عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

مدونة م.محمد طعمة

الاثنين، ١٠ أكتوبر ٢٠١١

تحت الاختبار: بلاك بيري بولد ٩٩٠٠
 في الوقت الذي تعمل فيه ريسيرش أن موشن على قدم وساق على إطلاق نظام التشغيل الجديد الذي يحمل الاسم QNX والمنتظر أن نراه على هواتف بلاك بيري العام المقبل، فقد قامت الشركة بما وصفته بأنه أكبر إطلاقاتها المتزامنة على الإطلاق حيث قدمت مجموعة هواتف بلاك بيري ٧ – والذي لا يتجاوز كونه تحديثاً، وإن كان كبيراً، للإصدار السابق من نظام التشغيل المعتاد لهواتف بلاك بيري – في عدد هائل من دول العالم في الوقت ذاته.
وفي حين يرى البعض أن مجموعة الهواتف الجديدة – والتي يتصدرها دون منازع الجيل الجديد من هاتف بلاك بيري المحوري الـBlackberry Bold والذي حمل الرقم ٩٩٠٠ – ما هي إلا محاولة للبقاء في المنافسة بأقل الخسائر لحين إطلاق نظام التشغيل الجديد، فإنني على النقيض أراها خطوة هامة للغاية وحيوية للشركة لعدة أسباب، فهي التجربة الأولى لإطلاق متزامن بهذا الحجم لهواتف بلاك بيري وهو ما ستستفيد منه الشركة مستقبلاً عند إطلاق أجيال جديدة من هواتفها على هذا النطاق ذاته والمستوى نفسه من التنسيق، كما أن الهاتف الذي نضعه اليوم تحت المراجعة على وجه التحديد يمثل هو الآخر مفهوماً جديداً من حيث التصميم وجودة الخامات المستخدمة وهي قضية أصبحت محورية لنجاح الهواتف الذكية في هذا العصر وخاصة لمن يطمح إلى بيع منتجه لقطاع الأعمال.
 
التصميم والبناء
لن أكون مجافياً للحقيقة إن قلت إن البلاك بيري بولد ٩٩٠٠ هو الأجود من حيث الخامات المستخدمة والأكثر إحكاماً من حيث البناء من بين جميع هواتف بلاك بيري التي أتيحت في الأسواق إلى اليوم، كما أن الهاتف هو الأنحف الذي تنتجه RIM بسمك لا يتجاوز ١٠.٥ مم ويلتحق كذلك بقائمة محدودة من الهواتف خفيفة الوزن عالية القيمة التي لا تخطئها عين الناظر.
تأكيداً لمبدأ الاستفادة من هذه التجربة استخدم المنتج الكندي مجموعة متنوعة ولافتة للنظر من الخامات في صناعة الهاتف، فالواجهة زجاجية، والأزرار بلاستيكية والإطار معدني، أمّا الجهة الخلفية فهي مزيج من البلاستيك ناعم الملمس، والزجاج وألياف الكربون. أعود لأقول إجمالاً إن هذا الهاتف، في تقديري، هو الأفضل تصميماً وبناءً من بين جميع هواتف بلاك بيري السابقة.
 
لوحة المفاتيح
حقيقة الأمر أجد هذه النقطة تستحق أن يفرد لها عنوان مستقل بذاته، من بين جميع ما استخدمت من هواتف ذكية على مر السنوات الماضية، تبقى لوحة مفاتيح الـBold 9900 هي الأفضل على الإطلاق متضمناً في ذلك الهواتف التي تعمل باللمس. هل يعني ذلك إنني أفضل هذه الهواتف التي تحتل فيها لوحات المفاتيح البلاستيكية أكثر من نصف واجهة الهاتف؟ بل على النقيض، ولكنني أحد هؤلاء الذين يقدّرون لوحات المفاتيح المريحة ويعرفونها بسهولة حينما تقع أيديهم على واحدة.
 
نظام التشغيل وواجهة الاستخدام
لا أزال عند رأيي ذاته بأنه في عصر الهواتف الذكية لا يبدو من المقبول أو المعقول أن تبقى أجهزة البلاك بيري عديمة القيمة ما إن تفقد اتصالها بخدمة البلاك بيري اللاسلكية – BIS – فحتى الوظائف والتطبيقات الافتراضية والبسيطة لا يمكن استخدامها عبر الواي فاي إذا ما فقدت اتصالك بخدمة البلاك بيري أو توقفت عن العمل لسبب أو لآخر, إن جهاز البلاك بيري بدون الخدمة الخاصة به أشبه ما يكون بسيارة فارهة دون وقود. ويزداد الأمر سوءاً يوماً بعد يوم بظهور خدمات مقاربة – إن لم تكن أفضل – وبمستوى مقارب من الأمن والخصوصية عبر أنظمة تشغيل الهواتف الذكية الأخرى المختلفة. إنني أتفهّم النموذج التجاري الذي تقيم عليه ريسيرش أن موشن أعمالها ولكن بعد أن أصبحت فئة الشباب والمستخدم التقليدي هي الفئة الشائعة لمشتري الهواتف الذكية فإن المنفعة الحصرية المتحققة من خدمة البلاك بيري بدأت تتراجع تدريجياً ما يجعل من الضروري طرح بدائل وخيارات أكثر انفتاحاً لهؤلاء.
عودة إلى نظام التشغيل الجديد بلاك بيري ٧ وواجهة الاستخدام التي تبدو سلسة وسريعة الاستجابة بدرجة ملفتة حتى مع زيادة عدد التطبيقات المفتوحة ربما يعود السبب فيها إلى المعالج المحدث بسرعة ١.٢ جيجا هرتز والذاكرة الأكثر اتساعاً, النظام الجديد حصل كذلك على تحديث لمتصفح الإنترنت الذي يدعم الـHTML5 مع معالج جديد للجافا سكربت والذي أنتج بشكل عام تجربة تصفح سريعة وسلسة للإنترنت خاصة في مؤثرات "الزووم" والحركة لأعلى وأسفل الصفحة وجميعها مهام بات من الممكن القيام بها بلمسات الأصابع عبر شاشة اللمس الجديدة التي زود بها البلاك بيري بولد وإن كانت شاشة العرض الصغيرة نسبياً لاتزال تشكل العقبة الأكبر أمام تجربة مريحة لتصفح الإنترنت على الجهاز.

البطارية
بطارية البلاك بيري بولد ٩٩٠٠ لن تبهرك كثيراً بسعتها ولكنها على الأقل يمكنها الصمود ليوم عمل متصل مع اتصال دائم بشبكة الجيل الثالث، وهو ما لا يختلف كثيراً عن معظم الهواتف الذكية الأخرى في الوقت الحالي. لا شيء خارقاً للعادة هنا.
 
متفرقات
• الكاميرا متوسطة المستوى, وعلى الرغم من أن ريسيرش أن موشن أضافت إمكانية تصوير الفيديو عالي الدقة ٧٢٠p لهذا الهاتف الذي يحمل كاميرا رقمية بدقة ٥ ميغا بكسل إلا أن تجربة التصوير كاملة – للصور الثابتة والفيديو – لا تتعدى كونها وظيفة ثانوية. الصور لا تتمتع بحرارة الألوان التي باتت تقدمها الكثير من الهواتف الذكية الحديثة, الفيديو ربما يوثق تلك الأحداث التي تفاجئك ولكنه لا يرقى لاستخدامه باختيارك في أي وقت آخر. بشكل عام, لا أظنني أفتقد كثيراً وجود كاميرا بمستوى متقدم في هاتف من هذا النوع موجه بالأساس لقطاع الأعمال, ولكن ما افتقدته فعلياً هو عدم وجود كاميرا أمامية بات من المنطقي اليوم وجودها.
• Bold 9900 قدم شاشة عرض بدقة أعلى من الجيل السابق من عائلة Bold, شاشة العرض الجديدة التي تعمل باللمس تأتي بدقة ٦٤٠×٤٨٠ بكسل وعلى الرغم من أن الأرقام ليست مدهشة ولكنها خطوة جيدة خاصة عند النظر إلى الرسوميات والمؤثرات الحركية الخاصة بنظام تشغيل بلاك بيري السابع.
• نال إعجابي وضع السماعة الرئيسية للجهاز والتي تتواجد مباشرة أسفل غطاء البطارية الخلفي المصنوع من ألياف الكربون, وعلى الرغم من أنني لا أميل إلى أن تكون السماعة الرئيسية للأجهزة المتحركة في الجهة الخلفية لتلك الأجهزة إلا أن التصميم هنا مختلف حيث أن الجهة الخلفية للجهاز ليست مستوية وإنما مائلة باتجاه الحواف ما يجعل صوت الجهاز واضحاً حتى عند وضعه على الجهة الخلفية.
• الهاتف يدعم الـNFC وإن كان لم يتسنَّ لنا تجربتها.
 
الخلاصة
لا يمكننا أن نصف البلاك بيري بولد ٩٩٠٠ بأنه مستقبل أجهزة البلاك بيري, فالشركة المنتجة مقبلة على مرحلة تحوّل كبرى ولابد لها أن تضع نصب أعينها أن يحصل النظام القادم – QNX – على هذا المسمى, ولكن جهاز بلاك بيري بولد في جيله الجديد هو في تقديري أفضل ما تمّ تقديمه من عائلة بلاك بيري إلى اليوم.
بتصميم وبناء محكم إلى درجة ملفتة للنظر, لوحة مفاتيح أكثر من مثالية وإصدارة نالتها يد التطوير من نظام بلاك بيري المألوف؛ فإن هذا الهاتف يبدو لنا وكأنه الخيار الأفضل لمحبي البلاك بيري حتى لحظة كتابة هذه الكلمات. هل هو بديل أو منافس فعلي عتيد في سوق الهواتف الذكية اليوم؟ ستبقى شاشة العرض الصغيرة, الخيار المحدود نسبياً من التطبيقات المتوفرة والنظام المعتمد كلياً على خدمة البلاك بيري ستبقى عقبات فعلية أمام الإجابة بثقة على هذا السؤال


ثلاث تفاحات غيرت وجه العالم
تفاحة آدم.. تفاحة نيوتن.. 
وتفاحة ستيف جوبز

رحل ستيف جوبز..أحد أهم المبتكرين الأميركيين، وأحد مؤسسي شركة «»، كما يؤكد التاريخ، رحل، تاركاً وراءه إرثاً غنياً، وهو الذي اعتُبر واحداً ممّن غيّروا عالم التكنولوجيا والمعادلات التي يقوم عليها.
 وكان جوبز يعتبر أحد أبرز المبتكرين الذين قادوا عالم تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الـ40 الماضية من خلال شركة «» التي قدمت أول جهاز كومبيوتر شخصي عام 1976 بعدما كانت تقدم شركة «اي بي ام» أجهزة الكمبيوتر التجارية والحكومية الضخمة. ويتذكّر عشاق التكنولوجيا يوم أطلّ جوبز ليعلن إطلاق أول جهاز كمبيوتر من نوع ماكنتوش.
أما النقلة الثانية التي أدخلها جوبز إلى عالم التكنولوجيا وبدأت عام 2000 هي تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة منتجات «آي» التي أتاحت التكنولوجيا للمستخدمين في كل وقت وكل مكان وهي أجهزة «آيبود» و«آيفون» و»آي باد» ومتجر «آي تيونز» الموسيقي العملاق ومتجر «أبل ستور» الذي يوفر لمستخدمي «آي فون» تطبيقات هائلة تغطي كل مناحي الحياة.
ولد ستيف جوبز في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية في 24 شباط 1955 لأب سوري يدعى عبد الفتاح جندلي وأم أميركية هي جوان.
من بين الأقوال المأثورة لجوبز: «السبيل الوحيد للقيام بشيء عظيم هو أن تحب ما تفعله»، و«في بعض الأحيان تضرب الحياة رأسك بحجر لكن عليك ألاّ تفقد الإيمان» و»اجعل تفكيرك نقياً حتى تكون بسيطاً» و»أن تتذكر دائماً أنك ستموت هو أفضل سبيل لتتجنب الوقوع في فخ أنك سوف تفقد شيئاً».

.