سفر الفتاة للعلم أو العمل.. ما بين الموافقة والرفض المطلق!

سفر الفتاة للعلم أو العمل.. ما بين الموافقة والرفض المطلق!

آدم وحواء

الأربعاء، ٧ فبراير ٢٠١٨

رغم أنّ بعض العائلات العربية تشجع سفر ابنتهم وحدها وتقدم لها كل الدعم، كي تتلقى تعليماً مميزاً أو تعمل في وظيفة تمنحها خبرات وامتيازات لم تجدها في بلدها، إلا أنّ الغالبية الكبرى ترفض مجرد فكرة سفرها لعوامل عديدة تقف كالسدّ المنيع أمامها، منها ما هو مقنع ومنها غير ذلك.
 
فما هي دوافع منع الفتاة من السفر وحدها؟
أفادتْ أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف لـ “فوشيا” أن تلك الدوافع تتعلق ببيئة الفتاة وأسلوب تنشئتها، سواءً ضمن عائلة محافِظة، أو منغلقة لا تتواصل مع الآخرين، ما سيضعف من احتمالية سفرها وقد يكون معدوماً.
 
وبيّنت أنّ اعتماد الفتاة على نفسها، وقدرتها على تحمُّل المسؤولية وتدبير أمورها وحدها من الألف إلى الياء في سفرها، يتوقف على الطريقة التي أنشئت عليها؛ فلو كانت غير معتادة على اتخاذ قراراتها وحدها، وقدرتها على التعامل مع العالم الخارجي، يحتّم على أسرتها رفض سفرها.
 
أما سنّ الفتاة ومدى نُضجها وإدراكها، ومن ثم قُرب الدولة التي ستسافر إليها أو بُعدها، وما تحتاجه من زمن للذهاب إليها والإياب منها، فضلاً عن اختلاف الثقافة والعادات واللغة فيها، أسباب تدعو إلى رفض الأسر للفكرة من الأساس، حسب تعبير الأخصائية.
 
وقالت: “ليست كل فتاة قادرة على الاغتراب، إلا إذا كانت مدة سفرها قصيرة، فهذه قضية بسيطة، وبخلاف ذلك، أي مدة سفرها تفوق السنة، حينها يحتاج الأمر لتفكير أعمق”.
 
دور القيم والعادات في منعها من السفر؟
 
ورأت عارف أنّ الاعتقاد السائد لدى بعض الأسر، بأنّ سفر ابنتهم وحدها فيه مخالفة لقيمهم وعاداتهم المترسخة التي يصعب تغييرها في ليلة وضحاها؛ ولا لوم عليهم بذلك، ولكن إذا اقتنعوا بسفرها، وأنه لا ضرر من تجربة ذلك، قد يبدو الأمر سهلاً بالنسبة لهم.
 
وقد يأتي رفض أسرتها لمصلحتها، ليس نوعاً من التسلط والتعنت، ولكن خشية معاناتها من “صراع الثقافات” في تلك الدولة ونبذها، وعدم الانسجام فيها، ما يجعلها تتقوقع على نفسها وتفشل في مهمتها التي سافرت لأجلها، ومن ثم وصولها لحالة من الاكتئاب. أو من جهة أخرى، قد تُبهرها تلك الثقافة وتغوص فيها بعنف وتتأقلم معها.
 
وخلصت عارف بالقول: “إنه ومن باب العدالة، تستحق كل فتاة تملك الدافعية للتقدم في حياتها، أن يُسمح لها بالسفر وإنْ خالفت العادات، شريطة أن يتمّ إعدادها شخصياً ونفسياً لتلك اللحظة، كما يمكن مرافقة أحد أفراد العائلة لها، بغية تنظيم أمورها، وإقامتها، وتوفير متطلباتها، وصولاً للتأكد من مدى قدرتها على تركها وحدها”.