المرأة وحاسة الشم.. عبق الحب ينتعش بروائح الذاكرة

المرأة وحاسة الشم.. عبق الحب ينتعش بروائح الذاكرة

آدم وحواء

الأحد، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦

نستعمل حواسنا الخمس بصورة تلقائية. نتذوق الأشياء ونلمسها رغم أننا غالبا لا نلاحظ كيف تقوم بوظيفتها.

هذه الحواس تتشارك العمل فيما بينها ولا تعمل منفردة أبدا، لكن دراسة حديثة في موقع “مديكال ديلي” أثبتت أن حاسة الشم هي الأكثر تأثيرا، كون الرائحة هي أكثر ما يرسخ في الذاكرة…

نظام المشاركة


تعمل الحواس في كثير من الأحيان بشكل مشترك، فقطعة حلوى مصنوعة في المنزل لا يكون لها الطعم نفسه دون حاسة الشم أو الذوق، كون الطعم هو في الواقع مزيج من طعم الغذاء ورائحته وملمسه.

هذا المزيج يحدث لأن جميع المعلومات الحسية خلال المضغ تنبع من موقع مشترك، ومهما كان ما نتناوله فالرائحة أمر حاسم لتذوق نكهة الطعام.

يقول الباحث في الشعور بيفرلي كوارت إن “الأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم، لا يتذوقون الطعام بالطريقة المعتادة، فهم يميزون المذاقات الأساسية التي هي الحلو والمالح والحامض والمر، وما إذا كان جيدا أو سيئا، لكنهم يفتقدون ذلك النوع من التمييز الدقيق. مثلا لا يميزون الفرق بين طعم الفراولة والموز وبين البوظة بطعم الشوكولاته أو بنكهة الفانيليا”.

وكما أن اللمس والشم والتذوق تعمل معا، كذلك السمع والبصر.

تقول الدراسة أن رد فعل الناس لزمّور السيارة عندما تكون على مسافة آمنة منهم، يختلف عن رد فعلهم حين يسمعونها وهم يعبرون الشارع.

مثل هذه المعلومات قد تكون مفيدة، إذ يأمل الباحثون في استخدامها لفهم المشاكل النفسية في ظروف معينة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة الذي يعاني منه قدامى المحاربين الذين يشعرون بالانزعاج من أي صوت.

أمر آخر حول تعاون السمع والبصر تمت ملاحظته لدى المكفوفين، فبعضهم طور قدرة على استخدام حواسه مثل جهاز السونار، فهم يقومون بتفسير الموجات الصوتية التي يسمعونها ثم يستخدمون المعلومات لبناء صورة بصرية من البيئة المحيطة بهم.

التكيف


عادة ما تتكيف حواسنا مع البيئة المحيطة بنا وغيرها من المحفزات، فحاسة اللمس تحديدا تتعلم عدم استرجاع المعلومات باستمرار حول الملابس التي نرتديها عادة، ما لم يكن هناك تغيير في التحفيز.

وهناك أيضا “معرفة الأنف كيفية التكيف”، فالرائحة القوية في الغرفة تبدأ بالتلاشي بعد أن تبقى فيها لفترة من الوقت، وقد تندهش حين يدخل شخص ويتذمر من الرائحة، وهذا قد يفسر عمليا لماذا لا يشم بعض الناس رائحة أجسامهم.

رائحتك رائعة


ترتبط حاسة الشم بالذاكرة أكثر من أي حاسة أخرى، ربما لأنها أقدم الحواس التي تطورت، حتى قبل تطور حاسة اللمس والسمع.

وفيما تمتلك الحواس الأخرى عددا محدودا من المستقبلات، تمتلك حاسة الشم ما يزيد على ألف مُستقبل، ولهذا السبب نشعر حين نشم رائحة كريم لليدين، مثلا، بمشاعر تشابه دفء حضن الأم التي كانت تستعمله، فمركز الشم بالدماغ قريب من مركز الذاكرة.

وفي حين تذهب المرئيات والأصوات إلى منطقة في الدماغ تدعى المهاد قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية، فإن الرائحة تنتقل مباشرة من الأنف إلى الدماغ، ولهذا السبب تحتل حاسة الشم وعبق الاجسام موقعا أساسيا في العلاقات العاطفية وفي ذاكرة المرأة تحديدا.

طعم رائع


يتذوق الناس الأشياء بصور مختلفة لأن براعم التذوق تختلف من شخص لآخر. اللسان يحتوي على آلاف من هذه البراعم.

لكن الموسوعة البريطانية تقول “إن بعض الناس يمتلكون القليل منها على طرف اللسان، وآخرون يمتلكون الآلاف”.

وكل واحدة من هذه البراعم يستجيب لنوع محدد من الطعم (المالح، الحلو، الحامض والمر)، وهذا التذوق لا يختلف فقط بين شخص وآخر بل أيضا تبعا لمكان وجودها على سطح اللسان.