هل أنت فاشل في الحب؟

هل أنت فاشل في الحب؟

آدم وحواء

الأحد، ١٤ سبتمبر ٢٠١٤

يبحث كثيرون طيلة حياتهم عن الحب، ويرغبون في أن يكون هذا الحب حقيقياً، ولكن يواجه هذا الجيل متاعب كثيرة تقف عائقاً أمام عثوره على الحب الحقيقي. يجد الناس عموماً سهولة في الوقوع في الحب، بينما يرى الآخرون العكس. إذ نحن نميل إلى أن نقع في حب الناس الذين يستوفون المعايير الموضوعة في أذهاننا، والتي غالباً ما تستند إلى معيار لاوعٍ مبني على تجاربنا الماضية، أو على العلاقة مع والدينا أو الأحداث التي مرَّت في حياتنا. ولكن في أيامنا الحالية أصبح من الصعب جداً الوقوع في الحب، والسبب:
الخوف من الالتزام
الخوف من الالتزام ينشأ نتيجة عدم معرفة الناس ويقينهم لنوع وحدود العلاقة، خصوصاً في ظل وجود مواعدة عصرية بعيداً من الالتزام وجعل الارتباط رسمياً. فيما لا يدرك آخرون إذا كان الشخص الذي يواعدونه هو المناسب لهم أم لا، ما يجعلهم يهابون الالتزام، لأنه يتطلب نوعاً من الاهتمام والتفاني. فقد يكون الخوف من الالتزام، المرور بعلاقات سابقة فاشلة، لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، لا يخبر عن مكان تواجده. لذا، توقف عن طلب أرقام هواتف أشخاص يعجبونك إذا كنت لن تتصل بهم، كذلك توقف عن الكذب على نفسك عبر القول "أحب أن أبقى عازباً".
الخوف من العلاقات الفاشلة
كثيراً ما تسمع من حولك عن فسخ علاقات ارتباط أو زواج، فقصص الأصدقاء والأقارب والزملاء ومعاناتهم من خيانة الشريك تجعلك تفقد ثقتك بالناس وبشريكك المستقبلي. فقد وجد علماء من جامعة أمستردام أن الرفض الاجتماعي المرتبط بالخوف من العلاقات الفاشلة يرتبط باستجابة كبيرة من الجهاز العصبي السمبتاوي. إذ يؤدي الشعور بالرفض إلى انخفاض في ضربات القلب، ويُنتج رد فعل سلبي نفسي وجسدي خصوصاً عندما يسمع رأي الشخص/ الشريك الآخر بأسلوب غير مؤاتٍ أو سلبي.
السطحية
قد تلتقي بشريك سطحي، ولكن لا يمكنك معرفة ذلك في البدء، إذ غالباً ما يكون حكمك على الناس من خلال مظهرهم. وهذ ما يجعلك تمضي قدماً في العلاقة بحذر. ولكن أن يكون حكمك على الشريك الآخر مرتبطاً بشكله ومظهره، فهذا سيؤدي بك إلى فقدان شخص كان من الممكن أن يتوافق بشكل مثالي معك، كما أنك ستجد نفسك وحيداً وغير قادر على الخروج من هذه الدوامة. ولكن عليك أن تدرك أن الأشياء السطحية أو الارتباط بأشخاص سطحيين يمكن أن يتلاشى مع الوقت. من هنا، فإنَّ العلاقة السطحية لن تدوم طويلاً، بل ستزول متى انتهى الانجذاب.
سهولة إنهاء العلاقة
تتطلب علاقات الحب والارتباط كثيراً من الجهد والوقت لإنجاحها. لكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يفضلون بذل كل هذا الجهد. وقد أشارت دراسة إلى أن فايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تسبب فوضى في العلاقات العاطفية. ووجد الباحثون أن الغيرة التي يسببها فايسبوك والصراع تأتي نتيجة ميل البعض لمراقبة شركائهم. كما أنَّ نظرة المجتمع للارتباط والانفصال اختلفت، وصار الناس يتقبلون الانفصال بشكل طبيعي، ويعتبرونه في كثير من الأحيان الحل الأنسب. إلاَّ أن الأسلوب المفاجئ لإنهاء العلاقة غالباً ما يفقد الطرف الآخر القدرة على الثقة بالناس وبالعلاقات المستقبلية.
وضع معايير عالية
كلما كبرنا نضيف معايير جديدة إلى لائحتنا حول ما نتطلع إليه. ونصبح أكثر فهماً للمواضيع المرتبطة بالصفات الشخصية، والمسائل المالية، والمصالح، ما يجعل من الصعب علينا العثور على شريك. بالتأكيد عليك الحفاظ على معاييرك العالية لأنك تريد أن تكون مع شخص يناسبك من النواحي كلها، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح معاييرك بعيدة المنال. لذا، إن كنت تريد أن تكون سعيداً، عليك السعي نحو علاقة حب صحيحة معتمداً أكثر على الصفات الداخلية للشريك بغض النظر عن العوامل الخارجية كالمال واقتناء سيارة جديدة، وامتلاك منزل فخم. فالأساس هو العيش في سعادة ورومانسية دائمين.
أولويات مختلفة
إنَّ اختيار البدء بعلاقة حب ناجحة هو قرار مهم. بالتالي، عليك البحث عن شريك يضحكك ويريحك، ويشاركك أفكارك في الأوقات الجيدة والسيئة. ولكن قد تطرأ بعض الظروف التي تجعل من الحب غير مصنَّف ضمن أولويات الحياة. وقد تكون العوامل إما مرتبطة بإكمال التحصيل العلمي، حيث تجد أن وجود شخص في حياتك يمكن أن يمنعك من التركيز على علمك. أو قد يكون البحث عن عمل بغية الاستقرار المالي وتحقيق الاستقلال الذاتي يتطلب وقتاً وجهداً ومالاً قبل الالتزام بعلاقة طويلة الأمد. لكن، عليك أن تعرف أن الوقوع في الحب لا يمثِّل عائقاً أمام الدراسة أو العمل، بل على العكس يخلق حافزاً أكثر وأكبر للتقدم والاندفاع وتكوين الذات، فهو يعطي للحياة نكهة مختلفة.