النكد في الحياة الزوجية.. من سيندم لاحقاً!

النكد في الحياة الزوجية.. من سيندم لاحقاً!

آدم وحواء

الخميس، ٢ أكتوبر ٢٠١٤

يعاني الكثير من الأزواج من غياب التفاهم والانسجام مع الشريك، وعلى الرغم من اختلاف الظروف التي تؤدي إلى المشاكل بين الزوجين وخصوصية كل حالة، إلا أن ثمة مفاهيم عامة تسلط الضوء على بعض أسباب غياب السعادة عن الحياة الزوجية ودعونا نتحدث عنها:
ليعلم كلا الزوجين أن إطالة مدة القطيعة تولد الشعور بالنقمة وتحفز على تحدي الشريك والتشبث بفكرة (لنرى من سيندم لاحقاً). لذلك يجب على الطرفين تجنب الوصول إلى حالة القطيعة كتجاهل الشريك وعدم التحدث إليه، فهذه السلوكيات تستفز الطرف الآخر وقد تؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من إصلاحها نتيجة لما تسببه من جرح كرامة الشريك.
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل بين الأزواج هي العناد والتشبث بالرأي وعدم احترام رأي الآخر. وأن يلقي كل طرف بكامل المسؤولية على الآخر دون أي استعداد للقليل من التنازل أو التعامل بمرونة مع المشاكل.
أحياناً يكون الرجل هو المسؤول عن إشاعة أجواء النكد في المنزل بسبب سلوكياته السلبية تجاه زوجته كتوجيه كلمات بذيئة ونابية لها وكثرة انتقادها والتعامل معها بأسلوب خال من الذوق. فالزوج ذو اللسان السليط يتسبب بجرح كبرياء زوجته وخدش أنوثتها، وكثرة إهاناته لها قد تمحو من قلبها محبته لتحل مكانها النقمة عليه.
كثيراً ما تعاني الزوجات من معاملة أزواجهن الجافة، ومع مرور الوقت تبدأ الزوجة بفقد الحماس للتقرب من زوجها، فيغزو قلبها البرود الذي اكتسبته بسبب طباع زوجها الجافة معها، ويتشكل حاجز نفسي بين الاثنين، والنتيجة بالتأكيد حياة زوجية غير سعيدة.
كما قد تعاني الزوجة من أنانية الرجل وكثرة خروجه من المنزل وتركها وحيدة مع الأولاد، أو كثرة اعتماده عليها في تدبير شؤون المنزل وعدم مراعاة ظروفها مما يتسبب بإحساسها بالإحباط وعدم الرضا عن حياتها الزوجية.
تحتاج المرأة للزوج المتفهم، الذي يحترمها ويحترم صلاحياتها في المنزل ولا يقلل من شأنها وخصوصاً أمام أولادها. تحتاجه بقربها يتواجد معها ومع أطفالها ويتحمل جزء من مسؤولية تربية الأولاد معها فلا يلقى بكامل المسؤولية على عاتقها ويكتفي بتوجيه الأوامر والارشادات والتعليقات.
من ناحية أخرى، قد يكون الزوج بريء تماماً من تهمة إشاعة النكد في المنزل، وتكون الزوجة هي المسؤولة عن هذه الأجواء المحبطة بسبب طباعها الغير محببة لزوجها ونذكر منها التالي:
كثرة التذمر والتشكي واجراء المقارنات مع الآخرين ومعايرته بأشخاص آخرين كقول (أخي أفضل منك أو زوج فلانة أكرم منك.. الخ).
لتعلم كل زوجة أن الرجل مهما كبر يبقى ذاك الطفل الصغير الذي يحتاج لحنان ورعاية الأنثى. فلا شيء يغنيه عن ابتسامة رقيقة ومشاعر طيبة واهتمام به وبشؤونه من دون الحاح. يحتاج الرجل للمرأة التي تشعره باعتزازها به، أنها تقدر رجولته وتدعمه دائماً. أنها تعتني به وتحرص على ما يرضيه ويسعده.
نقول لكل زوجة حاولي أن تكسري الحواجز بينك وبين زوجك وتعاملي معه بمرح، بعذوبة. اعلمي أنك أنتِ جنة البيت أو ناره. فكوني جنته بحسن تصرفك في المواقف، وتعاملي مع زوجك بذكاء ورقة، ولا تسمحي للآخرين بتحريضك على زوجك. حببيه بالمنزل وبالجلوس معك ومع الأولاد. لا تبدأي بالشكوى والتذمر حالما تطأ قدمه المنزل. عندما تحاولين ارضاء زوجك بقدر المستطاع فأنتِ تساهمين بتعميم أجواء السكينة والراحة في المنزل مما ينعكس بالتأكيد على نفسيتك ونفسية أطفالك بالشعور بالرضا والسعادة.
وفي النهاية نقول أن التغلب على الصعوبات التي تواجه الحياة الزوجية يعتمد بشكل رئيسي على وجود نية صادقة لإصلاح العلاقة مع الشريك واستعداد تام بالتخلي عن السلوكيات التي تستفزه وتتسبب بحدوث الجفاء بين الزوجين.