الحب والتعلُّق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. ومن العلاقات ما فشل!

الحب والتعلُّق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. ومن العلاقات ما فشل!

آدم وحواء

الاثنين، ٢٦ مارس ٢٠١٨

فتحت وسائل التواصل الاجتماعي فرصاً متنوعة للتعارف والمحادثة ما بين الشاب والفتاة، ليحدث ما لم يكن متوقعاً، من حب وتعلُّق، كان في بدايته مجرد فراغ وتسلية ليس أكثر.
وقد تظن الفتاة أن هذا الشاب الذي يجلس خلف شاشة إلكترونية هو الحب الحقيقي الذي تبحث عنه، وقد تنجرف بمشاعرها نحوه. ومن طرفه أيضاً، قد يظن أنها الحب الذي يجد فيه سعادته وتسليته ويشغل به وقت فراغه. لنتساءل حينها: هل مشاعر الحب السامية تصبح حباً رقمياً ينتقل بين شاشات إلكترونية صامتة؟
الحب الرقمي
بدأ استشاري الصحة النفسية الدكتور عبد الفتاح الأحمد حديثه لـ “فوشيا” بأن الحب الذي هو غريزة وفطرة، يعني أن كلٌّا منا يحب عائلته، أقاربه، ألعابه، محيطه، معلمه، ويوماً ما يُترجم في نهاية المطاف لحدوث علاقة ما بين الشاب والفتاة ينتهي بالزواج غالباً، وهذا هو الحب الطبيعي والحقيقي المتعارف بين الأشخاص.
وأما عن الحب الرقمي، فأوضح الأحمد بأن الآراء حوله تنقسم بين من يعتقد بوجوده ونجاحه، بحيث يستطيع كلٌ من الشاب والفتاة تكوين علاقة حب ربما تتدرج مع الوقت وتتكلل بالنجاح وتنتهي باللقاء ثم الزواج.
بينما وجدت دراسات نفسية بريطانية أن ما نسبته 40% من علاقات الحب عبر تلك الوسائل كان مصيرها الطلاق؛ لأن الحب حدث في عالم افتراضي.
ومن جانبه، رأى الأحمد أنه لا يجوز مثلاً أن تحب الفتاة شاباً من أجل اسمه أو منصبه أو ثقافته والعكس أيضاً إلا إذا كانت الأمور بمعاييرها الصحيحة. مبرراً ذلك، بأن بعض الشخصيات والأسماء والمراكز عبر تلك الوسائل قد تكون مستعارة ووهمية، الأمر الذي يُحدِث إيذاءً وألماً لكلا الطرفيْن وليس لأحدهما فقط، ولكون الصورة الجميلة التي طبعها ورسمها عن تلك الشخصية لم تكن حقيقية.
احتمالية نجاحه
قد يكون الحب عبر العالم الافتراضي صحيحاً أو لا أساس له من الصحة. ففي حياتنا العادية، هناك عوامل عديدة تكون سبباً في حبّنا لأحد الأشخاص منها ما يتعلق بشخصه، ثقافته، هندامه، منصبه، تصرفاته، حديثه، أخلاقه؛ “فالحب لا يُختزل بخانة واحدة، بل هو عدة مكونات” كما قال.
وتساءل: كيف يكون هذا النوع من الحب الذي في أغلبه تجميلي وما هو إلا “تفريغ نفسي” أو “بحث عن الذات” أو “شعور بالنقص” من خلال وسائل جامدة، أن يكون صحياً وصحيحاً؟
والأهم من ذلك كله، أن أهم عامل لنجاح الحب الحقيقي هو الشعور بالأمان تجاه الطرف الآخر، وبتلك الوسائل لن يتوفر هذا العامل، وسيبقى كل طرف في حالة ريبة وشك وتساؤل، حول صدقية الطرف الآخر، وصدقية صورته وسلوكه وكلامه، حيث لا يمكن للخوف والقلق أن يجتمعا مع الحب الحقيقي إطلاقاً، والأصح أن تُسمى هذه العلاقة “تعلُّقاً وليس حباً”.