أن تحب شخصين في آن واحد

أن تحب شخصين في آن واحد

آدم وحواء

الثلاثاء، ١٩ أغسطس ٢٠١٤

عندما نحبّ شخصين في آن واحد، نعيش غالباً حالتين من الشعور: الأولى تتمثّل في قوة التعلّق الدائم والثانية في حماسة البداية. يمكننا أن نُكّنّ الحبّ لشخصين لكن أحدهما فقط يكون محور الرغبة العاطفية المحضة. في هذه الحالة تتعقّد الأمور ويصعب العيش وتظهر المعاناة على الصعيد النفسي الشخصي أولاً ومن ثم على الثنائي القائم، وتستمر هذه الإشكالية ما دمنا نعيش هذه الإزدواجية العاطفية
نخوض هذه الحياة العاطفية المزدوجة خوفاً من الإرتباط أو بسبب الضجر والملل وعدم الإنشغال. وفقاً لفرويد (Freud)، يعود هذا الأمر إلى عدم قدرتنا على الربط بين الحنان والشهوة الجنسيّة: بسبب الحاجة إلى الربط بين الجنس والمحظور لدى النساء؛ وبسبب ضرورة الفصل بين الأم "الطاهرة" والعشيقة "العاهرة" لدى الرجال.
وفي كثير من الأحيان، نصل إلى هذا الوضع، أي أن نحبّ شخصين في الوقت نفسه عند حصول ثغرة في حياة الثنائي القائم مهما كانت بسيطة وبغضّ النظر إذا شعرنا بها أم لا.
الحبّ يُستهلك ويحتاج إلى صيانة وعناية وتجدّد؛ لم نهتم به بما فيه الكفاية، رغماً عنّا أحياناً. مع الوقت، إتّسعت المسافة التي تفصل بيننا وابتعد أحدنا عن الآخر. هذا الفراغ يُفسح في المجال أمام مشاعر عاطفية تجاه شخصٍ ثانٍ: هي مجرّد نزوة عابرة أو قد تكون قصة حبّ جميلة. كما أننا قد نُحبّ شخصين لأن الشابة أو الشاب الذي كنّا عليّه والذي كانت تنقصه الثقة بالنفس ومعرفة الذات، قد تغيّر. كبر وتخلّص رويداً رويداً من المحظورات، والمعوّقات، والعقبات، والممنوعات التي فرضها ماضيه وتاريخه الشخصي الفردي وتأثير الضغط العائلي عليه.