كيف نعمم الحب في حياتنا؟

كيف نعمم الحب في حياتنا؟

آدم وحواء

الأحد، ١٠ مارس ٢٠١٩

الحب الحقيقي يحمل رسالة إيجابية تحتاج لرعاية حتى تستمر وتنمو، وله عدة جوانب، وترى الأخصائية النفسية والكاتبة أمل الحامد، أن هناك علاقة مدهشة بين الحب والصحة العامة للإنسان؛ حيث تعد الرومانسية مفيدة للصحة، وهنالك فوائد للحب على الصحة.
وتتفق في ذلك مع بعض الدراسات المتعلقة بالزواج والصحة، أن المحبيّن والمتزوجين هم الأقل زيارةً للطبيب؛ حيث تدفعهم هذه العلاقات إلى رعاية أنفسهم بشكل أفضل.
وتضيف: «عندما نشعر بالحب، كحب الله سبحانه وتعالى وحب المخلوقات، فإن الدماغ يفرز مجموعة من الهرمونات، منها هرمون الأكستوسين أو هرمون (الحب)، الذي يحثّ الإنسان على الترابط والتواصل والتلاحم مع الآخرين، ولهذا الهرمون وظيفة أخرى هي حمايته من الآثار السلبية الناتجة من الضغوط النفسية والعصبية والفسيولوجية».
 
 
«وهناك الكثير من النظريات في علم النفس تؤكد مدى أهمية الحب في حياة الإنسان، وهو حاجة إنسانية لا غنى عنها؛ فهو سبب أساسي للتوازن النفسي؛ حيث تتمثل أهمية الحب في إخراج الإنسان من دائرة القلق والضياع والاكتئاب، وأكد ذلك عالم النفس الشهير «ماسلو»، بإثبات نظرية ما يُسمى بـ«هرم بناء الشخصية»، وتبرز أهمية تلبية احتياجات الإنسان الأوليّة من شراب وطعام، في حين نجد في أعلى درجة للهرم «تلبية حاجياته العاطفية».
وتواصل الحامد، وتقول: «لنوضح هذا الأمر أكثر، لا بد أن نعي أننا نمر بمرحلتين في الحب، هما:
* معاناة الحب
* التفكير في الحب
وقد تطغى إحداهما على الأخرى، ولكننا جميعًا نمر بهما، بالتالي ما شاهدناه من أفلام رومانسية وسمعناه من شعر الحب والغزل ليس وليدًا للحظة، ولم يصبح موضع تفكير إلا بعد أن تمثل في وقائع وحالات، والسؤال المطروح هنا: كيف نُعمّم الحب في حياتنا؟
يؤكد العلماء تأثر الدماغ بمشاعر الحب التي يعيشها الشخص جرَّاء تلقيه رسالة ممَّن يحب، أو قضائه وقتًا أطول معه، مما حفزهم لمعاينة عاطفة الحب وارتباطها بأنظمة الدماغ؛ إيمانًا منهم بأن دراسات الحب تعد أمرًا جديدًا، ولكن الدراسات التي أجريت حتى الآن تعد صغيرة نوعًا ما، وتعطي لمحة أولية فقط عن أسس الحب العصبية، ولكنها لا تُعرّفه بالكامل، مما يؤكد أن ظاهرة الحب مازال يكتنفها الغموض».
الباحثة هيلين فيشر استخدمت الرنين المغناطيسي وتقنيات تصوير الدماغ الأخرى، لمعاينة عاطفة الحب والارتباط على المدى الطويل، مشيرة إلى «أنها فكرة جديدة، أن نتقبل وجود أنظمة في الدماغ مرتبطة بعاطفة الحب».
والحديث عن العالمة الأمريكية (هيلين فيشر) وأبحاثها في قوة الحب يحتاج لشرح أطول، ولكنني ببساطة أقول لكم: «لنُعمم الحب، لا بد أن نفهم أن الحب يتمثل في المشاعر الإنسانية الطيبة التي تبدو في جميع مظاهر حياتنا، فالرحمة والعطاء والعطف والحنان مصدرها الحب».
«والوفاء والأمانة والشجاعة والإيثار والصدق والحياء، والاحترام والدفء والحيوية والطهارة والنجاح والصبر والتضحية، هذه الصفات لا يمتلكها إلا من أحب، بالتالي عندما تسمع الكلمة الطيبة، وترى الابتسامة الرقيقة، وتشعر باللمسة الحانية، تجد أنه لا يُعبر عنها إلا كل محب».
كما تؤكد الحامد: «إذا تحلينا بالصفات الحميدة وعشنا السلام الداخلي، نكون قد عممنا الحب، فالله رب الكون خلقنا لأنه يحبنا».
وبيَّنت الحامد كيف نصل للسلام الداخلي، وقالت: «أن نتصل بالمصدر «الله»، الطاقة تأتي من مكان واحد ألا وهو مصدر الطاقة الوحيد، إنه الله، مصدر كل الطاقات الإيجابية الصافية، وهو مصدر الطاقة المتدفقة بشكل مستمر وثابت، وهو التيار الصافي من الطاقة الإيجابية نحو جميع المخلوقات والكائنات، الحب الحقيقي أنت، وأنت طاقة وتولّد اهتزازًا من ذاتك، وعندما تتوافق اهتزازات طاقتك مع اهتزاز طاقة المصدر الصافية «الله»، فسوف تحسُّ بالفرح وتغمرك السعادة، فأنت الآن تحسُّ بالحب الحقيقي».
«الشعور بالحب الحقيقي هو الحال الطبيعي للإنسان، وأي شعور آخر تحسُّه يكون نتيجة عدم توافق تردد اهتزاز طاقتك مع تردد اهتزاز طاقة المصدر الصافية، وبالتالي فأنت غير متوافق مع ترددات اهتزاز طاقة الخالق، بالتالي توافق ترددات اهتزاز الطاقة الشخصية مع ترددات اهتزاز المصدر «الله»، «ولكل امرئ ما نوى»، وما تراه تحصل عليه فعلاً».
 
 
«سمعنا لفظ «الحب» وتعاملنا معه ومن خلاله، اكتشفنا أن الحب هو أرقى المشاعر الإنسانية، فهو أمل وإيجابية، بل ودليل على الصحة النفسية، الحب هو حضن دافئ، هو الحنان».
واختتمت حديثها وقالت: «إخلاص الحب هو الشعور بالانتماء والارتياح، والطمأنينة والسكينة، فلا غنى لأي فرد عن هذا الإحساس، ومن منا لم يبحث عن الحب، ومن منا لم يكن يومًا مُحبًا أو محبوبًا».