هل صحيح أن المرأة تحب الرجل القادر على البكاء؟

هل صحيح أن المرأة تحب الرجل القادر على البكاء؟

آدم وحواء

الاثنين، ٢٥ أغسطس ٢٠١٤

ما هو متعارف عليه هو أن المرأة تبكي ربما لأتفه الأسباب، دموعها سهلة الانهيار وعواطفها جياشة، ولكن ما هو ليس مألوفاً كثيراً أن يبكي الرجل وخاصة أمام المرأة. فهي تستطيع أن تزيل الكثير من أحزانها عبر البكاء، ولكن ما الذي يزيله الرجل عندما يبكي؟ حيثُ تبين أن هذه الرغبة موجودة داخله، ولكنه من الخارج يريد أن يظهر بأنه صخرة لا يستطيع أحد التأثير عليها. فما حقيقة وقع بكائه؟

قالت دراسة برازيلية مختصة بالشؤون الاجتماعية: إن المرأة عُرفت ببكائها منذ القدم، والرجل عُرف بتمنعه عن البكاء لأسباب كثيرة، يأتي على رأسها الاعتقاد بأن ميله للبكاء يؤثر على الروح المعنوية للأسرة بأكملها. كما أن بكاءه لا يعتبر محبباً بالنسبة للمرأة، بالرغم من أن الدراسات تشير إلى أن ذلك غير صحيح.
وتتساءل المرأة دوماً لماذا هي المخلوق الوحيد الذي يبكي؟ ولماذا لا يشاركها الرجل في ذلك طالما أن الطرفين يكملان بعضهما؟ فالشجارات التي تحدث بين الرجل والمرأة تنتهي في 90% من الحالات إلى بكاء المرأة، واستمرار تظاهر الرجل بأنه الأقوى فقط؛ لأنه لا يبكي.

ليس دليل ضعف أو قوة
من خلال استطلاع للرأي بين صفوف نحو أربعة آلاف امرأة من جنسيات مختلفة عبر الإنترنت، تبين أن البكاء ليس دليل ضعف أو قوة، بل هو تعبير عن أحاسيس في مواقف معينة. وبكاء المرأة لا يعني أنها ضعيفة؛ لأن هناك نساء قادرات وجبارات، ولكنهن يلجأن للبكاء في مواقف كثيرة، ربما يعتبرها الرجل تافهة. البكاء بالنسبة للمرأة لا يعني التعبير عن ضعفها في أمر ما، بل هو طريقة لإزالة مشاعر حزينة؛ ولذلك يقال إن المرأة تزيل قسطاً كبيراً من أحزانها عبر البكاء.

تعيش أطول من الرجل
يعطي العلماء أسباباً كثيرة لحقيقة أن المرأة تعيش سنوات أطول من الرجل، ولكن هناك القليل ممن تطرقوا لموضوع أن بكاء المرأة يساهم أيضاً في ذلك. فهو يخلصها من الطاقة السلبية التي تغزو نفسها، وهذا يجعلها تتمتع بصحة أفضل تُبعد الكثير من الأمراض.
فقد ثبت من خلال تحقيقات عالمية كثيرة أن الرجل يكبت في داخله الكثير من الشحنات والطاقة السلبية؛ بسبب مقاومته للبكاء وتفضيل المظهر الخارجي على الحقائق.
كما أن الرجولة والفحولة وما شابه ذلك في ذهنه ليس لها علاقة بالبكاء، وأكدت نسبة 98% من النساء المشاركات في استطلاع الرأي الذي أجرته المجلة أن بكاء الرجل أمام المرأة لا يقلل بأي شكل من الأشكال من رجولته بالنسبة لها؛ لأنها تعرف فوائد البكاء، وكيف تشعر بعد أن تبكي.
وكشفت الدراسة أن الرجال يبكون، ولكنهم يفعلون ذلك عندما يكونون وحدهم، أي أنهم يبكون عندما لا تكون هناك امرأة أمامهم. وقالت نسبة 55% من هؤلاء النساء اللواتي شاركن في استطلاع الرأي إنهن شاهدن أزواجهن يبكون بشكل سري.

هي تعشق الرجل القادر على البكاء
تبين أن المرأة العصرية تحب وتفضل الزواج من الرجل القادر على البكاء في المواقف التي تستدعي ذلك. فبكاء الرجل أمام المرأة بدأ يأخذ أبعاداً إيجابية بالنسبة للمرأة العصرية. فهي تشعر أن نصفها الآخر يستطيع أن يشاركها في البكاء؛ بالبكاء أمام المرأة التي بدأت تعطي أسباباً تجعلها تشعر بالسعادة عندما تجد أن الرجل يبكي أمامها.


ما يعنيه بكاء الرجل

أولاً، زوال عهد «ماشستية» الرجل، وكذلك زوال مفهوم أن البكاء دليل ضعف بالنسبة له.

ثانياً، الجاذبية أمام المرأة التي لم تكن متعودة أن ترى مشهد رجل يبكي مثلها لإظهار عواطفه.
ثالثاً، يمحي أسطورة أن قلب الرجل قاس ومصنوع من الحجر.
رابعاً، يعني قدرته على إظهار الحنان أيضاً، وهو الشيء الذي تحبه المرأة في الرجل.
خامساً، اعتراف منه بعاطفة المرأة وتقديرها
سادساً، أنه يرى فيها الزوجة وحنان الأم.
سابعاً، اعترافه بالمساواة بين الجنسين.
ثامناً، قدرة الرجل على البكاء يعتبر بالنسبة للمرأة دليل رجولة.
تاسعاً، بكاؤه أمامها ينمي في داخله غريزة الأمومة التي تحبها كثيراً.
عاشراً، يعني تفادي تطور المشاجرات إلى حدود خطيرة.
حادي عشر، يساهم أيضا في تقوية رابطة الزواج.

واختتمت الدراسة بالقول إنه لهذه الأسباب فإن المرأة تحب الرجل القادر على البكاء؛ لأنها لا تريد أن تشعر بأنه مخلوق من كوكب آخر، بل هو مثلها يملك الأحاسيس ويظهر الحنان. كما أن القادر على البكاء أمام زوجته يظهر ألفة كبيرة تحتاجها هي في الحياة الزوجية. كما أن النساء يعتقدن بأنهن يتمتعن بالممارسة الحميمة مع الرجل، الذي يشاركهن عاطفة البكاء، والسبب هو شعورهن بألفة كبيرة. وأضافت الدراسة: «بكاء الرجل أمام المرأة في مواقف تستدعي البكاء يجعله جذاباً بالنسبة لها».