته. هل من الضروري التذكير بأن العمل الجنسي لا يقتصر على الإيلاج؟! المرأة تحب المداعبات ومراحلها التي تساعدها في تصاعد وتزايد رغبتها وتحضّر جسدها للاستمتاع والحماسة. عندها، تكون دقائق العمل الجنسي السبع للإيلاج، طبيعية. ومع ذلك، الإختلاف في مفهوم المدّة قائم حيث في حين يفكّر الرجل بـ5 دقائق حداً أقصى للعمل الجنسي الفعلي، بينما تصل هذه المدّة إلى 20 دقيقة في هوّامات المرأة مع المداعبات والإيلاج والألعاب الإيروتيكيّة الأخرى.

أما بالنسبة إلى الرقم المفاجئ الآخر، أي المدّة التي يبدأ فيها الشعور بالملل يتغلغل إلى العمل الجنسي بعد 13 دقيقة، يبقى السؤال: هل من الممكن أن يكون العمل الجنسي متمثّلاً حصراً بالجماع ويُصبح مملاً إذا طالت مدّته الزمنية وتكون نتيجته في نهاية المطاف إحساساً غير مثير؟
الحل يكمن في الإستمتاع، كون هدف الحياة الجنسية ليس مرتبطاً على الإطلاق بالأداء والقوة وهو ليس سبّاقاً نحو النشوة. المدّة والمعرفة الجيدة للوضعيات من الناحية "الميكانيكية" – العملية - البحتة ليست عوامل ذات أهمية، وإنما المتعة والعمل الجنسي بحدّ ذاته هما الأهم. للشريكين إمكانات اكتشاف الكثير الكثير عن حياتهما الجنسية. ولكن، عليهما أولاً وضع الساعة وعامل الوقت جانباً.


المتعة هي محور الحياة الجنسية! والغريب في الأمر أنه من السهل تناسي هذا الواقع. كلّ ما علينا أن نتذكره من خلال خوض بعض التجارب البسيطة:

¶ تبادل الهوّامات: إكتشاف ما يرغب الشريك في تجربته وإطلاعه على رغباتنا.
¶ الإهتمام بالمظهر الخارجي في اللقاء الحميم وإرتداء بعض الملابس الخارجية والداخلية المثيرة.
¶ تنويع أماكن ممارسة العلاقة وإختيار وضعيات جديدة وغير متوقّعة وغير إعتيادية.
¶ تخصيص وقت للعمل الجنسي. إذاً لم تجدوا الوقت للعمل الجنسي، عليكم إدراجه في جدول أعمالكم. حددوا موعداً أو خطّطوا لعطلة حافلة بالإثارة. الجنس لا يحتاج بالضرورة إلى أن يكون تلقائياً لكي نستمتع به كلياً.

¶ اطلاق العنان لخيالكم. خصّصوا القليل من الوقت خلال النهار للتفكير في الجنس، هذا الأمر يساهم في تحفيز إثارتكم ورغبتكم.
¶ الحديث عن الجنس. تحدثوا مع الشريك عمّا يمكنكم أو تودّون القيام به حتى لو كنتم تشعرون بالإحراج في بادئ الأمر عند التطرّق إلى هذه المواضيع. وإذا كنتم تشعرون بالخجل، إختاروا وسائل ومؤشّرات غير الكلمات للتعبير. بعض الإيماءات أو الحركات كفيلة بإطلاع الشريك على ما تشعرون به من دون التفوّه بكلمة.
¶ الحرص على المصارحة: لا تتردّدوا في إبلاغ الشريك أمراً لا تحبّونه أو لا ترغبون في القيام به أو إذا كنتم غير مرتاحين لوضعية ما.
¶ التركيز على الأمور والجوانب الإيجابية: إذا قام الشريك بأمر تحبّونه، أخبروه بذلك.

¶ السعي إلى الشفافية: لا تُخفوا مشكلاتكم الجنسية ولا تتغاضوا عنها. إذا كنتم تعانون مشكلة جنسية معينة، سواء كان ذلك نقصاً في الرغبة أو الشهوة الجنسية أو خللاً في الإنتصاب أو قذفاً مبكراً؛ تحدّثوا عنها مع الشريك، سيفهم أنه ليس هو المشكلة وليس مسؤولاً عن ما تعانون، وستُفسحون بذلك له المجال لمساعدتكم. وإن لزم الأمر، إستشيروا اختصاصياً. التواصل الجيد والصريح يرتقي بحياتكم الجنسية وبعلاقتكم العاطفية إلى أبعاد جديدة.