"ثِقي بي" مطلبُ ابنك المراهق.. هل تستجيبين له؟

"ثِقي بي" مطلبُ ابنك المراهق.. هل تستجيبين له؟

آدم وحواء

الثلاثاء، ٢ أبريل ٢٠١٩

كلُّ مرحلةٍ من حياة الأبناء تتصف بسلوكيات معينة، وتختلفُ أساليب تعامل الوالدين مع ابنهما المراهق، فهناك أهالٍ يعون ويتفهمون تغيرات هذه المرحلة، وآخرون يصابون بالقلق والتوتر، وعليه تكثر الخلافات وتباين وجهات النظر مع الأبناء.
وتبالغ بعض الأمهات في التضييق على الأبناء بالتساؤلات المتكرّرة، والمراقبة العلنية، وغيرها من الأساليب التي تدفع المراهق للقول "ثقي بي".
حول ذلك تتحدّث الاختصاصية النفسية الدكتورة أسماء طوقان بقولها، "مرحلة المراهقة هي من أصعب المراحل التي يواجهها الوالدان مع أبنائهم، فهي تتوسّط الطفولة واكتمال الرجولة أو الأنوثة عند الفتيات (النمو الجسمي والعقلي لهما)، وتعتبر من أهم مراحل النمو في حياة الإنسان".
وتضيفُ الاختصاصية طوقان، بأن هذه المرحلة تتطلّب الكثير من الاهتمام، لأنها تخضع للتغيرات المفاجئة في نمو الجسم والحساسية الشديدة لكلام الآخرين والنقد وكثرة الخلافات.
ويرغب المراهق بهذه الفترة بالشعور بالاستقلال، وفرض شخصيته بالتحرر من بعض القيود والقوانين التي تُفرض عليه وعلى رغباته، وهذا الأمر طبيعي في هذه المرحلة ومظهر من مظاهر النمو، ويكون المراهق في صراع دائم ما بين إشباع رغباته وتدخل والديه، وهذه من المشاكل التي يمرُّ بها بهذه المرحلة.
وتذكر طوقان بأن المراهقين من أكثر الفئات العمرية عرضة للأمراض النفسية، بسبب التغيرات الفسيولوجية والفكرية.
وأثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال الذين نشأوا في بيئة أسرية تسودها الثقة والحب هم أفضل توافقًا لدور أسرهم، على عكس من نشأوا في بيئة أسرية يسودها الخلاف والنزاعات وأساليب التربية الخاطئة.
ومن أهمّ حاجات الطفل المراهق الأساسية؛ توفير الأمان والاهتمام بالجانب العاطفي والمعنوي والنفسي والاحتواء لهم من قبل الأسرة.
وعلى الأم في هذه المرحلة التقرُّب من طفلها المراهق بحيث تكون صديقته، وذلك لكسب ثقته بها، ويكمُن ذلك بإعطائه إشباع حاجاته المعنوية من حب واهتمام ورعاية وتقدير لذاته، والجلوس والحديث معه، وتشجيعه على تطوير ذاته ووضع هدف له ومشاركته في التعليق على الأحداث، وأخذ رأيه في حلّ بعض المشاكل، وذلك يُساهم في تقبُّله لذاته واحترامه للآخرين.
كذلك الشرح له عن مرحلة المراهقة والتغيرات التي قد تحدث له، حتى لا يكون الأمر مفاجئًا له، ويتطرّق للبحث عما يحدث معه من مواقع الإنترنت بطرق سيئة غير موثوقة.
وإن امتلك الابن موهبة ما، يجب على الأم دعمها وتشجيعه عليها، والعمل على تطويرها، وحتى إن لم يكن لديه موهبة، عليها مساعدته في البحث عن الجانب الذي يميل له، وذلك من أجل وصوله إلى تحقيق ذاته، وعدم إتاحة وقت فراغ له لكي لا يلجأ إلى سلوكيات سلبية، فوقت الفراغ هو أكبر مدمر للإنسان.
ومن خلال اتباع هذه الخطوات ستقتربُ الأم من ابنها وتفتح له مجال التعبير عما في داخله، والفضفضة، وعلى الأب أيضًا اتباع هذه الخطوات مع أبنائه والتقرُّب لهم كصديق والتحدُّث معهم، وعدم إهمالهم في هذه المرحلة، فهم بحاجة له أكثر من أي مرحلة أخرى.