حين تخونكِ المشاعر ولا تضعينَ مصلحتكِ بالاعتبار.. ماذا يحدث؟

حين تخونكِ المشاعر ولا تضعينَ مصلحتكِ بالاعتبار.. ماذا يحدث؟

آدم وحواء

الجمعة، ١٥ فبراير ٢٠١٩

البشرُ "كائنات عاطفية"، ونحن نختبرُ مجموعةً من المشاعر كل يوم منذ أن نستيقظ حتى نذهب للنوم، فأحيانًا تكون تلك المشاعر قوية حتى إنها توجّه مسار حياتنا، مشاعركِ تقول لك متى تتخذين إجراءً فوريًا كي يزول ألمك، وتشعرين بغضب أقل، وربما حتى يختفي إحساسك بالغيرة أو بالقلق أو التشتت، كما أنها تُرشدك متى تستجيبين لمشاعر أخرى كي تحظين بالمتعة والعاطفة التي لم تعرفيها من قبل.
ولكن، في المقابل، كم من المرّات سمعتِ عن شخص دمّر نفسه وعائلته وأطفاله لأن مشاعره غلبت عقله؟ وكم مرة عبّرتِ عن غضبك لتجدي أنه قد ازداد، أو حاولت التمسُّك بشخص ما لتجدي أنه قد هجرك؟ وهنا تسألين نفسك "لماذا؟"، السبب هو أن مشاعرك قد تخونك ولا تأبه بك.
المشاعرُ ليست قوةً قاهرةً
كثيرٌ منا لديه إحساس بمشاعره بقوة لدرجة يراها غير قابلة للنقض وقبولها كحقيقة، فالمشاعر هي طريقة جسدنا في تزويدنا ببيانات حول العالم من حولنا، ومع ذلك، فإن الكثير منا يتعامل مع مشاعره كمسلمات لا تكذب، ونفترض أن مشاعرنا تهتم بنا وتريد منا أن نكون سعداء، لكن هذا بعيد جدًا عن الحقيقة... مشاعرك تريد أن تبقيك حيّة ومنتجة.
وتقول دراسة حديثة لمجلة "سايكولوجي توداي" في هذا السياق؛ إن القلق يبقيك في حالة تأهب للتهديدات وعلى استعداد لاتخاذ إجراء سريع، والغضب يقول لك إن هناك تهديدًا عليك تجاوزه، أمّا غيرتك الرومانسية فهي تريد منك التمسك برغبة قلبك طالما لديك فرصة لذلك، وهذا يعني أن الغيرة لا تهتم بصحة علاقتك على المدى الطويل أو إذا كنتِ وحيدة أو محبوبة غدًا.
 
* لكن هل توجد طريقة يُمكنك فيها تجاهل مشاعرك؟ وهل يجب عليك تجاهلها أصلًا؟ الجواب هو كما تقول الدراسة النفسية كالتالي:
* استخدمي مشاعرك لتزويدك ببيانات عن محيطك وبمعلومات تساعدتك على اتخاذ قرارات جيدة.
* تحقّقي من دقّة مشاعرك، فإذا كان قلقك أقوى مما يتطلّبه الموقف، فتذكّري ذلك في المرة التالية وخذيه باعتباره يشير إلى درجة أقل من التهديد.
* إذا كنت غير قادرة على تحديد مشاعرك بشكل جيد، عليك إعادة النظر بردّات فعلك.
* باستثناء حالات الحياة والموت، نادرًا ما يكون هناك أمرٌ يستدعي اتخاذ إجراء فوري.
تمهّلي قبل التصرُّف واتخاذ موقف حيال أيّ أمر
وتنصحُ الدراسة أنك إذا كنت غاضبة جدًا من شخص ما فلا تتسرّعي، واسألي نفسك، إذا لم أتخذ إجراءً الآن، فهل سيتغيّر أي شيء في هذه اللحظة؟ الجواب عادةً لا، إذا انتظرت لليوم التالي سيكون الغضب أقل ويمكنك الانتظار يومًا آخر وقياس غضبك مجددًا، وعندها قد تختارين تناسي الأمر والتسامح.
وتَخلُص الدراسة إلى أن تتذكّري أنك حين تحبين نفسك وتتعاملين باحترام فهذا يعني أن تقبلي مشاعرك السلبية، ولا تُعطيها وزنًا أكثر مما تستحق، وهذا سيقودك إلى اتخاذ قرارات جيدة على المدى الطويل تعمل على إشاعة الصحة والسعادة في حياتك وحياة الآخرين.