الخوف من الحب مرض حقيقي يحتاج علاجاً

الخوف من الحب مرض حقيقي يحتاج علاجاً

آدم وحواء

السبت، ١٥ سبتمبر ٢٠١٨

في معظم ثقافات العالم، يُعتبر الحب أمراً جذاباً بين الجنسين، ويرتقي في كثير من الأحيان ليصبح من متطلبات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، لكنّ هناك أناساً يصابون بمرض يُسمى «Philophobia»، أو «رهاب الحب»، ما يجعل «مشاعر الغرام» عدوّاً لدوداً لهم.
«الفيلوفوبيا» أو رهاب الحب مشتق من الكلمة الإغريقية «filos» وتعني الحب، بالإضافة إلى كلمة «فوبيا» التي تعني الخوف. ويمكن القول ببساطة إنه الخوف من الوقوع في الحُب أو أيّ ارتباط عاطفي، ما يجعل المصابين به يسعون للابتعاد، والهروب من أيِّ التزامات عاطفية. في هذا السياق، كانت جامعة «هارفارد» (Harvard University)، قد نشرت مقالاً طبّياً للبروفيسور ستيفين بينكر (Steven Pinker) يتمحور حول هذا المرض.
 
العزلة والإغماء
 
تختلف عوارض المرض من شخص لآخر، ولكن أبرزها:
 
• القلق الشديد إزاء الوقوع في الحب أو إقامة علاقة
 
• قمع المشاعر والعواطف داخل الإنسان قدر الإمكان
 
• التجنّب بشكل كبير للأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها العشاق والأزواج مثل المنتزهات ودور السينما والشواطئ وحفلات الزفاف.
 
• إلغاء فكرة الزواج من قاموس المريض
 
• تحبيذ العزلة عن العالم الخارجي بسبب الخوف من الوقوع في الحب.
 
وهناك علامات جسدية مرافقة للمرض مثل: تسارع ضربات القلب، ومشكلات في التنفس، والتعرق، والغثيان، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالإغماء عند مواجهة موقف عاطفي أو رومانسي.
 
متى يراجع المريض الطبيب؟
 
يمكن أن تكون «فوبيا الحب» من أغرب أنواع الرهاب، وقد يترك هذا المرض آثاراً خطيرة على صحّة الإنسان النفسية والجسدية إذا بلغ مراحل متقدّمة دون أن يتمّ علاجه. وبالتالي إذا كانت العوارض المذكورة قد شعر بها أو بمعظها المريض، وتجاوزت ستة أشهر من الزمن، وأثّرت سلباً على نمط حياته وعاداته اليومية، فعندها من الضروري مراجعة الطبيب المختص.
 
كيف يتمّ علاج الفيلوفوبيا؟
 
تلقّي العلاجات النفسية أو تناول العقاقير، يكون في الحالات الشديدة والمتقدمة من «الخوف من الحب»، ومن أهم العلاجات المتّبعة في هذا المجال:
 
• العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
 
عادةً ما يُعتبر العلاج المعرفي السلوكي أحد أفضل الطرق لعلاج أمراض الفوبيا بشكل عام، وفي حالة «رهاب الحب»، يركّز الطبيب على معرفة الأفكار والصور التي جعلت المريض يتعرّض إلى هذه الحالة. ويساعد العلاج المعرفي السلوكي على إدراك ماهية تلك الأفكار السلبية وطرق تغييرها، إذاً يقوم المعالج بإجراء جلسات محادثة مع المريض لبناء السلوك الإيجابي، وزيادة التسامح والتصالح مع النفس بشأن مفاهيم الحب والارتباطات العاطفية.
 
• العلاج بالصدمة
 
هذا يمكن أن يكون أيضاً علاجاً فعالاً لمواجهة تلك الفوبيا، إذ يقوم المعالج بعرض مشاهد وأفلام رومانسية أو قصص للمريض تشبه حالته أمام الشخص، وخلال تلك الجلسات تتمّ دراسة كيف يتفاعل الشخص معها، للوصول في نهاية المطاف إلى مساعدة المريض على الحدّ من القلق والخوف جراء الحب والعواطف الرومانسية.
 
• عقاقير وأدوية
 
في الحالات الشديدة جداً، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة أيضاً للتحكّم في مشاعر وأفكار المريض تجاه الحب والغرام، والعقاقير المستخدَمة عادةً هي الأدوية المضادة للاكتئاب.