عالم في ناسا: الفضائيون زاروا الأرض...ربما!

عالم في ناسا: الفضائيون زاروا الأرض...ربما!

مدونة م.محمد طعمة

الأحد، ٩ ديسمبر ٢٠١٨

نتيجة بحث الصور عن ‪khsh‬‏

 

نشر سيلفانو كولومبانو الباحث في وكالة ناسا يوم الأربعاء الماضي، ورقة مختصرة على موقع ريديت بعنوان «افتراضات جديدة لإرشاد مشروع البحث عن ذكاء خارج الأرض.» ليعرض فيها آراء جريئة لفتت أنظار الإعلام إليها؛ لتعنون قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية أحد تقاريرها بأن «عالم في ناسا يقول إن الأرض ربما زارها أجانب.» في حين كتب موقع أخبار ياهو أن «أجانب صغار ربما زاروا الأرض بالفعل.»

وتمثل ورقة كولومبانو، الذي يعمل في قسم الأنظمة الذكية في وكالة الفضاء، تحليلًا ذكيًا وجديدًا لسؤال «فيرمي» الجدلي؛ أين الجميع؟ وهي تتعلق بفرص وجود حياة أخرى في الكون، وتتراوح الحلول المقترحة بين عدة مليارات من الفرص، وبين انعدام الفرص تمامًا ما عدا التي في كوكب الأرض، وبسبب وجود التباين الشديد جدًا بين الحلول سميت مفارقة.

وتناول البحث الكواكب الأرضية الفضائية، إذ يوجد مواقع عدة محتملة يمكن أن تكون مخبأ للفضائيين، في الكون المترامي الأطراف. واكتشف برنامج كبلر ما مجموعه 3848 كوكبًا، منها بعض الكواكب المرشحة الموجودة في أنظمة يبلغ عمرها نحو 11.2 مليار عام. ويبلغ عمر نظامنا الشمسي نحو 4.5 مليار عام فقط، ما يعني إمكانية وجود كوكب شبيه بالأرض وأقدم منه بنحو 6 مليارات عام في إحدى هذه الأنظمة فائقة القدم.

تخيل كيف ستكون الحياة على هذا الكوكب. ويركز كولومبانو على عامل الزمان، إذ يعزي السبب في الأساس إلى أن التقنية تتطور على الأرض بمعدل غير مسبوق إطلاقًا، لدرجة أننا نعجز عن مجرد التنبؤ بنوع التطور الذي سنشهده في ألف عام قادمة، ناهيك عن 6 ملايين عام.

وخلص كولومبانو إلى وجوب الطعن في أربعة افتراضات أساسية، ما يساعدنا في الإجابة عن احتمالات أماكن وجود الفضائيين، وكيف يمكن للتقنية المتطورة أن تلعب دورًا في اكتشافاتهم؛ إليك ما هي:

1- السفر بين النجوم مستحيل أو مستبعد جدًا

نبقى مقيدين حاليًا بتقنياتنا وفهمنا للفيزياء عندما يتعلق الأمر بأقصى مدًى يمكننا السفر إليه في الكون. وأقصى ما وصل إليه الإنسان هو الجانب البعيد للقمر في سبعينيات القرن الماضي، ولا يمكننا كذلك السفر أسرع من الضوء، ولا نملك محرك اندماج إلى الآن. ولكن قد يكون بمقدور الفضائيين ذلك. لذا نستطيع البحث عن أدلة على أشياء واضحة نسبيًا، كسفينة فضاء عملاقة بمحركات إيونية تمر من الأرض. ويشير كولومبانو إلى أننا لا يجب أن نسمح لمواردنا الحالية أو لمخيلتنا أن تحدّنا، بل يجب أن نتفهم إمكانات تحقيق فهم وسيطرة أكبر لطاقة المادة والزمكان.

2- تبقى الأمواج الراديوية النموذج الأساسي للتواصل لآلاف أو ملايين الأعوام.

من الجيد أن نمتلك وسيلة للاتصال عبر مسافات بعيدة، إلى أن نصل إلى إمكانية السفر بسرعة الضوء. وهذا أحد الأسباب التي جعلت مشروع البحث عن ذكاء خارج الأرض يفتش عن الأمواج الراديوية.

ويوضح كولومبانو أنه حتى إذا استمرت الأمواج الراديوية -التي نفترض أنها مرسلة من الفضائيين- في الظهور في المستقبل البعيد، فقد تحمل معلومات أكثر مما يمكن أن تحمله حاليًا. بمعنى أننا لن نملك القدرة على فهمها، ولن نتمكن من تمييز رسائل ذات معنى من الضوضاء. بالإضافة إلى أنه يمكن أن يصبح هذا النوع من الاتصال قديمًا في المستقبل. وقد تختار الحضارات منارات أخرى لا يمكننا حتى فهمها.

3- الحضارات الذكية ستعتمد على حياة الكربون.

وهذا أحد أكبر الافتراضات. لقد عرفنا لفترة طويلة أن بعض وحدات البناء الأساسية تسمح لوجود حياة كما نعرفها، ولكن من المحتمل أن يتضمن الكون أشكالاً مختلفة جدًا من الحياة؛ ويقول كولومبانو إن نظامنا البيئي القائم على الكربون قد يكون مجرد خطوة أولى ضئيلة في تطور مستمر يمكن أن ينتج أشكالًا من الذكاء تفوق بكثير ما وصلنا إليه، ولا تعتمد على الكربون بعد.

ويبدو من المعقول افتراض نشأة كل حياة بشكل مشابه لحالتنا، ولكن احتمال أن يتبع كل كائن حي القواعد ذاتها ضعيف. وفي هذه الحالة تبدأ فرصنا في العثور على حياة بالتوسع خارج النطاق الصالح للحياة. ومن الصعب تخيل ما سيكون عليه هذا النوع من الحياة أو التصرفات أو كيفية الاتصال. فمثلًا يؤدي عزل بعض الأحياء الدقيقة من كوكبنا في طبق مخبري إلى تطور شيئ غريب تمامًا.

ويمكن لهذا أن يؤثر على جميع الافتراضات الأخرى في هذه القائمة. وقد تساعد الحياة غير المعتمدة على الكربون على السفر بين النجوم بسبب تحررها من القيود البشرية كعمر الإنسان أو حجمه.

4- لم يزرنا أحد.

ويضيف كولومبانو إن البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، تجاهل إلى حد كبير الأهمية المحتملة لظواهر الأجسام الغامضة، بسبب انتشار الخدع وعدم الاهتمام العام الناتج عن الشك. وبدلًا من موقف التشكك والتجاهل يرى كولومبانو أن من واجب المجتمع العلمي السعي إلى إيجاد الإشارة في الضوضاء.

وفي ظل الجدل الكبير حول ظواهر الأجسام الغامضة، قد تكون هناك إشارات صغيرة تشير إلى ظواهر لا يمكن تفسيرها أو رفضها. وإذا تبنينا مجموعة جديدة من الافتراضات حول أشكال الذكاء والتقنية العالية التي قد نجدها، فإن بعض ظواهر الأجسام الغامضة قد تناسب فرضيات محددة، ويمكننا عندها البدء ببعض التحقيقات الجادة.

ما الذي يجب أن نفعله بشكل مختلف؟

ويطرح كولومبانو بعض الاقتراحات لاتباع نهج أكثر قوة في الاستكشافات المستقبلية لمشروع البحث عن الحياة خارج الأرض. ويرى أن على الفيزيائيين الانخراط في نظريات تستند إلى فيزياء تأملية مبنية على الأدلة، وتوسع حدود الزمكان والطاقة. وعليهم في الوقت عينه إشراك التقنيين في استكشاف كيفية تطور التقنية، خاصة من ناحية الذكاء الاصطناعي وطرق اندماج الآلات بالإنسان بالإضافة لوجوب النظر بداية في ظواهر الأجسام الغامضة واعتبارها جديرة بالدراسة، على الرغم من أنها تندرج في سياق نظام ذي نسبة إشارات ضعيفة ضمن كم كبير من الضوضاء، إلا أننا يجب أن نتحدى بعض افتراضاتنا ونسلط الضوء على إمكانيات جديدة للاتصال والاكتشاف.

وسنواجه أسئلة جديدة لأن الحياة في الكون قد لا تتخذ شكلًا مألوفًا؛ كيف يمكن لكل ذلك أن يغير من افتراضاتنا وانفتاحنا على الاتصال مع حضارات أخرى لا تشبه الأرض بعكس ما كنا نتخيله لعصور؟ هذه هي العقبة التالية.