عندما يكون الزوج زميلاً في العمل قد يكون الأمر جيداً للبعض ومحرجاً للبعض الآخر … عمل الزوجين في المؤسسة نفسها مشاكل أم تفاهم وتقارب؟

عندما يكون الزوج زميلاً في العمل قد يكون الأمر جيداً للبعض ومحرجاً للبعض الآخر … عمل الزوجين في المؤسسة نفسها مشاكل أم تفاهم وتقارب؟

آدم وحواء

الأحد، ١٠ مارس ٢٠١٩

عمل الرجل وزوجته في المؤسسة نفسها، قد يثير الجدل عند الكثيرين، فهل ذلك يفيد الحياة الزوجية أم يذهب بها إلى الخلافات التي ربما تصل إلى حد الانفصال…!
لئن أصبحت مضطرة للنزول إلى العمل والمساهمة في مصروف المنزل الذي أصبح يعاني من ارتفاعه معظم البيوت السورية، أصبح من الصعب أن يبقى الرجل هو فقط من يتحمل الأعباء الاقتصادية بل من المستحيل… وقد تحصل بعض الخلافات بين الزوجين بشأن عملها وخاصة إن كانت معه في المؤسسة نفسها وربما تصل تلك الخلافات إلى الانفصال وعدم تركها لعملها، فهناك من يتقبل عمل زوجته معه بصدر رحب ويمنح الشعور بالاطمئنان على الشريك وكذلك يسهل وسائل الانتقال، وآخر يرفض وبشدة لأن العمل في المؤسسة نفسها قد يزيد من حساسية الزوجين تجاه الزملاء ويقلل من الفرص المتاحة لإبراز القدرات وربما يفتح باب الغيرة والخلافات التي سرعان ما تنتقل من مكان العمل إلى المنزل.
 
عمل الزوجين في المؤسسة نفسها..
بين التأييد والرفض
عمل الزوجين في المكان نفسه نقطة حساسة بالنسبة للكثيرين، البعض يعتبره عادياً بل ممتعاً وآخرون يعتبرونه روتيناً قاتلاً وربما نقل خصوصية الحياة المنزلية إلى مكان العمل.
تقول «سها» وهي ممرضة: عملي مع زوجي ممتع، فأنا أشعر بالأمان وهو بجانبي.
من جهته يقول «محمد»: الأمر صعب جداً.. كنت أعمل مع زوجتي في المؤسسة نفسها، لكن اشترطت ألا أتدخل في عملها فلم أفعل ذلك، ربما بطابع الغيرة وحب السيطرة، أنا بطبعي غيور جداً وبصراحة لا أستطيع أن أراها تتحدث مع الزملاء والمدير أمامي ولو في مجال العمل.. لذلك تقدمت بطلب نقل إلى مكان آخر‏.
«حسن ومها» يعملان في قطاع التعليم ما يزيد على 9 سنوات، إذ يعتبران أن وجودهما في المؤسسة نفسها أمر إيجابي، يقول حسن: «أنا وزوجتي دائماً نتقاسم الأعباء، كل منا يقدر عمل وتعب الآخر وعند عودتنا إلى المنزل نتقاسم الأعمال المنزلية معاً، فتفهم كل واحد لموقعه وواجباته وإنجازها على أكمل وجه يشعره بالرضا والاطمئنان والتفرغ للعمل بهدوء، ونجاح أي واحد منا هو مدعاة فخر للآخر.
تقول «شذا»: أنا أعمل مع زوجي في المؤسسة نفسها، وهذا يحمل أشياء سلبية وأخرى إيجابية، فمن جهة، زوجي يتفهم طبيعة عملي ويعذرني على التعب والتوتر أحياناً والتأخير، ومن جهة أخرى تجدين نفسك مقيدة وتضطرين لمراقبة تصرفاتك مع الزملاء واختيار ألفاظك خشية من ردة فعل زوجك..» .
المحامي «محمد» قد يؤدي عمل الزوجين في المكان نفسه إلى برودة في العلاقة كما حصل معي وتوتر ومشاكل زوجية، وغياب متعة الكلام والاشتياق لذلك ربما يؤدي ذلك إلى الانفصال وأقول ربما، فقد مرت عليّ حالات كثيرة سببها ذلك.
ويقول الصيدلاني «آصف» زوجتي صيدلانية وزميلتي في العمل، هذا لا يؤثر في علاقتنا الزوجية أبداً… اتفقنا على أن نفرق بين حياتنا وما قد نتعرض له من مصاعب وخلاف في وجهات النظر داخل العمل، لأن الحياة تقوم على التعاون والمشاركة والمحبة حتى تنجح.
 
روتيـــن قاتـــل
غادة وبسام تعارفا في العمل وتزوجا، يعملان في مجال واحد وهما معاً في كل الأوقات.
تقول غادة: «في البداية كانت الأمور عادية وممتعة جداً، لكن هذه المتعة لم تدم طويلاً وأصبح زوجي لا يفرق بين المنزل ومكان العمل، وهذا أمر مزعج بالنسبة لي وكان يشعرني بالإحراج دائما، ما دفعني للاستقالة مراراً ثم التراجع بسبب الظروف المادية السيئة التي نمرّ بها».
أما «بسام» فقد أجابنا على سبب تغيره بعد الزواج: «في البداية، وجودنا معاً، ساعدنا على التقرب من بعضنا البعض، لكن بعد ذلك أصبحت حياتي مملة جداً، هي معي في المنزل والعمل وهذا في حد ذاته روتين».
تقول «أم راما»: في فترة الخطوبة، كنت أحس بالراحة لوجوده معي بالمكتب نفسه، لكن بعد الزواج شعرنا ببعض الروتين فقرر أن يغير مكان عمله وأيدته في ذلك لكسر الروتين اليومي الذي نعيشه معاً من الصباح وحتى المساء، فتركت له طريقه بحثاً عن الاستقرار المهني والعائلي.
 
خلافــات أسرية وغيــرة
عندما يكون الزوج زميلاً في العمل قد يكون الأمر جيداً بالنسبة للبعض ومحرجاً للبعض الآخر، والمقارنة بين الزوج والزوجة في الأداء الوظيفي أو علاقتهما مع الزملاء تؤدي إلى الخلافات وربما الغيرة التي تدمر الحياة الزوجية.
عن ذلك، قال «أحمد» موظف: إن عمله مع زوجته في المكان نفسه يدفعه للمزيد من الاحترام والالتزام وضبط النفس في الكثير من المواقف، ويتعامل معها بطريقة تعامله نفسها في المنزل باحترام بعكس البعض، فمثلاً «ماجد» الذي يحاول جاهداً نقل عمله إلى مكان آخر لأن زوجته التي ارتبط بها بعد محبة وتفاهم وهي زميلته في العمل، لا تطيق أن تراه يتعامل مع غيرها في محيط عمله، فتتحول حياته يومياً إلى مشاكل في المنزل بسبب الغيرة غير المبررة منها.
ولم تخفِ «عايدة» أنها تراقب زوجها وتصرفاته بشكل مستمر، وأي حركة منه تجاه زميلة لها قد يؤدي إلى نشوب خلافات بينما، وتضيف: قد يتعمد استفزازي أحياناً لأنه يعرف مدى غيرتي عليه، وتؤكد سوسن أن زوجها يتعمد استفزازها، إذ يتعامل بلطف مع زميلاتها في العمل على حين يتعامل معها بقسوة وغالباً ما يوجه لها عبارات السب والشتم أمام زملائهما في العمل.
كما تجد «أم بشار» أن وجود زوجها معها في المؤسسة نفسها سبب لها الكثير من المشاكل والخلافات الزوجية، حيث إنها تتميز عنه بأدائها الوظيفي وتفوقا بعملها وبشهادتها وهذا يشعل نار غيرته كرجل شرقي وخاصة أنني أتعامل مع الكثير من الرجال والبعض يثني علي وعلى عملي، وتضيف: الرجل في المجتمعات العربية يشعر بالأفضلية والتفوق على المرأة، لذلك أحاول بشتى الطرق الابتعاد عن هذه المواقف من اقتراب زميل لي في العمل وذلك تجنباً للخلافات التي ستحصل في المنزل.
وتقول «سامية» أحاول بشتى الطرق تجنب المواقف التي أعرف أنها تثير غيرة زوجي الذي يعمل معي في المؤسسة نفسها والمكتب نفسه، وللأسف هذا متعب جداً لأن أي حركة أو كلمة تصدر مني قد يفسرها بحسب مزاجه، وخاصة أنه لم يمض على زواجنا عام واحد، فغيرته غير معقولة وأتوقع المزيد من المشاكل إن بقي هكذا أو بقينا في المكان نفسه.
وتقول «صفاء»: تعرفت إلى زوجي من خلال العمل في الدائرة نفسها وتزوجنا، ومنذ البداية كانت هنالك بعض التحفظات التي فرضها زوجي علي بمعاملة زملائي، وتضيف: «تظهر غيرته إذا أثنى على عملي أحد، وحتى إذا كانت مكافأتي الوظيفية أعلى منه، يبدأ بافتعال المشاكل ويطلب مني الجلوس في المنزل بحجة تربية الأولاد».
 
آخــر الكــلام
ثنائي يجمعهما الزواج والعمل، الزوجان شريكان في مؤسسة واحدة هي الزواج، يتفقان منذ البداية على أن يبقيا جنباً إلى جنب في حلو الحياة ومرها، وأن يحفظ كل منهما الآخر بالمحبة والإخلاص والوفاء، إلى أن يفرقهما الموت، كما يقول البعض، من المفترض أن يكون الزواج بين زملاء العمل عاملاً في التفاهم والحياة السعيدة، وألا تكون نتائج هذه الشراكة الزوجية والمهنية سلبية.
الوطن