علمياً: لماذا ينجذب الرجال لثديي المرأة؟

علمياً: لماذا ينجذب الرجال لثديي المرأة؟

آدم وحواء

الأربعاء، ١٧ أغسطس ٢٠١٦

لمَ يكرسُ الرجالُ كل ذاكَ المقدارِ من الوقتِ والمساحةِ الفكرية لتلك الأكياس الدهنية المدوَّرة المعلَّقة من صُدُورِ النساء؟ ما سببُ كل الفضول الذي يتركز على الثديين؟!

هذه الأسئلة طرحتها مجلة "livescience" في مقال عرض عدة فرضيات تجيب عن هذا التساؤل، مركزاً على تفسير قدمه البروفيسور في علم النفس في جامعة إيموري، لاري يونغ (Larry young)، والذي اعتبر "منطقي جداً" بحسب المحلة.

يعتقدُ البروفيسور يونغ الذي يدرس الأسس العصبية للسلوكيَّات الإجتماعية المعقدة، أنَّ التطوُّر البشري قد إستغل دارةً عصبيةً قديمةً تطورت أساساً لتقوية الرابط بين الأم والرضيع اثناء الرضاعة من الثدي، ويستخدم الدماغ تلك الدارة الآن لتقوية العلاقة بين الزوجين أيضاً، والنتيجة؟ الرجال -كما الأطفال- يحبون أثداء النساء.

 

عندما يتم تحفيز حلمتي الثديين أثناء الإرضاع يغمر هرمون الأوكسيتوسين -والمعروف بإسم هرمون الحب- دماغ الأم، ما يدفعها إلى تركيز إهتمامها وصبِّ شغفها على طفلها، لكن البحث على مدى السنوات القليلة الماضية أظهر أن هذه الدارة ليست محجوزة حصرياً لإستخدام الأطفال.

 

أظهرت دراسات من بضع سنين أن تحفيز الحلمتين يزيد الإستثارة الجنسية في الغالبية العظمى من النساء، وأنها تشغِّلُ نفس المناطق من الدماغ التي يشغِّلُها التحفيز المهبلي والبظري، فحينما يلمس شريك جنسي أو يمسِّدُ أو يعضُّ الثدي يطلق آلية إفراز الأوكسيتوسين في دماغ المرأة، تماماً كما يحدث أثناء إرضاع الطفل، ويقوم عندها الأوكسيتوسين ضمن هذا السياق بتركيز إهتمام المرأة على شريكها الجنسي، مقوياً رغبتها بالإرتباط بهذا الشريك.

 

بعبارة أخرى، يستطيع الرجال جعل أنفسهم أكثر جاذبية بتحفيز ثديي الأنثى أثناء المداعبة والممارسة الجنسية، ويمكننا القول أن التطور جعل الرجال راغبين بفعل هذا.

 

وفي المقال الذي ترجمه موقع "أنا أصدق العلم"، يرد عن يونغ تعريفه الميل للإعجاب بالثديين على أنه “تأثير ترتيب دماغي يظهر في الذكور الغير شواذ عندما يمرون بمرحلة البلوغ”، ويستطرد قائلاً “اختار التطوُّر للذكور أن يرتب دماغهم بحيث يجذبهم الثديان ضمن إطار جنسي لأن النتيجة هي تشغيل "دارة الإرتباط" لدى الأنثى، دافعاً إياها إلى الشعور بإرتباط أقوى به، هذا سلوكٌ طوَّره الذكور بهدف تحفيز دارة الإرتباط الأمومي لدى الأنثى”.

 

يقول يونغ أن الفرضيات المنافسة بخصوص سبب شد الثديين إنتباه الذكور لا تصمد أمام التدقيق، وعلى سبيل المثال، الحجة القائلة بأن الذكر يميل لإختيار النساء ذوات الثديَّين الممتلئين لأن الدهون الموجودة فيهما ستضمن تغذية أفضل للطفل تصبح قاصرة عندما يؤخذ بعين الإعتبار أن السائل المنوي “رخيص” مقارنة بالبويضة، ولا يحتاج الرجل للمبالغة بالإنتقائية, بعبارة أخرى, تنتج المرأة بويضة واحد شهرياً منذ البلوغ وحتى إنقطاع الطمث, بينما الرجل ينتج النطاف بالملايين منذ البلوغ وحتى آخر عمره, فلا يحتاج للمبالغة في “جودة” الشريك.

 

لكن نظرية يونغ الجديدة ستواجه نقداً خاصاً بها، فقد قال المتخصِّص بعلم الإنسان فران ماسيا-ليز (Fran Mascia-Lees) ، والذي كتب بتعمُّقٍ عن الدور التطوري الذي يلعبه الثديَّان من جامعة راتجيرز معلقاً على فرضية يونغ في بريد إلكتروني، أن أحد دواعي القلق هو أن الرجال ليسوا سواءً في الإنجذاب نحوها، ” ‘ماذا عن الفروقات الإجتماعية’ يعتبر دائماً سؤالاً مهماً عندما يطرح عالم أحياء تطوري سبباً عاماً لسلوك أو شعور “.

 

فعلى سبيل المثال ,في بعض الثقافات الأفريقية لا تغطي النساء أثداءها، ولا يبدو أن الثديين ، فلنقل، “يتمتعان بوزن” عند الرجال.

 

يقول يونغ أن كون الأثداء عارية في تلك الثقافات “لا يعني أن تمسيدها وتحفيزها لا يعتبران جزءاً من المداعبة في تلك الثقافات، ولا يوجد حتى الآن دراسات كثيرة تنظر إلى تحفيز الثديين اثناء المداعبة من منظور أنثروبولوجي”.