الفالنتاين.. عيد العشاق أم عيد الحبّ؟

الفالنتاين.. عيد العشاق أم عيد الحبّ؟

آدم وحواء

الثلاثاء، ١٤ فبراير ٢٠١٧

صديقاتك ينتظرن عيد الحبّ ليحتفلن، وأنتِ وحيدة؟ تكرهين هذا اليوم وسوف تقضينه حبيسة البيت تراقبين الذين حولك من بعيد، في الشارع، في التلفزيون وعلى مواقع التواصل، قد تستحضرين رغماً عنكِ ذكريات قديمة لقصة أو قصص حب عشتها، ستشعرين بالغربة والحزن، اقرئي هذا المقال قد يخفّف عنكِ.

ولكن دعينا نتفق أولاً على ما نحن متفقون عليه جميعاً وبلا قصد وهو أن ترجمة كلمة “الفالنتاين” ستكون عيد الحب وليس عيد العشاق، والحب كما تعلمين كلمة كبيرة يمكن أن تحمل بداخلها كل شيء وكل أنواع العلاقات بلا استثناء شرط أن تتوفر أركانه، كل أنواع العلاقات نعم، حتى مع الأشياء وليس فقط البشر، هنا أقدم لكِ، علاقات حبّ جميلة، ولكنها ليست قصص عشق بين رجال ونساء، فقط لنتأكد جميعاً أن الحبّ موجود في كل مكان حولنا، بشرط أن نكون مؤهلين للبحث عنه وحمل مسؤوليته:

 الطبيب الجراح الأمريكي “جيم كلارك”

روى قبل فترة موقفاً مؤثراً حصل له أثناء عمله، تناقلته كثيرا مواقع التواصل وهزّ مشاعر الكثيرين، ذلك أن الحبّ العظيم يمكن أحيانا أن نتعلمه من أطفال صغار جدا، ونستغرب كثيرا من أين تعلموا التضحية وكيف فهموا الحبّ بهذا الشكل الصحيح والمؤثر، هذه الطريقة في الحب التي لا يجيدها حتى الكبار، يكتب الدكتور كلارك قائلا: “هذا اليوم أجريتُ عملية جراحية لطفلة صغيرة، كانت بحاجة لفصيلة دم0- ( أُو نيجاتيف)، ولم تكن لدينا في المستشفى نوعية الدم هذه، لكن كان يوجد شقيقها التوأم الذي يحمل نفس الفصيلة، فشرحتُ له الظروف وكيف أن التبرع بالدم له علاقة بموت أو حياة أخته، فظلّ ساكتاً للحظات، ثم بدأ بتوديع والديه، لم أفكّر كثيرا في الموضوع، وبعد أن أنهينا إجراء التبرع حتى طرح الطفل سؤاله عليّ: إذن، متى سأموت؟، لقد كان يتصور أنه حين يتبرع بالدم معناه أن يُعطي ويهب حياته لشقيقته، ولحسن الحظّ كلاهما في صحة جيدة الآن”.

فيليب مورغيز، مواطن أمريكي  من ولاية فلوريدا

كان شخصا عاديا حتى قرّر أن يعتني بشعر ابنته الوحيدة “إيما”، فأصبح شخصاً مشهوراً في منطقته وفي مناطق أخرى كثيرة، وتناقلت صور تسريحاته الجميلة، وصوره مع ابنته كل مواقع التواصل وتحدثت عنها وسائل الإعلام، فيليب وجد نفسه فجأة بعد وفاة زوجته مسؤولاً عن طفلته الصغيرة ومن بين كل متطلباتها أصبح عليه أيضا الاعتناء بشَعرها يوميا قبل خروجها إلى المدرسة، ومن فرط حبه لطفلته بدأ شيئا فشيئا يتفنن في ابتكار تسريحات جميلة ومختلفة كل يوم، حتى لفتت أنظار المعلمين وأصدقائها، عندما سألوها قالت إن والدها من يخصص الوقت يوميا لفعل ذلك، لأنها تُحبّ أن تكون جميلة وهو يحبّ أن يسعدها، الأمر وصل أن طلبت صديقاتها منها أن تطلب من والدها أن يجرب لهن هذه التسريحات، تمّ استدعاء الأب بالفعل وجرب لهن كثيرا من التسريحات والضفائر الفاتنة، عندما ذاع صيت الموضوع في كامل المنطقة طلبت منه إحدى أكاديميات الحلاقة المشهورة في فلوريدا أن يعطي دروسا لعدد من الآباء الذين يريدون تعلم الضفائر وتجريب إسعاد بناتهم من خلال هذه التسريحات، وقد تمّ الأمر بالفعل، يقول فيليب لموقع بوريد باندا ” أنا أستمتع بكل دقيقة أقضيها مع ابنتي، وهي تحبّ ما أقوم به في شعرها، اذن كلانا رابحين” كما عبر عن مدى فخره بكل الآباء الذين قرروا أن يتعلموا ويفعلوا مثله.

 التوأمين الفرنسيتين سيمون وبوليت

عندما ولد التوأمين  أعطى الأطباء حظا صغيراً أن تعيشا طويلا بسبب ضآلة جسميهما، ولكنهما احتفلا مؤخرا بعيد ميلادهما الـ105، ويعتبران بذلك أكبر توأمين في العالم، صرحت سيمون وبوليت لمجلة فيمينين الفرنسية عندما طُرح سؤال عن سبب صحتهما وسعادتهما حتى اليوم، بأنهما عاشتا سوية طيلة هذه السنوات ولم يفرقهما شيء، وأكدا أن سبب العمر الطويل كان الحب والثقة، تقولان : “في كل مرة تحدثُ مشكلةٌ نزيدُ التصاقًا، لا مكان لسوء الظن في قاموسِ أيٍ منا، وطالما الآخر يُشاركك أتفه أموره ولا يجد ضيرًا في أن تشاركه نفس الأمور، فهذه قطعة من السعادة!”، ثم تؤكدان أنهما صديقتان دوما وصديقتان إلى الأبد!

الأم والابن العاشق!

صوّر شاب بريطاني رسالة الكترونية وصلته من أمه، أصبحت رمزا جميلا للمحبّة الأقوى في الكون، ألا وهي الأمومة، الشاب كان يعاني من أزمة عاطفية قوية بسبب ابتعاد حبيبته عنه فقرر بعدها الانقطاع عن العالم الخارجي والتوقف عن الذهاب إلى الجامعة ودخل في حالة من الاكتئاب العنيف كما وصفها لموقع ميرور (Mirror)، الرسالة الصغيرة والتي كانت عبارة عن سطر واحد، كانت كما قال “بمثابة اليد التي امتدت لي قبل الغرق بقليل”، أرسلت له والدته : “كلّفني قلبك تسعة أشهر ليتكوّن في بطني، فلا تدع شخصًا يكسره لك في 15 ثانية! “.

قلائد وسلاسل

هنالك قصص حب من نوع آخر ولكنها جميلة أيضا وطريفة، ولا بدّ أنها قوية بما يكفي أيضا حتى يقرّر أصحابها لبسها كأقراط أو سلاسل، هنالك من تعشق القهوة فقررت صنع قلائد تحتفي بفناجين القهوة وفتحت متجرا كاملاً لتصاميم مختلفة فقط لتعبّر عن عشقها للقهوة، وهنالك من تعشق سندويتشات الفلافل وقررت أيضا صنع قلائد تحملها، نفس المثال انطبق على عاشق بيتزا، وأخرى تعشق سندوتشات الشاورما حتى صنعت منها أقراطا.

كل فالانتاين، يحضرني موقف مرّ أمامي قبل سنوات في التلفزيون عندما سألت المذيعة شابا عن شعوره بيوم عيد الحبّ، بعد تفكير أجابها: “حسناً إنه نفس إحساس العاطل عن العمل يوم عيد الشّغل”.. اضحكي، ولا تكوني أبداً هذا الشاب، عيد الحبّ يمثل كل الناس، لأن لكل واحد منا أشخاص وأشياء كثيرة يحبها وتذكّري: ليكن الفلانتاين عيد الحبّ وليس عيد العشاق!