غياب ثقافة اللمس الرومانسي تجعل الرجال يرهقون نساءهم بطلب المعاشرة

غياب ثقافة اللمس الرومانسي تجعل الرجال يرهقون نساءهم بطلب المعاشرة

آدم وحواء

الأربعاء، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

أظهرت دراسة أكاديمية أخيرة أن الرجال عموما والأمريكان خصوصا لا يجيدون لغة اللمس الحميمي، وأنهم في الغالب لا يحسنون التعامل إلا من خلال الجنس، وإذا ما سنحت لهم الفرصة فلن يتورعوا عن ممارسته وعلى الفور ومن الصعب تمالك أنفسهم، علما بأن هذه الحالة لا تنطبق بتاتا على المرأة.

الدراسة التي نشرها موقع “دود مان بروجكت” تناولت الثقافة السائدة في أمريكا، والتي تنفر من اللمس. وقد بينت أن عدم الثقة بحميمية اللمس، لا تنطبق على تعامل الرجال مع المرأة فحسب بل مع رجال آخرين وحتى مع الأطفال.

فعلى سبيل المثال، قد يعد أي رجل يمشي في الحديقة، من المتحرشين جنسيا بالأطفال، وأي رجل يلمس امرأة حتى وإن كان متزوجا فهو يسعى لممارسة الجنس. وإذا ما شوهد رجل يحيط آخر بذراعه لفترة تزيد عن بضع لحظات تبرز الشكوك أنهما مثليون، أي أن الثقافة العامة هناك أصبحت تقول إن أي لمسة للرجل تفسر على أنها ترمي للجنس.

وكنتيجة لهذا، يعكف الرجال على إثبات أنهم موضع ثقة لدرء التهمة التي تسبب فيها تصرفات بعضهم السيئة، ففقدان الثقة في لمسات الرجال تتسبب في خلق حالة عزلة اللمس. وهذا الافتقار إلى اللمس الأفلاطوني عند كل من الرجل والصبي له تأثير هائل على العلاقات العاطفية والاجتماعية والجسمية.

وتبين الدراسة أن أساس فقدان الثقة في لمسات الرجل يرجع إلى طريقة تربية الأبناء. فقد أصبح هناك انطباع مغلوط بأن الكثير من اللمس الأفلاطوني الحنون يدمر الأبناء ويجعلهم يطلبون الكثير ويضعفهم.

وبذلك أصبح اللمس بقصد طمأنة الطرف الآخر غير موجود. ففي سن الخامسة والسادسة عندما يبكي الطفل لايتم حمله لأن هذا التصرف بالنسبة لهم شيء مرفوض  ويتم إقناعهم أنهم لم يعودوا أطفالاً بل رجالا وعليهم رفض هذا التصرف. وإذا ما بكى الصبي بسبب ألم أصابه يُنهر ويوصف بالطفل الباكي وهذا يضر الصبيان لإخماد عواطفهم الهشة.

وعندما يقتربون من سن البلوغ نجد أن معظمهم تعلموا اللمس بطريقة عدوانية من خلال الألعاب الرياضية العنيفة ثم إذا ما كانت عندهم الحاجة للقيام بحركة لمس هادئة فيعتقدون أنه من المتوقع منهم أن تكون هذه المبادرة بطريقة جنسية عنيفة وهذا يضع الفتيات في موقف صعب حيث أنهن يتوقعن علاقة رومانسية هادئة.

الافتقار إلى اللمس الأفلاطوني يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل الصغار في التفريق بين اللمس الأفلاطوني واللمس الجنسي في المستقبل. ونجد أن الشبان اللذين هم في حاجة ماسة للمس يسعون للحصول عليه من خلال الجنس وغالبا وحصرا مع الشريك وهذا يتسبب في استدامة الجنس بأن يصبح مسألة تحد بين الأزواج الذين يجدون أن الجنس يلعب دورا في الوفاء باحتياجات الجنس واللمس الأفلاطوني.

والنتيجة هي أن خلفية الرجال وكل الإيجابيات في علاقاتنا يتم الحكم عليها من خلال التفاعل في المتعة الجنسية حيث لا يجد الشباب أمامهم للوصول للراحة الجسدية سوى اللمسة الجنسية التي قد تقود التركيز على الهوس الجنسي.

ولذلك يصبح  الجنس لكثير من الرجال أداة واضحة وبسيطة وتكراره يجعله كل شيء بالنسبة لهم مقياسا لتحديد الحياة الجيدة.

وللتغلب على ذلك، كما تقول الدراسة، لا بد من إفساح المجال للمزيد من الاتصال الجسدي والعاطفي مع أولادنا كما نتصرف مع بناتنا حيث أن فقدان السيطرة قد يكون كارثيا.