تصرفات فتاة ال”over” .. قوة في الشخصية أم تمرد اجتماعي؟!

تصرفات فتاة ال”over” .. قوة في الشخصية أم تمرد اجتماعي؟!

آدم وحواء

الجمعة، ٨ أبريل ٢٠١٦

تخرج عن المألوف في تصرفاتها، فتبدو للبعض جريئة وللبعض الآخر متمردة. سيجارة في يدها قد تعبّر عن شخصيتها تلك، أو لباس متمرد، وربما تبدو جرأتها في مصارحتها لمن تحب بأنها كذلك، وأحياناً تقوم تلك الفتاة بتصرفات يعتبرها البعض ذكورية حين تقبل “مثلاً” الجلوس في المقعد الأمامي “للميكرو” أو تركب الدراجة إلى غير ذلك من الصفات التي تظهر تباعاً في حضورها الاجتماعي، فهي لا تخاف النقاش أو الحديث في مواضيع جريئة كشخصيتها، ولا تكترث كثيراً لما يمكن أن يقال عنها في  المجتمع، فإن كانت هذه صفاتها، فما رأي المجتمع بتلك الشخصية، وهل يقبلون جرأة تلك الفتاة أم يرفضونها؟.

“ربما كانت مضطرة” يبرر خميس الصياح طالب “كلية الحقوق” قبول صعود الأنثى إلى المقعد الأمامي في وسيلة النقل أو الميكرو باص، لكن في كل الحالات يمكن أن يفهم هذا الأمر كمظهر من مظاهر جرأة الفتاة، وهو أمر مخالف للقواعد ويكسر المتعارف عليه، واعتبره غير مألوف، أما سماح طالبة “كلية العلوم”، تقول: إذا سكتت الفتاة في هذه الأيام وامتنعت عن الحديث والنقاش فإنه باختصار يؤكل حقها لأن الزمن والمجتمع تغيرا، وهذا تطلب بالضرورة أن يكون لمعظم فتيات جيلنا شخصية تتفق مع ما يصون للفتاة حقها، وتضيف: الكلام والنقاش نوع من أنواع جرأة الفتاة، ولكنه مطلوب إذا توفر في حدود تتفق مع الدين والأدب، ويجد قصي طحان طالب “هندسة برمجيات” أن جرأة الفتاة تظهر في ثقتها بنفسها وتصرفاتها، فالفتاة الجريئة واثقة من نفسها وقوية، ولا يمكن التغلب عليها أو استمالتها بسهولة، وهو أمر مطلوب في شخصية الفتاة ومحبب إليه، أما خروجها عن المألوف في اللباس مثلاً أو التصرفات فهو ما يمكنني تسميته “بالجرأة”، في حين تميز نور خير بك، طالبة كلية الإعلام، بين جرأة مقبولة في المجتمع، وجرأة تزيد عن الحدود المقبولة، وهو ما يمكن أن يسمى، حسب تعبيرها، بـ (over)، وتصف نور هذا النوع من الجرأة بأنه يظهر في سلوك الفتاة عندما تبدأ بالتطبع بسلوك الشباب من الذكور وأفعالهم، وتظهر “الأوفرة” أيضاً في اللباس الخارج عن المألوف في جو ما، وطريقة الجلوس، وتقول: إن السيجارة أيضاً أحد مظاهر الجرأة الزائدة، أما الجرأة في الحديث فتندرج في إطار الجرأة المقبولة والمطلوبة أيضاً أن توجد في الفتاة.
ويختصر عبد الله جمعه، الطالب في كلية التربية، علم النفس، حديثه عن الفتاة الجريئة بالقول: إنها فتاة تهوى المغامرة، تتمتع بشخصية قوية، تبادر في التعرف على الشاب دون أن يبدأ هو، ويتابع قوله: يستهويني هذا النوع من الفتيات، ولا مانع لدي إطلاقاً في أن أكمل تعرفي على فتاة هي من طلبت التعارف بيني وبينها، أما آلاء، طالبة كلية الحقوق، فتقول: إن الموضة والتدخين جرأة، لكنها الآن مظهر مقبول في المجتمع، وأكثر من ذلك بدأ يصبح مألوفاً، وهو مظهر يختلف قبوله حسب فئات المجتمع، فالشباب يمكن أن يكون مقبولاً أو مطلوباً لديه، في حين تفسره الفئات العمرية الأكبر سناً بأنه يدخل في حدود قلة الأدب والعيب!.
ومع التعريفات المختلفة التي قدمها المجتمع للفتاة الجريئة، يبدو أن هناك قبولاً عاماً لشخصية الفتاة الجريئة في حدود ما يمكن أن نسميه مفاهيم جديدة، وقواعد متفقاً عليها بين فئات الشباب، تميز بين جرأة الفتاة ووقاحتها، وتقر بضرورة الجرأة وحتميتها في مواضع، ومواضيع عدة.
محمد محمود