إذا انفصلتما... كيف تتفاديان معاناة الأبناء؟

إذا انفصلتما... كيف تتفاديان معاناة الأبناء؟

آدم وحواء

الثلاثاء، ٤ أبريل ٢٠١٧

 عندما ينفصل زوجان، أول سؤال يطرحه الناس فور علمهم بخبر انفصالهما: «هل لديهما أولاد؟». مشكلة عدم الاتفاق والانفصال تهون بغياب الأولاد، إذ انهم يكونون غالباً أوّل ضحايا انفصال أهلهم.
 
درجت العادة في مجتمعنا أن نسمع أنّ «فلانة» تعيش مع زوجها «فقط من أجل الأولاد»، فيكون وضع الشريكين طلاقاً تحت سقف واحد، يتشاركان بعض النشاطات الاجتماعية وتربية الأولاد بعد فقدان الحب والاتفاق. وهنا تضحّي الأم خصوصاً وتصمت وترضى بواقعها ليعيش أبناؤها في كنف عائلة مؤلّفة من أب وأم وأولاد. ولكن إذا أصبحت الحياة المشتركة جحيماً واتخذ أحد الطرفين قرار الانفصال للعيش بسلام بعد أن تحوّل البيت إلى واحة شجارات صاخبة، لا بدّ أن يعمل الوالدان معاً على إبعاد الأبناء عن ساحة الصراع. فمشاكل الأهل تسبّب لأبنائهم أزمات نفسية، تتجلّى عواقبها قهراً وتشاؤماً وتعصيباً وضياعاً في صغرهم، ما يؤثّر في مستقبلهم. ولتجنّب هذا الواقع الأليم يقدّم خبراء ألمان متخصّصون في التربية والأسرة مجموعة من النصائح للمطلقين لا سيما أنّ أولادهم يختبرون مشاكل الحياة باكراً.
 
يجتمعان لإعلام الأولاد
 
يؤكد الخبراء أنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و6 يعتقدون أنهم سبب صراعات أهلهم وطلاقهم. وعلى الأهل أن يتنبّهوا إلى هذه النقطة فلا يحمِّلوا أبداً الصغار مسؤولية أي تفصيل يُعنى بصراعهم. ويبدأ الأطفال في فهم حقيقة وضع أهلهم المتخاصمين من عمر 5 سنوات وما فوق. حتى يفهم الطفل، المتعلّق بأبويه إلى حدّ كبير، ماذا يدور بينهما ولماذا لم يعد يعيش معهما تحت سقف واحد؟ يتوجب على الأبوين أن يشرحا له معنى الطلاق بتعابير بسيطة. وينصح الخبراء بأن يجتمع الأب والأم سوياً لإخبار الأبناء بما آلت إليه العلاقة الزوجية، شرط أن يلتزم الطرفان عدم الخصام أو تبادل الاتهامات أو البكاء أمام الأبناء.
 
إحاطة الطفل بالتفاصيل
 
يجب على الأب والأم أن يوضحا للأبناء أين سيسكن كلّ واحد منهما ومع من سيكون الصغار، وأن يدعو كل منهما الأبناء لزيارة مكان سكنه. فالأطفال يخافون على آبائهم ويفكرون فيهم طوال الوقت، ويودون معرفة أين ينامون وأين يأكلون. لذا يجب طمأنتهم. ويبقى إعلام المعلمين في المدرسة بحدوث الطلاق مهمّ، وذلك ليأخذ المدرّسون وضع الطفل بعين الاعتبار فيخصّصون له المزيد من الرعاية ويساعدونه على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
 
لا يشكوان بعضهما للطفل
 
من أسوأ ما يفعله الأبوان المتخاصمان أن يتكلّم كلّ طرف منهما بسلبية عن شريكه أمام طفلهما. ويلجأ كثير من المنفصلين إلى هذا الأسلوب بهدف «فشّ خلقهم»، وأيضاً لزرع كره شريكهم في نفس الطفل، فيتحوّل الصغير إلى أداة صراع وتراشق وسط مشاكل لا ذنب له بها، وربّما لا يفهمها حتّى. وقد تصل الضغينة في قلوب بعض الأهل حدّ القول للطفل إن الطرف الآخر لا يحبّه ولا يريد له الخير، متجاهلين حقيقة أن هذه الاتهامات وإن أدت إلى نتيجة فستكون تدمير الطفل نفسياً وشعوره بالحزن والكآبة. وينصح الخبراء الأب والأم بعدم الحديث بتاتاً عن بعضهما البعض في حضور الأطفال. فالأطفال ينظرون للأب والأم نظرة مثالية، ويجب عدم التأثير عليهم سلبياً، وإقحامهم في صراعات لا تعنيهم.
 
منح الوقت
 
وم اللازم أن يحرص الأهل على تخصيص الوقت للأطفال، وتبادل الأدوار، فيمضي الطفل الوقت الكافي عند كلّ منهما، بدل سعي أحدهما إلى احتكار تربيته.يجب أن يمضي الطفل الوقت الكافي عند كلّ من أبويه، بدل سعي أحدهما إلى احتكار تربيته