العضو الذكري الضخم هاجس المرأة أو الرجل ؟

العضو الذكري الضخم هاجس المرأة أو الرجل ؟

آدم وحواء

الاثنين، ٦ فبراير ٢٠١٧

إلى جانب العمليات التجميلية الخاصة بجسم المرأة والمتعلقة بتكبير الصدر والمؤخرة ونفخ الشفتين وغيرها، ظهرت مؤخراً ظاهرة الإعلانات التجارية الواعدة بتكبير أحجام العضو الجنسيّ عند الرجل وبفحولة خيالية، وهو ربط ضمنيّ ومعلن أيضا بين حجم العضو الذكوري وبين الفحولة، مستغلين في ذلك هذه النظرية المنتشرة بين الناس منذ القديم جدا، وبالتالي فهموا أن المطلوب هو بلا أدنى شك حجم قضيب XL.
السؤال هنا ما مصدر هذا الهاجس، هل هي رغبة الرجل أو رغبة المرأة، ثم وحسب الطبّ والمتخصصين في علم الجنس هل هنالك رابط حقيقي بين حجم القضيب والأداء الجنسيّ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه.
في الكتابات النفسية ومقالات علم النفس أثار هذا الموضوع جدلاً حماسيا دائما، وقد طُرح سؤال: من يحلم بعضو كعضو روكو سيفرادي (ممثل بورنو شهير) الرجال أم النساء؟
يُعتبر حجم القضيب شاغل مهمّ في اللّاوعي الذكوري، بما أنه رمز للهوية الذكورية ولهذا السبب كذلك هو مصدر قلق، “إنني أشعر دائما بالأمان والراحة عندما تمدح حبيبتي قضيبي” جملة عندما تسمعها تشعر أنه لا جديد، فأغلب الرجال يكررونها.
يؤكد الدكتور غونزاك دي لاروك متخصص في علم الجنس “الجنس هو ميدان بشريّ أين الأداء يكون قانونا صارماً، النشوة هدف والمتعة إلزام”، ومن هنا حسب رأيه يتولّد القلق، وبسؤال عدد من الأشخاص نجد أن جميع الآراء متقاربة، هنالك صرامة مع التعامل مع أنفسهم فيما يتعلق بالوظيفة الجنسية إذ لا مكان للخطأ، يقول رومن 25 سنة: “العضو الذكريّ يجب أن يكون ذو أداء ميكانيكي، لا يمكن إيقافه” وعند سؤاله هل هو قلق بسبب هذا يقول نعم كما لا يُنكر تأثير أفلام البورنو على تصعيد قلقه وخوفه، من هنا يمكن استنتاج أن ما يسيطر على خيال الرجل هي “أسطورة الرجل الذي لا يتعب”.
حسب المحلل النفسي جون ميشال هيرت فإن ما يتم الترويج له اليوم –الإباحية كتجسيد وفيّ- هو الجنس بلا منازع، متناسين أننا نقدمه بصورته الوحشية كلما كان ميكانيكيا، الحلم بقضيب كبير يعني في معظم الأحوال عدم الفشل في الحياة الجنسية وهذا خاطئ تماماً.
الجنسانية العصرية مركزة بالكامل على الانتصاب فهو دليل للمرأة أنها مشتهاة وللرجل أنه قادر على تلبية رغباتها، لذلك فهاجس القضيب وحجمه هو هاجس مشترك، المرأة تحلم بقضيب قوي قادر على إمتاعها والرجل يريد ذلك لأن كل فحولته تتركز في مدى إشباع حبيبته واستمتاعها بالفعل الجنسي معه، غير أن الأطباء المتخصصين في علم الجنس ومن بينهم الدكتور جان ميشال فيترمان يؤكدون أن لا علاقة بين حجم القضيب وبين قدرته على الانتصاب أو تحقيق المتعة في العملية الجنسية، ولكنها مسألة ذهنية ونفسية بحتة تؤثر كثيرا في أداء الطرفين وتجعلهما غير قادرين على الاستمتاع، بلا سبب وجيه عدا هذا الحاجز النفسي غير الحقيقي في الواقع.
“أتمنى لو كان قضيبي أعرض بقليل، هذا يمنحني المزيد من الثقة في النفس” يعترف ميشال ذو الأربعين عاماً، علق على هذا الدكتور جان ميشال فيترمان أن المشكلة هو أنّ الخوف من عدم الوصول إلى تلبية رغبات وإسعاد النساء يعيق الكثير من الرجال، وأنهم يضعون أنفسهم في موضع نقص لو عجزوا عن إيصال الحبيبة إلى النشوة، ويؤكد أن هذا الضغط يُضعف لا إراديا الرجال، وهو أيضا ما يجعل النساء مبرمجات على أنهن لن يستمتعن في كل الأحوال، إنها عقدة القضيب الكبير!.
عضو كبير لا يعني بالضرورة “أورغازم” عظيم لا يُنسى، مجرد وهم ومعتقدات لا أساس لها من الصحة، بل على العكس أغلب اللواتي جربن ذلك كنّ مستاءات، وقلن عن ذلك أنه مؤلم وغير مريح، حتى أصبحت الصعوبة طاغية على المتعة.