الزوجة التي تقدم التنازلات لشريكها.. هل هو ضعف منها أم منه؟

الزوجة التي تقدم التنازلات لشريكها.. هل هو ضعف منها أم منه؟

آدم وحواء

الاثنين، ٢٦ فبراير ٢٠١٨

تتسم الزوجة في مجتمعاتنا العربية بأنها المضحيّة والمتنازِلة دائماً لزوجها وأوامره، رغبة منها في الحفاظ عليه وعلى بيتها من الدمار. ومع هذا، لم تنجُ من اتهامها بضعف الشخصية، علماً أنها تمثل بالموافقة على التنازل قوة إرادة، مقابل تحقيق نتائج ومنافع تعود عليها بالخير.
وفي الواقع، مجالات عدة تفرض على الزوجة تنازلها عن تعليمها وعملها وأحياناً علاقاتها الأسرية كنوع تلبية أوامر زوجها، بحجج ومبررات تارة تكون مقنعة وتارة مرفوضة، فكيف تتصرف مع كل حالة؟
ما الذي يجعل الزوجة تتنازل؟
أوضحت أخصائية الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة سامية جبري لـ “فوشيا” بأن المجتمع الذكوري الذي يفرض على الزوجة ضرورة إطاعة زوجها، وحفاظها عليه، وإرضاءً لمجتمعها عنها، عدا عن عدم جرأتها في فرض آرائها، كلها معطيات تدفعها للقبول بالتنازل.
وأكدت جبري بأن موافقتها على التنازل، ما هو إلا دلالة على ضعف ثقة زوجها بنفسه أولاً قبل أن يكون ضعفاً بشخصيتها، وأن استخدامه لمبدأ الغيرة عليها، هو أمر يصبّ في مصلحته الشخصية.
في طلب التنازل عن عملها
أوضحت جبري أن دواعي عديدة قد تبدو مقنعة للزوج حتى تترك الزوجة عملها، خصوصاً إذا أنجبت أطفالاً، ما يعني طلب تفرغها لرعايتهم. ورغم أن هذا الأمر بالغ الأهمية، لكنها تستطيع رفضه. ناصحة إياها باختيار الوقت المناسب لمناقشته بقدرتها على موازنة الأمور، وإيداع أطفالها في الحضانة خلال دوامها، دون إحداث أي خلل في تربيتهم أو التقصير بحقهم، وأن عملها يساعده في الإنفاق على أبنائهما بصورة تكفل تحقيق احتياجاتهم كافة.
في التنازل عن تعليمها
قد تتزوج الفتاة أثناء دراستها، أو تطمح بإكمال تعليمها بعد زواجها بغية اكتساب معرفة أكثر تفيدها على كافة الأصعدة، ولكن قد يتحول هذا الهدف إلى مشكلة بينها وبين زوجها إذا طالبها بالتنازل عن هدفها، لكونه قادراً على نفقتها مقابل حفاظها على بيته.
لذا، نصحتها جبري بإقناع زوجها أنها تستطيع تنسيق محاضراتها بشكل يتناسب مع تنظيم منزلها، وأن يمنحها الثقة المطلقة، التي تخوّلها لإكمال تعليمها والرقيّ بمعرفتها، وأنها إن فاقته علمياً، فلن يعني تغيُّر نظرتها نحوه، وعلمها سيعود على حياتهما بالمنفعة.
التنازل عن أصدقائها وزياراتها العائلية
يحاول الزوج أحياناً إقناع زوجته بتقليص علاقاتها بصديقاتها وأقاربها، خشية تأثرها بأفكارهنّ، وربما شعوره بعدم الارتياح لهنّ، وتحجيم تواصلها مع الذكور منهم، وتحذيرها من مصافحتهم باليد وممازحتهم والضحك معهم.
وطالبتها جبري بعدم قبولها بالتخلي عن عائلتها وأصدقائها، الذين تعرفهم قبل أن تعرفه، وأنهم لا يستطيعون تغيير طباعها أو التدخل في حياتها، ولها أن تطالبه بمنحها الثقة التي ستبني حياتهما معاً، وأن يبتعد عن أوهامه غير المدروسة ولا المقنعة.