إلى كل امرأة تخاف رفض زوجها للعلاقة الحميمية..

إلى كل امرأة تخاف رفض زوجها للعلاقة الحميمية..

آدم وحواء

الأحد، ١١ فبراير ٢٠١٨

إجمالاً، تتميز المرأة بنعومتها ورومانسيتها، وهذه السمات تولد عندها حالة من الخجل، وعلى صعيد العلاقة الحميمية، عادة ما تنتظر الزوجة مبادرة زوجها بطلب ممارسة العلاقة الحميمية معها، وفي حال كانت المبادرة منها، فهذا نفسياً وسيكولوجياً وعُرفياً وشرعياً لا إشكالية فيه.
معظم الدراسات التي أجريت على الرجال أكدت أن أكثر عناصر الإثارة لديهم تولدت نتيجة مبادرة زوجاتهم بطلب ممارسة العلاقة الحميمية، وهذا ما يحبونه ويدعو إلى إثارتهم بشكل كبير.
ينوّه استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور عبدالله أبو عدس إلى أنه يمكن للمرأة الخجولة أن تطلب من زوجها المعاشرة ولو بطرق غير مباشرة، كأن تهيء الظروف العامة للعلاقة الحميمية، من اللباس والعطور، والتقرب منه ومداعبته، كخطوات تمهيدية تلمّح خلالها بأنها تطلب زوجها جنسياً.
ومن الناحية السيكولوجية، يوضح أبو عدس لـ “فوشيا” أن هذا الأمر يعد رمزاً من رموز الاستقرار النفسي بين الزوجين، لأن العلاقة الحميمية تُصنف على أنها غريزة بيولوجية سيكولوجية اجتماعية، ومهمة جداً لكليهما، ولا ضير أو عيب أو مشكلة إذا طلبت الزوجة من زوجها العلاقة الحميمية طالما هو لم يبادر، ولن يُحدث ذلك عنده أي رد فعل سلبي على الإطلاق، بل على العكس، فأغلب الرجال يحبّذون مبادرة طلب العلاقة من زوجاتهم.
وبيّن أبو عدس أن العديد من المتزوجات يراجعنَ العيادة النفسية لطلب النُّصح، وبدوره كاستشاري في الطب النفسي، دائماً ما يطلب منها أن تكون المبادِرة، تحديداً لزوجها الذي يعاني من الفتور الجنسي، وأن لا تعتقد أن هذا الأمر سيستهجنه الزوج أو قد يرفضه؛ فهذه في الحقيقة، قاعدة خاطئة من الناحية النفسية.
مؤكداً أن الزوجة يمكنها حل هذه المشكلة عن طريق مداعبة زوجها قبل النوم، وتجديد نوعية ملابسها التي تنام فيها غير التي اعتاد عليها زوجها في كل مرة، كما يمكنها عناقه وتقبيله، والمزاح معه، إضافة إلى خلق أجواء رومانسية، كلها إشارات واضحة تلمّح تدرُّجها وجرأتها في طلب العلاقة الجنسية، كنوع من التخفيف من حدة خجلها وحيائها؛ وهذا ما يتمناه الكثير من الأزواج بأن تتصف زوجاتهم بهذه الصفات.
وبحسب سيكولوجية المرأة، هناك مسائل تؤدي إلى إحجامها في طلب ممارسة العلاقة الحميمية، يتعلق بخوفها من رفض زوجها لهذا الطلب، لاسيما أنّ رفضه قد حصل، سيؤدي بها إلى الحزن والاكتئاب، والصراع مع ذاتها لاعتقادها أنها غير مرغوبة، ويشير أبو عدس، أن خوف الزوجة من عدم جمالها أو عدم جاذبيتها، أو عدم قدرتها على إرضاء الطرف الآخر، تعد أسباباً مهمة تمنعها من مبادرة طلب العلاقة من شريكها.
مسألة أخرى تؤدي إلى هذا الإحجام من الزوجة، وهو ما يتعلق بالتابوهات الاجتماعية حول أمور العلاقة الحميمية، وكذلك التربية الجنسية، والتي بالعادة تولد حالة من الخوف لديها يمنعها من هذا الطلب، لأنها تربّت على عبارة: “ممنوع، ممنوع، ممنوع”، لتجد نفسها بعد الزواج قد اصطدمت بواقع جديد، كلّ ممنوع فيه مسموح، وهو ما يولد عندها صراعاً داخلياً يمنعها من الجرأة في طلبها، وبينما هي متلهّفة للقائه، لكنها في انتظار لحظة المبادرة منه، بحسب أبو عدس.
ويقول: “إن بعض السيدات يحاولنَ إثبات موقف، من خلال الضغط على الزوج اقتصادياً أو اجتماعياً، وعدم المبادرة بطلب العلاقة معه قصداً وتعمداً، بهدف مقايضته وتحقيق مطالبها مقابل مبادرته بطلب ممارسة العلاقة الحميمية معها”.
من المسائل الأخرى المرتبطة بإحجام الزوجة، منها ما يتعلق بالضغوطات التي تعيشها بشكل يومي، مثل ظروف العمل، والمنزل والأطفال، ولما تتطلبه هذه الأمور من تعب وإرهاق، فإنه يقلل عندها فرصة طلب العلاقة من زوجها، إضافة إلى وجود بعض السلوكات أو الاضطرابات الجنسية التي تصدر من الرجل، غير محببة عند الزوجة، يحجمها عن طلب ممارسة العلاقة الحميمية معه.
ولا بد من التعريف بأن العلاقة الحميمية ليست جِماعاً وإنما علاقة تتسم بالرومانسية والإنسانية، وتعتمد في إنجاحها على المقدمات كالتقبيل والمداعبات الطويلة، بينما أقلها أهمية يتعلق بالجِماع النهائي، بحسب أبو عدس.
“إن حياء الزوجة مطلوب منها تجاه زوجها، ولكن يجب أن يكون محدداً، ومن بين الأدوار المهمة لإنجاح مؤسستهما الزوجية من الناحية النفسية، ما يتعلق بتربية الرغبة الجنسية بينهما، وأن لا يخجلا من طلب الممارسة الحميمية، سواءً بالطرق الإيحائية التي ذكرناها، والدالة على رغبة الزوجة بطلب زوجها، أو من خلال المصارحة وبشكل مباشر، “إن أفضل النساء هي من توازن ما بين الحياء وقدرتها على التصريح برغبتها لإقامة العلاقة الحميمية” هذا ما نصح به الاستشاري أبو عدس بهدف استمرار مؤسسة الزوجية.
عند إتمام الغاية الجنسية عند الزوجين، يحصل التوافق والانسجام في الحياة بينهما، وتتكون أسباب تدفعهما إلى العطاء والإخلاص في حياتهما معاً.